د/ محمد زويل
 
نقطة الانطلاق لاى نجاح يريد الانسان أن يحققه يرتبط ارتباطا وثيقا بمدي " فاعلية الشخص " أى قدرته علي أن يكون مؤثرا وفاعلا فى الاحداث من حوله و من مكونات الفاعلية القدرة علي ترتيب الاولويات وقد كان يعتقد الي وقت قريب ان السعادة تبني علي مقدار قدراتنا على التحكم فى كل شئ حولنا وهذا مستحيل . فبينما يمكن التحكم في الاختيارات الخاصة بنا الا انه لايمكن ان نتحكم فى نتائج الاختيارات لان الذي يتحكم في تلك النتائج مجموعة من المبادئ والقوانين الربانية لانملك نحن السيطرة عليها وهذا يفسر حالة الاحباط التي قد تصيب بعض الناس لعدم فهمهم لتلك المبادئ والقوانين الربانية . الجديد الذي يطرح اليوم فى ادارة الاولويات بطريقة تقوم علي المبادئ والقيم لأن الأهم من درجة سرعة انطلاقك نحو هدفك ؟ هو مدي معرفتك إلي أين تنطلق ؟ فليس هناك طريق مختصر لخياة افضل وكن هناك ممر ومعبر والممر قائم علي مبادئ حظيت بالإحترام والتقدير عبر التاريخ " أن الحياة لا يمكن ان تكتسب معناها من مجرد السرعة والكفاءة ولكن العبرة بما تفعله ؟ ولماذا تفعله ؟ "أى الأهم أولا".وبساطة الحياة وسهولتها والتخفيف من ضغوطها اليومية يبدأ من " تحديد الأولويات " وتقييم الالتزامات وترتيبها حسب "الاهم أولا".                            
 
 ويؤدي الجهل بالاولويات إلي الوقوع في الأخطاء والمصاعب ويعرض الجهود والطاقات للهدر والضياع وهنا علي الشخص ان يتوقف فورا ليفكر بعمق وجدية في اهدافه واولوياته في الحياة . لان منهج ترتيب الأولويات يساهم في إعطاءك المزيد من السيطرة علي حياتك وهذه السيطرة تمنحك التوازن والانجاز الذين نبحث عنهما دائما . يقول  ابن تيمية " ليس  العاقل الذي يعلم الخير والشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين " وينقل ابن القيم عن ابن تيمية فى ترتيب الاولويات  يقول سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول مررت أنا وبعض أصحابي في زمن التتار بقوم من التتار يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فقلت له : إنما حرم الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة   وهؤلاء تصدهم الخمر عن قتل النفوس وسبي الذرية واخذ الأموال فدعهم وخمرهم ". إن التوازن يحدث عند ترتيب الأولويات فيؤدي ألي عمل متناسق هادئ ومطمئن وقد يدفع الشخص ثمنا باهظا نتيجة فقدانه وسيظل يدفع ثمنا أغلي في مستقبله وحياته إن لم يستهدفه . وتأمل معي نظرية الوعاء تلك :تعاقدت إحدى المؤسسات الاستشارية الشهيرة مع أستاذ كبير السن خبير في مجال إدارة الأعمال من اجل إلقاء محاضرة عن أهمية تنظيم وإدارة الوقت و ذلك لفائدة مجوعة من مديري بعض الشركات الأمريكية الكبيرة. و كانت هذه المحاضرة واحدة من خمس محاضرات تشكل اليوم الدراسي لهذه المجموعة المتميزة من التلاميذ، لذا لم يكن أمام هذا الأستاذ إلا ساعة واحدة من الزمن لينهي حصته.قبل بداية الدرس وقف هذا الخبير يتأمل وجوه هؤلاء الحاضرين المتفوقين جدا و المستعدين لكتابة ما يمليه عليهم، فتكلم معهم بصوت خافت: بدل أن أعطيكم درسا أكاديميا سنجري اليوم تجربة بسيطة  فقام الأستاذ بإخراج وعاء زجاجي كبير من تحت الطاولة التي تفصله عنهم ووضعه عليها في مواجهتهم حتى يروه جميعا ثم احضر عدد من الصخور الكبيرة بحجم كرات المضرب وقام بوضعها في الوعاء بعناية و احده بعد  الأخرى. وعندما امتلأ الوعاء سال الحاضرين "هل هذا الوعاء ممتلئ"؟ فأجاب الجميع  "نعم انه ممتلئ عن أخره.قال هل انتم متأكدون؟"ثم سحب كيسا مليئا بالحصى الصغيرة من تحت  الطاولة وقام بوضع هذه الحصى في الوعاء حتى امتلأت الفراغات الموجودة بين الصخور الكبيرة ثم سأل الحاضرين مره أخره "هل هذا الوعاء ممتلئ الآن؟ " بدأ الحاضرون هذه المرة يفهمون فكرة الأستاذ فأجاب أحدهم ربمالا. استحسن الأستاذ الإجابة وقام بإخراج كيس من الرمل ثم سكبه في الوعاء حتى امتلأت جميع الفراغات الموجودة بين الصخور ثم سأل مرة ثالثة "هل هذا الوعاء  ممتلئ"؟ وكانت إجابة جميع الموجودين بالنفي.بعد ذلك احضر الأستاذ إناءا مليئا  بالماء وسكبه في الوعاء حتى امتلأ.وسألهم أخيرا ترى ما هي الحقيقة الكبيرة التي نستخلصها من هذه التجربة في اعتقادكم؟.أجاب أحد الموجودين بحماس، نفهم من هذا المثال انه مهما كان جدول المرء مليئا بالأعمال فانه  يستطيع عمل المزيد والمزيد إذا توفرت لديه الرغبة والإرادة.أجابه الأستاذ بهدوء لا ليس هذا هو المقصود من هذه التجربة و إنما المقصود هو أننا لو لم نضع الصخور الكبيرة أولا ما كان بإمكاننا وضعها  أبدا"ثم قال "سوف تتساءلون ماذا تعني الصخور الكبيرة؟ أنها أولوياتكم في هذه الحياة قد تكون مشروع تريدون تحقيقه، أو صحتكم، أو تعليمكم، أو إسعاد من تحبون أو أي شيء مهم في حياتكم) المهم أيا كانت أحجارك الكبيرة ( الأهداف الكبرى لحياتك) لا تنسى أن تضعها أولا في قائمة اهتماماتك و إلا فلن تجد الوقت لفعلها أبدا و تكتشف يوما إنك أضعت حياتك في سبيل تحقيق أهداف ثانوية بل وقد تكون  تافهة جدا.
 
خطوات ترتب اولوياتك : امنح نفسك نصف ساعة فحسب تسأل فيها نفسك ثلاثة أسئلة:-
 
1-    ماذا كنت من 5 سنوات؟
2- ما هو وضعك القائم الآن وهل هناك تطور من أى نوع عما كنت عليه من 5 سنوات؟                      
3-    ما ترغب فى أن تكونه بعد 5 سنوات بناءاً على وضعك الحالى؟
4-    اكتب ماتريده بدون ترتيب ؟
5-    قارن بين الأولي والباقي من الاولويات وأعطها درجة ؟
6-   كرر ذلك بين الثانية والباقي وهكذا بين الثالثة والباقي حتي تنتهي من كل العناصر ؟. وامنح كل منها درجة.
7-    العنصر الذي يحصل على درجة اعلي ياخذ اولوية اولي وهكذا الأقل فالاقل .
8-   ركز جهدك ووقتك ومواردك ووزعها طبقا للاهم فالمهم.

حتما ستشعر بالفرق بعد ترتيب أولوياتك أفعل ذلك يوميا وأسبوعيا وشهريا وسنويا .