"شهدت الساعات الماضية تداول أنباء عن ترحيل 15 شابًا سودانيًا تتراوح أعمارهم بين 20 و28 عامًا، بعد أن أكدت الفحوصات الطبية إصابتهم بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) - الإيدز.
وفق المصادر، فإن السلطات المصرية أبلغت الجانب السوداني مسبقًا بتفاصيل الحالات، في خطوة وُصفت بأنها "إجراء إداري" يعتمد على لوائح الإقامة والعمل داخل مصر.
وأشارت إلى أن عملية الترحيل تمت خلال الساعات الماضية عبر مطار القاهرة، قبل أن يتم استقبالهم رسميًا في السودان لإجراء التقييم الطبي والمتابعة الصحية اللازمة.
الجالية السودانية في مصر تنفي
لكن صفحة باسم "الجالية السودانية في مصر" عبر موقع "فيسبوك" نفت تلك الأنباء بشكل قاطع، وأشارت إلى أن مصدر المعلومة المزعومة هو مقطع فيديو متداول لإحدى السيدات السودانيات دون الإشارة إلى أي مصدر رسمي.
وأضافت: "ولا نعلم حتى هذه اللحظة مصدر هذا الحديث أو ما إذا كانت هناك جهة رسمية أعلنت عنه من الأساس هل وزارة الصحة؟ أم وزارة الداخلية؟ أم أي جهة مختصة أخرى؟ لا نعلم".
وتابعت: "الأغرب من ذلك أننا فوجئنا بصفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي إعلامية وغير إعلامية تتداول هذا الخبر وتذكر صراحة أن مصدره "الجالية السودانية في مصر"، وهو أمر نؤكد نفيه بشكل قاطع لأننا لم ننشر اي شيء ولم يتواصل معنا أحد بشأن هذا الأمر".
واستدركت: "كما نود التوضيح أن مرض (HIV) موجود في جميع دول العالم دون استثناء وهو مرض لا يخص دولة بعينها ولا شعبًا بعينه والتعامل معه شأن صحي وتنظيمي بحت ومن حق أي دولة في العالم اتخاذ الإجراءات التي تراها مناسبة لحماية الصحة العامة لمواطنيها وهو أمر مفهوم ولا يستدعي هذا القدر من التضخيم وبث الكراهية بين الشعوب".
واستطردت "الجالية السودانية في مصر" في ردها: "نؤكد لهولاء أن علاقة مصر والسودان علاقة راسخة تحكمها الجغرافيا والتاريخ والمصير المشترك لأن أمن مصر من أمن السودان وأمن السودان من أمن مصر وهذه حقائق ثابتة لن تغيرها منشورات أو تعليقات مسيئة".
ودعت الجميع إلى تحري الدقة ومشاركة هذا البيان علي أوسع نطاق، "فكما انتشرت الشائعة يجب أن تنتشر الحقيقة لوقف خطاب الفتنه الذي لا يخدم أحداً سوا عدو واحد موجود كالسرطان في منطقتنا العربيه والافريقية فكلنا راحلون وسنُحاسب على ما نقول وننشر".
1.5 مليون لاجئ سوداني في مصر
ويُمثل السودان الآن أكبر أزمة نزوح قسري في العالم. منذ أبريل 2023، فرّ حوالي 12 مليون شخص من ديارهم، وعبر 3.2 مليون منهم حدود السودان إلى الدول المجاورة.
وتستضيف مصر حاليًا أكبر عدد من اللاجئين السودانيين، حيث تُقدّر بيانات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد الوافدين السودانيين الجدد بنحو 1.5 مليون، منهم 700 ألف مسجلون رسميًا كلاجئين.
وفي إبريل 2024، كشفت منظمة "ذا نيو هيومانيتاريان" و"منصة اللاجئين في مصر" أن حكومة الانقلاب تقوم بعمليات ترحيل غير قانونية واسعة النطاق للاجئين السودانيين إلى منطقة حرب، باستخدام شبكة من مواقع الاحتجاز السرية.

