نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا أشارت فيه إلى دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأمريكية، ربطت بين التلقيح الصناعي، وبين تعرض أطفال الأنابيب للسرطان، في مراحل مبكرة من عمرهم.
ووجد الباحثون بأن خطر الإصابة بسرطان الطفولة يزيد من 1.9 حالة إلى 2.5 لكل 10000 طفل مولود عبر تقنية التلقيح الصناعي.
وقال التقرير بأنه على الرغم من أن الدراسة رصدية فقط، فقد أشارت الأبحاث السابقة إلى أن الأدوية المستخدمة لتحفيز المبيض على إنتاج البويضات أثناء علاج الخصوبة، أو السائل الكيميائي المغذي الذي تزرع فيه البويضات قبل نقلها للرحم قد يسبب المرض، ولكن قد يكون سبب زيادة المخاطر أيضًا مشاكل مرتبطة بالعقم الأساسي.
وقارنت الدراسة الجديدة بين ما يقرب من 276000 طفل ولدوا نتيجة التلقيح الصناعي مع 2.2 مليون طفل ولدوا ولادة طبيعية.
وخلص الباحثون إلى أن ثماني حالات سرطان إضافية وقعت بين فترة الولادة و5 سنوات من العمر، من بين 68000 طفل، ولدوا عبر التلقيح الصناعي في عام 2013 في الولايات المتحدة.
وكتب الدكتور "لوغان سبيكتور" اختصاصي طب الأطفال وأحد المشاركين في الدراسة بمجلة جاما الطبية: "هذه النتائج هي من أوائل الدراسات الجماعية التي تربط العلاقة بين التلقيح الاصطناعي وخطر الإصابة بسرطان الطفولة في الولايات المتحدة، وبلغ عدد الأطفال عينة الدراسة هي الأكبر التي يتم بحثها".
وتابع: "لقد وجدنا ارتباطا بين التلقيح الاصطناعي والسرطان الشامل في مرحلة الطفولة، ولكن لا يمكننا أن نعزو تلك المخاطر فقط إلى التلقيح الصناعي، بدلا من الأسباب الكامنة وراء العقم".
وأشارت الصحيفة إلى أنه يولد حوالي 20.000 طفل عبر التلقيح الصناعي في بريطانيا كل عام.
وكشفت دراسة حديثة أخرى، بأن الأطفال الذين يولدون خلال عمليات التلقيح الصناعي هم أكثر عرضة بستة أضعاف لارتفاع ضغط الدم، مقارنة بالأطفال الذين ولدوا بشكل طبيعي، مما يعرضهم لخطر أكبر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وعلقت رئيسة الجمعية البريطانية للخصوبة "جين ستيوارت"، على الدراسة بالقول: "تشير هذه الدراسة إلى أن متابعة صحة أطفال التلقيح الاصطناعي مع مرور الوقت هو أمر مفيد ومهم جدا، ومع ذلك فإن النتائج لا تشير إلى أن التلقيح الاصطناعي تسبب هذه السرطانات".
وتابعت: "شمل البحث مجموعة كبيرة من الأطفال، إلا أن الباحثين لم يتمكنوا من النظر في العوامل الأخرى، التي قد تؤدي إلى سرطانات الأطفال في هذه المجموعة".
وأضافت: "كما هو الحال مع الدراسات المماثلة الأخرى، تم العثور على علاقة بين التلقيح الاصطناعي والسرطان، ولكن من المستحيل تحديد ماهية السبب".
وختمت حديثها بالقول: "ما زلنا بحاجة إلى معرفة ما إذا كان العلاج أو العقم، يفسران هذا الاختلاف بين أطفال الانابيب، وبين الأطفال الذين ولدوا بطريقة طبيعية، فهناك أيضا نمط حياة، وعوامل أخرى يمكن أن تسهم في الإصابة بالسرطان في هذه المجموعة، والتي لم يتم استكشافها في الدراسة".