قال رئيس الشؤون الدينية في تركيا، محمد غورماز، في رسالة مكتوبة وجهها للزعماء المشاركين في قمة مجموعة العشرين، "إن هجمات باريس لم تستهدف فرنسا، وأوروبا والغرب فحسب، بل نالت كذلك من الإنسانية جمعاء"، مضيفا " قبل أن تندمل جراحنا الناجمة عن تفجيري أنقرة الذين وقعا قبل أسابيع، صُدمنا مرة أخرى من الأنباء الواردة من فرنسا، حيث أعتقد أنه لاتوجد دولة تفهم الألم الناجم عن الإرهاب مثلنا".


وأعرب غورماز عن أسفه البالغ وإدانته لهجمات باريس، ومشاطرته لآلام أسر وأقارب الضحايا، وآلام الإنسانية، مؤكدا أن منفذي الهجمات لا يمكن أن يكونوا مؤمنين بأي دين، أو ينتمون لأي مجتمع.

وتابع غورماز مخاطبا قادة مجموعة العشرين أن دولهم تسهم في توجيه العالم بأكمله، فيما يتعلق بالقيم، والثقافة، وتؤثر على أقدار الجميع بقوتها وقدراتها الاقتصادية والسياسية، وهو ما يزيد من المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

وأضاف غورماز أن الإنسانية تواجه في القرون الأخيرة، تطورات سياسية لا تلقي بالا للقيم الأخلاقية المشتركة، ومبادئ السلام، وهو ما يجعل من الضروري الاعتراف أن البشرية تعاني الآن من نظام عالمي يهز بشدة القيم الإنسانية، وهو ما تسبب في تكون نظام فوضوي، يدمر يوما بعد يوم، الحلم بمستقبل يتمتع بالسلام والرفاه.

 وأكد غورماز أنه من غير الممكن أن يكون قادة دول العشرين غير مطلعين على ما يعانيه ملايين البشر في أنحاء العالم من فقر ومجاعة، وعلى الحروب الأهلية والأزمات التي تعاني منها العديد من الدول، وكان أحد نتائجها تحول البحر المتوسط إلى مقبرة للضمير والرحمة.

وتابع غورماز، أن المسلمين الذين ينتمون لدين لا يقبل الظلم، ولا التفرقة بين البشر بسبب أعراقهم وثقافاتهم، يعربون عن قلقهم من المصير الذي تُقاد إليه البشرية.

وأعرب غورماز عن تفهمه وتقديره لاهتمام قادة دول مجموعة العشرين بمصالح بلادهم، وعملهم بجد من أجلها، مستدركا أن مشاكل وأزمات البشرية حاليا باتت تهم الجميع، وأصبح على جميع الدول التعامل معها.

وتطرق غورماز إلى أزمة اللاجئين مذكرا باستضافة بلاده أكثر من مليوني لاجئ، ومشيرا إلى أن البحر المتوسط الذي تطل عليه نوافذ غرف القادة في الفندق الذي يقيمون به بمدينة أنطاليا التركية، بات مقبرة لعدد كبير من اللاجئين بينهم أطفال، ومعربا عن إيمانه أن جثث هؤلاء اللاجئين التي لفظتها الأمواج على مرأى العالم، ستحرك ضمائر القادة، وستجعل من قضية اللاجئين أولوية على الأجندة المزدحمة للقمة.

وتمنى غورماز من الله أن تخرج عن القمة هبة جديدة من رياح السلام، التي كانت تخرج من المنطقة وتنتشر في جميع أنحاء العالم على مر التاريخ، وأن تسفر القمة عن نتائج تصب في خير البشرية.

الأناضول