محبة الناس نعمة عظيمة


قال: كيف يحبني الناس؟!

 

قال: كيف أجعل الناس يحبونني؟ قلت: إن محبة الناس نعمة عظيمة، ولها طريقان، الأول أن الناس تحبك بسبب أفعالك وأخلاقك معهم والثاني أن الله يكتب لك القبول بالأرض فيحبك الناس، قال: أشعر بأني محتاج لمحبة الناس؟ قلت: الحب من الحاجات الأساسية للنفس ويجعلك مستقرا ويدعم ثقتك بنفسك، إلا إنه لا بد من التفريق بين (حب الناس) و(رضا الناس)، فسعيك لحب الناس لا يلزم أن ترضي الناس، لأن رضا الناس غاية لا تدرك، بينما حب الناس غاية تدرك.

 

قال: وماذا أفعل كي أكسب حب الناس؟ قلت: سأذكر لك ستة أسباب لو فعلتها يحبك الناس، الأول: كن مبادرا، يعني عندما ترى شخصا محتاجا أو يطلب مساعدة فبادر بتقديم الخدمة له حتى لو لم يطلبها، فهذا السلوك يجعل من حولك يحبونك لأن حسك الاجتماعي يدفعك لخدمتهم، والثاني: أعط طاقة إيجابية لمن حولك، فإذا اشتكى لك شخص فقل له (لعل الله قدر لك في علم الغيب خيرا مما أصابك) ولو تذمر انسان من واقعه ومجتمعه وحياته فقل له: (انظر للجانب المشرق فيما تقول) وهكذا، والثالث: عبر عن حبك لهم، فإذا رأيت صاحبك فقل له (إني اشتقت إليك)، وإذا رأيت معلمك قل له (إنك ساهمت في تغيير حياتي)، وإذا رأيت تصرفا جميلا من شخص لا تعرفه قل له (لقد أحببت تصرفك) عندها سيحبك الناس، الرابع: كن مبتسما ومرحا مع الناس، ولو أدخلت بعض المواقف الفكاهية أثناء حديثك فإنك ستمتلك قلوبهم أكثر، وأذكر أني قدمت محاضرة في إيطاليا عن أكثر من عشرة مواقف فكاهية للنبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وأهله والناس، فعلق رجل غير مسلم على المحاضرة وقال لي أنا كنت لا أحب محمدا ولكن رسولكم مرح فأنا أحببته من حبه للفكاهة، والخامس: حافظ على مظهرك وشكلك وملابسك فالنظافة والأناقة مدخل سحري لقلوب الناس، والسادس: أن تهتم بالناس فإذا تحدثوا معك تنظر إليهم وإذا كلموك تنصت إليهم، فهذه ستة أخلاق لو ملكتها ملكت الناس وصار الناس يحبونك.

 

قال: هذه قواعد جميلة سأعمل عليها وإني أعرف شخصا قال لآخر أريدك أن تحبني فما رأيك؟ فابتسمت وقلت: الحب لا يأتي بالأوامر ولا بالطلب، فالحب قرار اختياري ذاتي، أما أن تتسول الحب من الناس فهذا فهم خاطئ للحب، لأن الحب ليس مالا، قال: صدقت.

 

وماذا عن الأمر الثاني وهو أن يكتب الله لك القبول فيحبك ثم من محبة الله لك يحبك الناس، قلت: هذا أهم سبب لمحبة الناس لك وقد ورد بالحديث النبوي (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل: إن الله يحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض)، قال: يا سلام إن كلمة (يوضع له القبول بالأرض) أثرت بي، قلت: وهذا ما تسأل أنت عنه، فاسع لمحبة الله يحبك أهل السماء ثم يطوع الله لك القلوب بالأرض فتحبك، فقد ورد بالأثر (من أخلص لله تعالى جعل قلوب المؤمنين تهفو إليه بالمودة والرحمة).

 

فكن مخلصا وصادقا في محبة الناس يزدد حبهم لك. قال: سأعمل بإذن الله بالستة أسباب لجلب محبة الناس لي بالإضافة أن أصحح علاقتي بالله تعالى وأقويها حتى يطوع لي قلوب الناس فيحبوني قلت: وإذا شعرت أن شخصا لا يحبك فعليك بالهدية فإنها رسول المحبة كما قال عليه السلام (تهادوا تحابوا)، فالمهم أن تعمل خيرا مع الناس وتنفعهم وتخدمهم من غير أن تضيع أهدافك وأولوياتك بالحياة، فعندها ستصل لمحبة الناس ومحبة نفسك ويحبك الله تعالى وعندها تكون بلغت كمال السعادة.

المصدر : صحيفة اليوم