كتب فريق العربي الجديد أن قطر عرضت على مصر بيع كميات غير محدودة من الغاز الطبيعي، في وقت تعثرت فيه صفقة كبيرة بقيمة 35 مليار دولار مع إسرائيل، وسط توترات جيوسياسية ومخاوف تتعلق بأمن الطاقة.

 

أشار المصدر إلى أن الصفقة التي أعلنت في أغسطس كانت سترفع واردات مصر من حقل «ليفاياثان» الإسرائيلي إلى نحو ثلاثة أضعاف، لكنها توقفت بسبب خلافات داخل إسرائيل وتوترات سياسية بين البلدين. مع ذلك، عرضت قطر تقديم الغاز لمصر بكميات مفتوحة لتجنب الاعتماد على مورد واحد.

 

لماذا اتجهت مصر إلى قطر؟

 

اتجهت مصر نحو قطر بعد أن فشلت صفقة لشراء الغاز من إسرائيل، رغبةً في تنويع موردي الطاقة وتخفيف الاعتماد على مصدر وحيد. تعيش مصر منذ سنوات على واردات من الغاز الإسرائيلي لسدّ حاجة السوق المحلية، بعدما انخفض الإنتاج المحلي وارتفعت الطلبات. الآن تستورد القاهرة نحو 4.5 مليار متر مكعب سنويًا بموجب عقد أُبرم عام 2018 مع «ليفاياثان»، لكن الصفقة الجديدة كانت تنص على شراء نحو 130 مليار متر مكعب بين 2026 و2040، وحتى 12.5 مليار متر مكعب سنويًا بدءًا من 2033.

 

مع تعثر الصفقة الإسرائيلية، وقّعت مصر عقدًا قيمته 4 مليارات دولار مع شركة أميركية تُدعى Hartree Partners، واتفاقيّات مع شركة أرامكو السعودية وشركات مثل Trafigura وVitol. لكن مصدر في وزارة البترول وصف تأخير الصفقة الإسرائيلية بأنه «مثير لغضب» القاهرة، ولم يستبعد أن تتحوّل مصر إلى قطر أو الولايات المتحدة أو أسواق أخرى لتأمين احتياجاتها من الطاقة.

 

لماذا تأخرت صفقة إسرائيل؟

 

واجهت صفقة إسرائيل مع مصر عدة عقبات: داخلية في إسرائيل حيث يعارض وزير الطاقة الجديد الموافقة عليها حتى تُأكد أولًا “المصالح الإسرائيلية” – بحسب صحف محلية. كما أثارت الصفقة جدلاً حول أمن الطاقة الإسرائيلي وأسعار الكهرباء، خاصة أن إسرائيل ستصبح أكثر اعتماداً على الغاز في السنوات المقبلة، ما أجّج نقاشًا داخليًا حول الكمية التي يمكن تصديرها دون المساس بالطلب المحلي.

 

على مدى الأسابيع الماضية، ضمنت إدارة الرئيس الأميركي السابق دعمها للشركات المشاركة في الصفقة، وحتى تدخل وزير الطاقة الأميركي بإلغاء زيارة كانت مقررة لإسرائيل. ورغم أن بعض التقارير قاربت على القول إن القرار وشيك، لا يزال القرار معلقًا، ما دفع مصر للبحث عن بدائل طارئة.

 

التوتر السياسي وعلاقته بالصفقة

 

لم يُنفصل ملف الغاز عن التوترات المتصاعدة بين مصر وإسرائيل. جرت اتهامات متبادلة بانتهاك معاهدة السلام لعام 1979 بعد سيطرة القوات الإسرائيلية على ممر الفيلاتلبي على الحدود مع غزة، ثم عززت مصر تواجدها العسكري في سيناء. علاوة على ذلك، أثارت تصريحات لمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية المتطرفة عن نية طرد فلسطينيين إلى سيناء، مخاوف جدية في القاهرة.

 

ومع ذلك، حافظت مصر على بعض العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل، رغم تراجع الثقة وطباعة إنذار أخير بالتخلي عن الاعتماد على الإمدادات الإسرائيلية. في هذه الأجواء، بدا عرض قطر كمخرج حقيقي لسوق طاقة مصرية تبحث عن الاستقرار والحماية من تقلبات سياسية وجغرافية.
 

https://www.newarab.com/news/qatar-offers-egypt-unlimited-gas-israel-stalls-megadeal?amp