28 / 5 / 2009

الإسكندرية / محمد صلاح :

 

أقامت اللجنة السياسية للكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بالإسكندرية صالونها السياسى الشهرى الثانى تحت عنوان " القضية الفلسطينية بين سيناريوهات المقاومة و المساومة " بحضور الدكتور إبراهيم الجعفرى والدكتور حازم فاروق عضوا مجلس الشعب ولفيف من المهتمين بالشأن الفلسطينى بالإسكندرية .

 

واعتبر الدكتور إبراهيم الجعفرى فيما أسماه بعبقرية المكان والزمان أن فلسطين هى قلب الأمة العربية وليس مصر فهى من حيث المكان هى معبر التجارة للطرق القديمة والحديثة وهى المعبر الوحيد بين آسيا وأفريقيا كما ازدادت قيمتها الجغرافية بعد حفر قناة السويس بالإضافة إلى مصر ومن حيث الزمان فهى تذكرنا بالفاتحين العظماء بداية من تحتمس والإسكندر الأكبر مرورا بعمر بن الخطاب وعمرو بن العاص وختاما بصلاح الدين الأيوبى هذا بخلاف الأنبياء الذين جلسوا على أرضها .

 

وحول ما أسماه بنظرية البقاء والفناء عرض الجعفرى لسيناريوهان أحدهما انتهاء القدس كما انتهت الأندلس واختلفت معالمها على أرض الواقع والآخر هو عودة الدولة مرة أخرى وزوال الاحتلال كما حدث مع صلاح الدين الأيوبى بعد احتلال دان أكثر من 90 سنة مرجحا السيناريو الثانى وذلك وفق التركيبة الديموغرافية الفلسطينية فى ظل صغر حجم الدولة وزيادة عدد السكان فى مقابل القلة الشديدة لعدد السكان الصهاينة بالإضافة إلى أن الدولة الصهيونية محاطة بالأعداء من كل جانب فى ظل وجود مقاومة داخلية وخارجية وليست على الحدود كما تعود عليها الكيان الصهيونى .

 

من جانبه أكد الدكتور حازم فاروق على أن الصراع العربى الإسرائلى لا يمكن أن يتم توصيفه بالسياسى وإنما صراع عقائدى قد تتدخل فيه الطرق السياسية من أجل الوصول إلى هدف عقائدى فى النهاية وذلك وفق ما جاء فى القررآن الكريم والسنة النبوية ووفق ما جاء أيضا فى الخطابات والتقارير الصهيونية الغربية .

 

وأشار فاروق إلى بعض التقارير الغربية التى تبدى تخوفاتها من تحالف قوى المقاومة مثل حزب الله وحماس والتى وصفته بأنه يشكل خطرا على الوجود الصهيونى وعلى النفوذ الأمريكى العالمى .

 

كما أشار إلى التقارير الأخرى الصادرة عن المخابرات الصهيونية والتى بنت قيام دولة إسرائيل على ثلاثة محاور هى القوة العسكرية المباشرة وغير المباشرة وتوظيف جماعات طائفية أو قوى معارضة تبحث عن الوصول إلى الحكم بالإضافة إلى إقامة تحالفات مع دول الجوار فيما يسمى بسياسة شد الأطراف .

 

كما أشار التقرير الذى عرضه فاروق إلى أسباب اعتماد الثقة الأمريكية على مصر وهى السيطرة على الإعلام وعلى رجال الأعمال وعلى المسئولين والنخب السياسية ووجود شراكة أمنية بين الداخلية المتمثلة فى أمن الدولة مع المخابرات العامّة بالإضافة إلى وجود قوات المارينز الأمريكية فى بعض أماكن القاهرة التى وصفها التقرير بأنها هامة مثل جادرن سيتى والجيزة ومصر الجديدة فى ظل وجود قوى عسكرية وقواعد فى الغردقة والسويس .

 

وأكد فاروق على أن مصر تملك من الأدوات والأوراق والآليات ما يجعل لها كلمة ويجعلها قائمة مشيرا إلى انتهاء عهد الحروب النظامية وضرورة دعم المقاومة مبينا أن القرارات الحاسمة غالبا ما تضع صاحبها فى خطر وقد يتبعها تضحيات لكن مهما كانت درجة الخطورة فلن تكون أخطر من السكوت والاستسلام .