25/11/2010
نافذة مصر / كتب - محمد حمدي:
أكد الدكتور محمد بديع - المرشد العام للإخوان المسلمين - أن الانتخابات البرلمانية تمثل للإخوان نافذةٌ للتواصل ، يطلون منها على الشعب المصري ليقدموا له أفضل ما عندهم من نماذج تحمل عبء وهموم الأمة وترفع صوتها بها داخل البرلمان المصري، وتقف ضد الفساد والاستبداد, حتي يتم التغيير الذي يسعي له المصلحون في الداخل والخارج والراغبون فى الإصلاح، وذلك في ظل الوضع الذي وصلت له البلاد علي يد الحزب الوطني.
وأشار د. بديع إلي أن المؤشرات التي ظهرت حتي الآن, تؤكد أن النظام قد أدمن التزوير ولا يستطيع المنافسة فى أية عملية انتخابية، قائلا :" لا يوجد حزب في العالم يصوت له الموتى أو يقدم خمسة مرشحين في دائرة واحدة علي مقعدين, ويعتقل منافسيه، ويهدر أحكام القضاء والدستور مثل الحزب الوطني"
وشدد د. بديع خلال برنامج "بلا حدود" على فضائية (الجزيرة) مساء أمس أن الاخوان سيستمرون في النضال الدستوري والقانوني وهو المنفذ الوحيد حتي يتم الحصول علي حقوق الشعب المصري.
وحول الاستمرار في خوض الانتخابات رغم علم الجماعة بتزوير النتائج مسبقاً قال فضيلته :"الانتخابات حقٌ دستوري لكل مصري والشعب هو صاحب الحق في الاختيار والفيصل بيينا وبين الحزب الوطني هو الشعب الذي لو سمح لو بالتصويت سيغير كثيرا " مشيراً إلى أن هذه هي قواعد الديمقراطية والمواطنة التي يطنطن بها رؤوس الحزب في كل مكان.
وعن شعبية الإخوان، قال د. بديع إنه لو سُمح لوسائل الإعلام في ممارسة عملها بحرية لعرف العالم كله قدر الحزب الوطني وقدر الإخوان والفيصل بيننا هو الشارع المصري وصوته الحر، مشيراً على أن الإخوان قد حصلوا في انتخابات 2005 علي أكثر من 2.5 مليون صوت.
وشدد المرشد العام للإخوان المسلمين علي أن المحلل المنصف, الذي يتعرض لجهد نواب الإخوان فى الدورة المنقضية, يري أنهم في مضابط مجلس الشعب قد استخدموا ما يقارب من 50 % من الأدوات الرقابية مشيراً إلي أن الأغلبية الميكانيكية للحزب الوطني كان يجب أن تحاسب علي تعطيلها لحقوق المواطنين.
وضرب د. بديع مثلاً بأحد نواب الإخوان الذي نصح الحكومة بأهمية اتخاذ التدابير التي تقنن الصناديق الخاصة, والتي تعادل أربعة أضعاف الميزانية ولا تخضع لرقابة المجلس, وذلك تصحيحاً لأوضاعها, ومحافظةً علي حقوق الشعب, ولكن رفضت الحكومة هذه النصيحة, حتي نبه الجهاز المركزي للمحاسبات لهذه النقطة التي لم تستمع لها الحكومة في وقت سابق, وكان علي المجلس أن ياخذ بها حفاظا علي مصلحة البلاد.
ورفض فضيلة المرشد مزاعم اللواء فؤاد - علام رئيس جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق - بأن الإخوان ستلجأ إلي استخدام العنف مشيراً إلي أن شهادة علام مردودة لأن له تاريخاً كبيراً في تعذيب الإخوان, وهو مسئولٌ عن قتل الأستاذ/ كمال السناريري - رحمه الله .
وحول إصرار الإخوان علي عدم الانسحاب من الانتخابات, تعجب فضيلته من مطالبة الضحية بأن تتوقف, بينما لا يطالب الجلاد بالتوقف عن إراقة الدماء, وحرمان المواطنين من حقوقهم. واكد د. بديع ان الاخوان لم يحدث في تاريخها أن لجات الي العنف ، وأن من تعود علي تزوير الانتخابات يتعود علي الكذب واتهام الاخوان باتهامات باطلة .
وأوضح د. بديع أن يوم الحساب سياتي ولن يفلت ظالمٌ وسيكون حسابه عند الله أشد وأظلم.
وقال د. بديع :" التقيت بقيادات مصر السياسية من المعارضة في ثلاثة لقاءات سابقة, كان همهما التغيير بالشكل السلمي, وأضاف :" لو أجمعت كل قوى المعارضة على مقاطعة الانتخابات , لكان الإخوان أول من يقاطعها, ولكن ذلك لم يحدث فقد سبقنا في المشاركة عددٌ من الأحزاب, وبالتالي عدنا إلي مجالس الشورى فأيد 98 % من أعضاء مجلس شورى الإخوان, المشاركة في الانتخابات, وهم يعلمون مسبقا ما سيحدث".
وشدد المرشد العام للإخوان أن الجماعة, لن تنسحب من الانتخابات داعياً مؤسسات الدولة أن تتفهم أن الانتخابات البرلمانية القادمة هى انتخاباتٌ مفصليةٌ سيترتب عليها إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية القادم, وحتي لا يطعن علي شرعية المجلس.
ولفت فضيلته إلي أن هناك ما يقارب من 14 حكماً صادراً للإخوان بالإسكندرية لوقف الانتخابات متسائلاً :" هل تحترم الحكومة هذه الاحكام ؟"
وقال:" نحن حريصون علي ذهاب المواطن لصناديق الانتخابات حتي يختار من يريد, ورفض فضيلته, الانسحاب من الانتخابات مؤكداً أن الانتخابات هي الوسيلة السلمية للتغيير التي يتخذها الإخوان, وسيلجأون إلي القضاء, وفي حال عدم تنفيذ الأحكام القانونية الصادرة ستكون فضيحة للنظام.
وشدد فضيلة المرشد علي أن الاخوان لن يتراجعوا, وسيتمرون مع شعبهم يجاهدون بالطرق السلمية حتي يسترد هذا الشعب حقوقه وستواصل الجماعة جهودها, إعلامياً وقانونياً وسلمياً.
ونفي فضيلته أن تكون الجماعة قد دعت إلي الاستشهاد علي الصناديق مؤكداً أن الإخوان سيحيون علي هذه الصناديق وسيحيون الانتخابات لأن الصوت أمانة.
وحول اختيار اخوان الأردن لمقاطعة الانتخابات وإخوان مصر المشاركة ، أكد د.بديع ان هذا الأمر دليل علي ان الاخوان بكل قطر لهم حرية الإختيار علي أن يبقي بينهم وبين اخوان مصر التنسيق فقط .
وأكد د. بديع أن شرعية الاخوان مستمدة من انهم يحملون رآية الاصلاح ، ومن الشعب الذي يمنحههم اصواته في الانتخابات وينحاز لهم وبالتالي، الاخوان لن يتركوا الحزب الوطني ليخرق سفينة الوطن وسيظلون يحتكمون للشعب .
واشار د. بديع الي ان الاخوان لم تتنازل عن شعار الاسلام هو الحل مشيرا إلي أن الشعار باقيا ، وهو الشعار العام للجماعة
وقال :" لا يمكن توقع عدد المقاعد وسنترك للشعب حرية اختيار المرشحين ولن نضع ايدينا في يد الحزب الذي اودي بمصر الي الدرك .
وكشف د.بديع أن هناك اجتماعاً للقوي السياسية بعد اجراء الانتخابات لاتخاذ موقفاً ، مشددا علي ان المرحلة القادمة انتقالية يجب ان تتحمل فيها كل القوي السياسية مسئولياته لاسيما وانه لا يستطيع أي حزب او جماعة ان يؤدي واجب الاصلاح بمفرده .
وحذر د. بديع من استمرار الاوضاع بهذا الشكل المؤسف في البلاد قائلا :" مصر لو استمرت بهذا الحال ستكون كارثة " داعيا عقلاء الحزب الحاكم لتدارك الاحوال الماساوية في مصر .
وشدد المرشد العام للاخوان ان مؤسسات مصر ملك للشعب والحزب الوطني أثبت فشله وأستنزف مرات الرسوب ، ويجب أن يتم تنحيته عن مكانه بالوسائل السلمية والقانونية التي يملكها الشعب .
مؤكداً أن الإخوان أصحاب مشروع إصلاحي ونهضوي ، ولا يبحثون الآن عن حكم البلاد ولكن يسعون لكي تعود مصر لمكانتها .
ونفي د. بديع أن يكون التغيير غير وارد في المرحلة القادمة قائلا :" يقيني أن التغيير مع الصبر قادم ، والاخوان تؤمل علي شعب مصر ".
واتهم د. بديع النظام الحاكم بزرع الخوف لدي المواطنين والابقاء علي المهندس خيرت الشاطر قابعا في الظلم بعد تحويله لمحاكمة عسكرية جائرة ، بعد أن برأته ثلاث محاكم مدنية.
واتهم الغرب بتصدير الخوف من الاسلام عن طريق الميديا المضللة مؤكدا أن من يخوفون الناس من الاسلام مغرضون .
وطالب د. بديع برقابة دولية من الامم المتحدة علي الانتخابات القادمة وبتواجد شعبي يوم الانتخابات لحماية الاصوات وصناديق الانتخابات ، وبتحمل مسئولي مصر المسئولية ، وانقاذ مصر من فضيحة تزوير الانتخابات ، وتدارك وضع مصر ومكانتها
وقال د. بديع علي ان الاخوان لا يحبون أن تسقط قطرة دم واحده لمصري ، وهي دماء غالية وثمينة ، وهم لا يدعون إلى العنف ولا يرضون به " .
واضاف :" الحكومة التي تستخدم البلطجية تحت سيطرة الأمن تتحمل المسئولية الكاملة عن أي عنف في ظل عدم اعتقال بلطجي واحد برغم الاعتقالات المستمرة تجاه الاخوان الذين يتعرضون لمضيقات مستمرة علي يد هؤلاء البلطجة .
وحذر د. بديع من عدم مشروعة الانتخابات القادمة ما يترتب عليها من عدم مشروعية الانتخابات الرئاسية في ظل استمرار الانتهاكات الحكومية تجاه العملية الانتخابية .