أبرزت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، دخول مصر في شراكة مع تركيا في تصنيع الطائرة المقاتلة الشبح "قآن"، وهي الخطوة التي تمنحها قدرات جوية متقدمة، مما يثير مخاوف في "إسرائيل" بشأن الإضرار بتفوقها الجوي على دول المنطقة.
وقالت إن مصر مصر لم تعد تكتفي بشراء أنظمة الأسلحة الجاهزة، بل إنها تتجه الآن إلى مرحلة جديدة ومهمة، وهي دخول عالم إنتاج الطائرات المقاتلة الشبح، وفق تقرير نشره موقع "ديفنس بالعربية".
وتوصف الطائرة المقاتلة الشبح "قآن" بأنها من أكثر مشاريع الطيران العسكري إثارةً للجدل في العالم . وتُمثل هذه الخطوة بداية عهد جديد في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، وتُثير قلقًا متزايدًا في "إسرائيل".
قفزة استراتيجية لمصر
ويمثل انضمام مصر إلى المشروع قفزة استراتيجية للقاهرة إلى مرحلة لا يشارك فيها سوى عدد قليل من الدول، وهي إنتاج وبناء الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس.
وهذه هي المرة الأولى التي لا تكتفي فيها مصر بشراء طائرات، بل تُشارك أيضًا في تطويرها وبنائها. ووفقًا للتقرير، تُعتبر هذه الخطوة في مصر "تجاوزًا تاريخيًا" ودخولًا في ركب الدول التي تمتلك تقنيات طيران متقدمة.
وفي العقود الأخيرة، اعتمدت مصر على طائرات أمريكية مثل إف-16، وطائرات رافال الفرنسية، وصفقات أسلحة روسية. لكن أيًا من هذه الطائرات لا يتمتع بقدرة التخفي التام، وجميعها محدودة من حيث قطع الغيار والذخيرة وظروف التشغيل.
ويمنح مشروع الطائرة "قآن"، مصر إمكانية غير مسبوقة للوصول إلى المعرفة الهندسية وسلسلة إنتاج حديثة، خاصة وأن تركيا تصنع حاليًا أكثر من 80 بالمائة من مكونات الطائرة، بما في ذلك الرادارات وأنظمة الحرب الإلكترونية وأنظمة القيادة والسيطرة.
وبحسب موقع "ديفينس بالعربية"، فإن الشراكة تأتي في إطار استراتيجية مصرية أوسع نطاقًا لإنشاء صناعة دفاعية محلية، بعد اتفاقيات الإنتاج المشترك مع كوريا الجنوبية (مدافع K-9 وطائرات FA-50) ومع إيطاليا (فرقاطات جديدة).
التحالف بين مصر وتركيا
واعتبر نه بالنسبة لتركيا، تُمثل هذه فرصةً لخفض تكلفة تطوير مشروع ضخم تُقدر تكلفته بأكثر من 10 مليارات دولار على مدى العقد المقبل، إضافةً إلى ذلك، تُعتبر مصر من أكثر الحلفاء العرب نفوذًا في المنطقة، ومن شأن التعاون معها أن يُوسّع أسواق أنقرة الدفاعية.
واستمر التقارب بين البلدين منذ زيارة عبدالفتاح السيسي لأنقرة عام 2023 ، وبعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى القاهرة عام 2024. وبحسب التقرير، فإن هذا التعاون ليس عسكريًا فحسب، بل يعكس اتجاهًا للتقارب السياسي وإقامة "محور مصري تركي جديد" يشمل مشاريع في مجالات الطاقة والغاز والإنتاج الدفاعي.
مميزات الطائرة الشبح "قآن"
- تمتلك رادار AESA متطورًا قادرًا على تتبع أكثر من 20 هدفًا في وقت واحد.
- إضافة إلى منظومة حرب إلكترونية مصممة لتعطيل أنظمة الدفاع الجوي.
- قمرة قيادة مبتكرة مع خوذة ذكية للحصول على رؤية بانورامية في الوقت الحقيقي.
- القدرة على الهجوم الأسرع من الصوت والتواصل الشبكي مع المسيّرات وأنظمة الدفاع الجوي.
-تصميمها الداخلي خال من نقاط تعليق خارجية ما يزيد من قدرتها على التخفي.
- نية تطوير الطائرة في المستقبل إلى الجيل الخامس المتقدم وحتى الجيل السادس.
أجرت الطائرة رحلتها الأولى في 21 فبراير 2024، وظلت في الجو لمدة 13 دقيقة. وتعتزم تركيا إنتاج 20 طائرة بحلول عام 2028، على أن يتم تركيب محركات محلية الصنع لاحقًا.
وسوف يتم الإنتاج بشكل رئيس في منشآت شركة TAI في أنقرة، ولكن هناك إمكانية لإنشاء خط إنتاج إضافي في مصر - وهي خطوة من شأنها تعزيز القدرات الصناعية للقاهرة بشكل أكبر.
قلق في إسرائيل
وفقًا للتقرير، فإن ثمة "قلق متزايد" في "إسرائيل" إزاء دخول مصر عصر التخفي. لسنوات، تمتعت إسرائيل بحصرية إقليمية بعد شراء طائرة إف-35، ولكن الآن، إذا حصلت مصر على عدد كبير من طائرات "قآن"، فقد يتآكل هذا التفوق.
ولا يقتصر القلق الرئيس في "إسرائيل" على وجود الطائرات فحسب، بل يشمل أيضًا التحالف الناشئ بين جيشي مصر وتركيا، ثاني وثالث أكبر جيشين في الشرق الأوسط. فالتعاون الاستخباراتي أو العسكري بينهما قد يُغير موازين التهديدات الإقليمية.
يشار أيضًا إلى أن القوات الجوية المصرية قد تكتسب القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة على مدى يزيد عن 2000 كيلومتر، مع التخفي العالي والتعاون مع مجموعات الطائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الجوي.
وفي الختام، رأى التقرير أن المحور التركي المصري الناشئ، إلى جانب انضمام مصر إلى مشروع "قآن" قد يُعيد تشكيل الواقع الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. إذا استمر هذا التوجه، فستواجه "إسرائيل" حربًا جويةً أكثر تطورًا بكثير مما عرفته في الماضي - وفي المستقبل القريب.
https://www.maariv.co.il/news/military/article-1259528

