نجم الدين أربكان من أشهر الشخصيات التركية التي نجحت في تولي العديد من المناصب الهامة ،و تركت بصمات لا يمكن لأحد أن ينكرها .. هو مهندس ،و سياسي بارع اشتهر بتوجهاته الإسلامية تولى رئاسة وزراء تركيا في الفترة من عام 1996 ميلاديا ،و حتى 1997 ميلاديا .
* ميلاده ..
ولد نجم الدين أربكان في التاسع ،و العشرين من أكتوبر عام 1926 ميلاديا في تركيا .
* تعليمه ..
حصل نجم الدين أربكان على الدكتوراة من الجامعة الألمانية آخن ،و كان قد تخصص في هندسة المحركات .
* عمله في ألمانيا ..
نجم الدين أربكان أحسن استغلال وقته ،و هذا ما ساعده على النجاح ففي الفترة التي كان يدرس خلالها بألمانيا كان يعمل رئيس لمهدنسي الأبحاث في “كلوفز – هومبولدت – دويتز ” ،و هي مصانع المحركات الموجودة في مدينة كولونيا ،و من خلال عمله تمكن أربكان من تحقيق ابداعات رائعة جميعها تتعلق بتطوير صناعة محركات الدبابات التي يمكنها العمل بكافة أنواع الوقود ،و حرص أربكان أن ينقل ك ما توصل إليه إلى بلده ،و لذلك بمجرد عودته إلى وطنه قرر أن يتشارك مع ثلاثمائة زميل من أجل انشاء مصنع المحرك الفضي ،و يذكر أن أربكان عندما تمكن من ذلك كان في الثلاثين من عمره ،و هذا المصنع منذ انشائه تخصص في تصنيع محركات الديزل ،و حتى الآن تعمل هذه الشركة ،و تنتج ما يقرب من 30 ألف محرك ديزل كل عام .مشوار أربكان السياسي
*مشواره السياسي ..
بعد أن تخرج أربكان من كلية الهندسة بدأت رحلته السياسية فتولى رئاسة اتحاد النقابات التجارية ،و أصبح أحد أعضاء مجلس النواب ،و لكنه لم يتمتع بالمشاركة بالحكومات المختلفة ،و السبب في ذلك هو نشاطه الذي كان معاديا للعلمانية ،و لكنه لم يستسلم لذلك فقد أسس حزبه ( النظام الوطني ) الذي كان بمثابة اختراق يؤكد على رفضه لتطرف القوى العلمانية .. ،و لكن الأمر لم يستمر طويلا فقد تم حل هذا الحزب بناء على قرار من المحكمة الدستورية ،و لم يتخلى أربكان عن ما كان يحمله بداخله من أفكار ففي عام 1972 ميلاديا قام أربكان بتأسيس حزب السلامة الوطني ،و لم يحظى أربكان هذه المرة بغضب الجيش ،و تمكن بالفعل من المشاركة بالانتخابات العامة .
* مناصب هامة ..
تم تعيين أربكان كنائب لرئاسة الوزراء ،و بدأ يشارك رئيس الحكومة بولنت أجاويد في اتخاذ القرارات ،و كان من بينها القرار الذي يتعلق بالتدخل في قبرص ،و بمشاركة أربكان في القرارات أكتسب تيار الاسلام السياسي العديد من المكاسب من أهمها الإعتراف به ،و بمرور الوقت زادت أهميته في الساحة السياسية ،و بوجود نجم الدين أربكان في حكومة أجاويد تمكن من فرض مبادئه على القرار السياسي هناك ،و نجح أربكان في ضرب بعض مراكز النفوذ التي تؤيد التيار العلماني ،و نجح في توطيد أواصر العلاقات بين تركيا ،و العالم العربي ،و تبين من خلال ما قدمه أربكان أنه كان يدعم بكل قوة الشعب الفلسطيني .أربكان
* قصة دخوله السجن ..
أربكان بعد أن خرج من الحكومة قام حزبه بتقديم بمشروع قانون للحكومة التركية يدعوها لقطع العلاقات مع اسرائيل ،و في سبيل ذلك نظمت مظاهرات شارك بها أربكان ،و على أثر ذلك حدث الكثير من التغيرات كان من بينها أن التيار العلماني عاد لقوته التي كان عليها ،و تم حل الأحزاب ،و اعتقال النشاطين الإسلاميين بجاب اليساريين أيضا ،و من بين الأشخاص الذن دخلوا السجون كان أربكان واحد منهم ،و خرج منه بعد ثلاثة سنوات ،و لن يتراجع عن موقفه ،و بدأ يسعى بقوة مع للإنفتاح على العالم الإسلامي
* مواقف أربكان مع العالم الإسلامي ..
استمرت مواقف نجم الدين أربكان التي أكدت جميعها على دعمه الشديد للعالم الإسلامي فدعا لعقد مؤتمر اسلامي ،و بدأت تركيا تقوم بالتدخل في المشكلات الداخلية ،و تقوم بحلها ،و كان من أبرز مواقفها محاولاتها لوجود حل لمشكلات التي كانت قائمة بين المجاهدين في أفغانستان … أما عام 1988 شهد أحداث مثيرة حيث تم حظر حزب الرفاة ،و احالة نجم الدين أربكان إلى القضاء ،و توجيه عدة اتهامات له كان من بينها أنه قام بانتهاك مواثيق علمانية الدولة ،و تصاعدت الأمور بشكل مثير و وصلت إلى وقفه عن مزاولة النشاط السياسي لمدة خمسة سنوات ،و كعادته لم يعرف أربكان اليأس حيث قام بتأسيس حزب جديد حمل اسم الفضيلة ،و لكن هذه المرة لم يظهر بشكل مباشرحيث كان زعيم هذا الحزب أحد الأشخاص المعاونين لأربكان ،و تم حظر الحزب عام 2000 ميلاديا ،و فور انتهاء مدة الحظر أربكان قام بتأسيس حزبه الجديد ،و هو حزب السعادة ،و للأسف الحزب لم يستمر طويلا ،و لم يحظى أربكان بالاستقرار لأن أعدائه ،و الحاقدين عليه من العلمانيين وجهوا إليه العديد من الإتهامات ،و التي كان أبرزها أنه قام باختلاس أموال من حزب الرفاة ،و على إثر ذلك تسببوا في حبسه لمدة عامان ،و حظى أربكان العفو الرئاسي عام 2008 ميلاديا ،و ذلك لأن حالته الصحية تدهورت .
* وفاة نجم الدين أربكان ..
بتاريخ السابع ،و العشرين من فبراير عام 2011 ميلاديا توفي نجم الدين أربكان في احدى مستشفيات أنقرة عن عمر يناهر أربعة ،و ثمانون عاما ،و حضر جنازة أربكان أبرز الشخصيات التركية ،و القيادات الإسلامية ،و كان من بين الحضور رجب طيب أردوغان ،و عبد الله جول ،و الشيخ راشد الغنوشي .
لذا استحق الراحل العظيم لقب عميد الإسلاميين الأتراك عن جدارة