مشكلة العلاقة السلبية بين الابناء والمدرسة مشكلة مشهورة ومعاناة منتشرة لا يكاد بيت يخلو منها .
وتتداخل العناصرالمؤثرة في المشكلة ، بين المدرسة ككيان مؤسسي والبيت والاسرة ذاتها .
وعلى اعتبار ان المدرسة تقوم بدورها الفعال في الأنشطة المدرسية والترويح وتخفيف الضغوط المدرسية فإن دور البيت والوالدين مهم مؤثر للغاية .
وتتفاوت مستويات النفور والامتعاض من المدرسة بين الأبناء ، منهم مقل ومكثر ، ومنهم نافر بالكلية وآخر نفوره لكثرة ذهابه ، والثالث نفوره لقلة نومه وكثرة جهده ، والرابع للملل وسوء معاملة مدرسيه وهكذا ..
وقد يأخذ هذا النفور أشكالاً مختلفة كالمخاوف الموهومة من المدرسة والمدرسين أو سوء العلاقة مع الطلاب الآخرين والزملاء أو صعوبة القيام من النوم بصورة منتظمة..
وبالتجربة الواقعية لم يعد يجدي الضرب والصراخ ومثاله في حل تلك المشكلة ، لأن الابناء قد يطيعون في السلوك الظاهري لكنهم يرفضون باطنا ويكبتون مشاعرهم ما يؤثر تاثيرا سلبيا عليهم بأكثر من مظهر .
كما أن التهاون في حل تلك المشكلة والليونة الكبيرة مع الأولاد ومطاوعتهم في ترك دراستهم والغياب عن مدارسهم سبب مؤثر لتخلفهم العلمي والفكري وركونهم للجهل واعتيادهم على التخلف عن ركب الناجحين .
ويهمنا في البداية دراسة مشكلة النفور المدرسي للابن وسببه الفعلي والعناصر المحيطة به للوصول لتشخيص صحيح للحالة فقد يكون سبب التغيب هو كره المدرس أو الخوف من أحد المدرسين أو سوء العلاقة بأحد الزملاء أو كثرة تأنيب البعض له أو غيره .
ويساعد في صحة التشخيص استشارة المتخصصين النفسيين والتربويين والاجتماعيين, والخروج بنقاط اتفاق يصلح أن تكون منطلقاً تشخيصياً للمشكلة.
وحتى يتم الشخيص بصورة صحيحة لابد أن يسبقه دراسة واقعية لحالة الابن عن طريق زيارات متتابعة للمدرسة مع التواصل مع المسئوليين الاجتماعيين والتربويين والإداريين فيها ..
ومرحلة العلاج قد تستغرق بعض الوقت لا يجب أن يتتشنج الوالدان اثناءها أو يتعصبون في التعامل مع الابن
ويجب أن يحاول الأبوان إزالة آثار التوتر الظاهرة عليهما تجاه الابن من جراء تلك المشكلة لأن إظهار ذلك التوتر يمثل مؤثراً سلبياً للحل.
ومن الخطا أن يطرح حل بديل للمدرسة في بداية التعرض للمشكلة ، كما يفعل بعض الآباء من عرض حل الدراسة المنزلية كبديل للدراسة المدرسية أو تبديل المدرسة أو مثاله
ويهمنا الطمانينة المبدئية على الحالة الصحية للابن ، لئلا تكون هي سبب التأخر ، ثم ينصح بعد ذلك بعدم اظهار الاهتمام بها امام الابن فيتخذها تكؤة للتمارض وادعاء الألم
ويجب تجنب مناقشة أي موضوع يتعلق بمخاوف الطفل من الذهاب إلى المدرسة. فلا نناقش مع الطفل احتمالية الذهاب للمدرسة، ولا نناقش معه أعراض خوفه(لا تستخدم أسئلة، مثل: هل تشعر بالخوف؛ لأن الذهاب للمدرسة أصبح وشيكاً؟ هل أنت مضطرب أو خائف أو قلبك يخفق لأنك ذاهب للمدرسة غداً؟)، بل أخبره بساطة بأنه سيذهب للمدرسة غداً, واحرص على نومه مبكراً تلك الليلة (لا بأس بأن يُعد لذلك بأن يترك للابن فرصة جيدة للعب والترفيه وبذل الجهد الكبير في يوم العطلة السابقة على الدراسة).
من المهم ربط الابناء بشىء حسن محبوب في صباح يوم المدرسة ، وألا يكون صباح ازعاج وصراخ وغضب وشدة واستعجال وتأنيب وهكذا فكل هذا سلبي خاطىء وللاسف فإن معظم الأمهات تمارس هكذا اساليب سلبية ..!
اذا كان الابن في سن صغيرة ، فيستحب اصطحابه وأن تلتقي به مع المشرفين ثم تترك المكان ، وتمثل لقاءات المصالحة مع التلاميذ المختلف معهم والخائف منهم أو لقاء مصالحة مع المدرس الكاره له أو لقاء مصالحة مع الحارس أو غيره خطوة ايجابية مهمة .
ويمثل التشجيع وامتداح السلوك داعما مؤثرا أثناء العلاج ، بل من الحسن أن تعمل على مزيد من التدعيم لسلوكه بأن تهديه شيئا يحبه أو أن تسمح له بالخروج للتنزه أو غيره ، بل يمكن للأبوين أن يدعما نفسية الابن أيضاً عن طريق الإعلان عن تغلب ابنهما على مشكلته وأنه أصبح إنساناً آخر.
ويمكن بالاتفاق مع مدرس الفصل عمل تدعيم نفسي آخر عن طريق شكر سلوك الابن الإيجابي مثلا أو مديح خلقه أمام الفصل أو المزاح معه بطريقة يحبها أمام أصحابه.
وعادة في مثل تلك المشكلة قد ينصح التربويون بمساعدة الابن في دروسه كالمساعدة بدرس خاص له في بيته أو مثاله بحيث تنفتح شهيته للدراسة ولا يستشعر أثر التأخر والغياب.
بعد الانتظام لمدة امتدت لأسبوعين يمكننا عقد جلسة مصارحة مع الابن عن أسباب غيابه ونفوره ويحبذ أن يكون ذلك إثر نجاح باهر قام به في شيء معين, بحيث يصبح الحديث عن غيابه من قبيل حديث ما كان..
وفي الأخير فإن المتابعة والتقويم لهما أكبر الأثر في عدم عودة المشكلة .