مع تصاعد حملة الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، تزامناً مع توسع دائرة الدول العربية المطبّعة مع الاحتلال الإسرائيلي، جدد الجمهور العربي والفلسطيني رفضه الكامل لصفقات التطبيع وبيع الأوهام للشعوب العربية.
وعبر حملة إلكترونية، دشنتها مؤسسات مناصرة للمسجد الأقصى والقضية الفلسطينية، تحت وسم "#المطبع_مقتحم_مش_زائر"، عبّر هؤلاء عن استنكارهم ورفضهم لزيارة وفود عربية إلى المسجد الأقصى عبر بوابة التطبيع، وتحت حراب سلطات الاحتلال وإدارته لزيارات الوفود.
ضد التطبيع
الحملة التي رعاها الائتلاف العالمي لنصرة القدس، تحت عنوان: "عربي ضد التطبيع"، والتغريد عبر الوسم السابق، أكد الائتلاف من خلالها أن "المطبعين العرب يحاولون عبثا تجميل صورة الاحتلال البشعة، وتزيين التطبيع في أعيننا، عبر الصلاة في المسجد الأقصى المبارك تحت حماية شرطة الاحتلال".
وأكد الائتلاف في رسالته أن "حملة #عربي_ضد_التطبيع تقول للمطبعين أن #المطبع_مقتحم_مش_زائر".
ويؤكد الائتلاف على أهمية العمل المشترك من أجل حشد وتعبئة جهود الأمة واستنهاضها، لتقوم بدورها في نصرة قضية القدس وفلسطين.
وأضاف: "المطبعون تحالفوا مع الاحتلال، شاركوا في قصف غزة وحصارها، استثمروا مع الكيان في مشاريع تنتهك حرية الفلسطينيين، وفي النهاية يقتحمون المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال ويريدون الصلاة فيه.. خسئتم فمصير المطبع كمصير المحتل والمقتحم".
وشددت على أهمية الإدراك جيداً أن اقتحامات اليوم تُعرف بطريقة الدخول لا بديانة من يدخل، "فمن يأتيه بحماية الاحتلال، لا يكون إلا مقتحماً".
وقالت: "أرواحنا تتوق للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وسَندخله محررين كما وعدنا الله الذي لا يخلف وعده، ولن نسمح للمطبعين باقتحامه". مؤكدة أن "المطبعين سقطوا وبقيت القدس".
وبلغ عدد المشاركين فى الحملة أكثر من 80 مؤسسة وجهة وفريق ولجنة عربية وفلسطينية مناصرة للقضية الفلسطينية.
وأكدت الحملة على أن "اتفاقية أبراهام الخيانية" دورٌ في شرعنة تهويد المسجد الأقصى، وتغيير الوضع القائم فيه، ومن سبل مواجهة تلك الاتفاقية، فضح ما تسعى إليه.
الشعوب تتمسك بموقفها
وشدد الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"على أهمية حملات المناصرة والدعم للمسجد الأقصى، قائلاً: "يظن قادة صهاينة العرب أن بإمكانهم أن يعبثوا بشوق جماهير الأمة للأقصى، وأن يستخدموا هذا الشوق عنواناً لجر العرب والمسلمين إلى الأقصى من البوابة الصهيونية لإعادة تعريفه كمقدس مشترك بين المسلمين واليهود؛ ولوضع إدارته الشرعية في يد الصهاينة".
وأضاف ابحيص: "هذا الرهان على العبث بوعي الأمة بائس متبدد، وعنوان تبديده هو التمسك بالموقف الثابت المحكم أن طريق جماهير الأمة إلى الأقصى يمر فقط بتحريره، فالرباط فيه هو واجب أهل فلسطين الذي لطالما قاموا به؛ وواجبنا كعرب ومسلمين أن ندعمهم ونقف إلى جانبهم؛ لا أن نتوهم أننا يمكن أن نحل محلهم فيه".
وأردف بالقول: "التطبيع .. هرولة في الوقت الضائع، هرولة نحو التطبيع بل نحو تحالف عربي صهيوني؛ تقدم تهويد الأقصى على مذبح مساعدة ترمب في انتخاباته ونتنياهو في أزمته الداخلية"، مشيراً إلى أنه تهالكٌ لم ينفع ترمب في سباقه الانتخابي؛ "فهل ينفع أصحابه وقد تخلوا عن أقدس المقدسات وعادوا شعوبهم وأمتهم؟!".