شارك الآلاف في البوسنة والهرسك في مسيرة السلام السنوية، التي تمر من الطريق الذي استخدمه أهالي سربرينيتسا عام 1995 للهرب من المذبحة، عبر الغابات.

وانطلق حوالي 6 آلاف شخص مشاركين في المسيرة، في ساعات الصباح الأولى، من بلدة "نزوك" (وسط)، باتجاه سربرينيتسا في الطريق الذي يطلق عليه السكان المحليون "طريق الموت".

وقبل الانطلاق تلى المشاركون الأدعية لضحايا المذبحة، ووقفوا دقيقة حداد، ومن ثم بدأوا مسيرتهم التي يبلغ طولها حوالي 100 كيلومتر.

وتنتهي المسيرة يوم الثلاثاء المقبل في سربرينيتسا، أي أنها تسلك الطريق المعاكس للاتجاه الذي سلكه الفارون من سربرينيتسا إلى نزوك.

وتختتم المسيرة عند النصب التذكاري في مقبرة "بوتوشاري"، حيث سيتم دفن رفات 35 من ضحايا المذبحة الذين تم التعرف على هوياتهم خلال العام الجاري.

منير حبيبوفيتش، أحد المشاركين في تنظيم المسيرة، قطع بنفسه طريق الموت مع الفارين من المذبحة عام 1995، ويشارك في المسيرة لإحياء ذكرى العديد من أصدقائه الذين اختطفهم الموت على الطريق.

وقال حبيبوفيتش للأناضول إن أكثر من ألف شخص فقدوا حياتهم على هذا الطريق، وأشار أنه تم اتخاذ جميع التدابير لتلبية احتياجات المشاركين في المسيرة السنوية.

وقال ماريو دولكيور، القادم من بلجيكا، إنها المرة الأولى التي يشارك فيها في المسيرة مضيفا "علمت بأمر المسيرة مؤخرا، أنا أشارك للمرة الأولى، وأتعلم الكثير من الأمور".

وقدم أحمد جليك، من تركيا للمشاركة في المسيرة، وقال إنه يرغب في إحياء ذكرى من ماتوا على هذا الطريق قبل 23 عاما.

جدير بالذكر أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سربرنيتسا في 11 يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عامًا، وذلك بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات الآلاف من البوسنيين إلى القوات الصربية.

ورغم مرور 23 عاما على المذبحة لم يتم العثور على رفات أكثر من ألف من ضحاياها.