شهدت محافظة الدقهلية فجر اليوم حادث تصادم جديد أعاد إلى الواجهة ملف تهالك الطرق الداخلية في القرى، وذلك بعد إصابة ستة أشخاص جراء اصطدام أتوبيس بسيارة ملاكي على طريق قرية السماحية أمام دار الأيتام التابعة لمركز بلقاس. وتم الدفع بسيارات الإسعاف لنقل المصابين إلى مستشفى بلقاس العام لتلقي الإسعافات العاجلة.

 

فيما أظهرت المعاينة الأولية أن الحادث وقع نتيجة اصطدام مباشر بين الأتوبيس والمركبة الملاكي أثناء مرور الأخيرة من أحد المنحنيات غير المزوّدة بإشارات تحذيرية واضحة، ما أدى إلى إصابة عدد من الركاب والمارة.

 

وبحسب مصادر طبية بمستشفى بلقاس العام، فقد أسفر الحادث عن الإصابات التالية:

 

  • عزيزة ناجي طه، 30 عامًا – كدمات وسحجات متفرقة بالجسم.
  • ضحى محمد عبدالباقي، 30 عامًا – جرح قطعي بالذقن.
  • أحمد فتحي موسى، 31 عامًا – اشتباه كسر بالساق اليسرى.
  • محمود أحمد عبد العظيم يونس، 40 عامًا – كدمة بالصدر.
  • نداء إبراهيم عوض حامد، 20 عامًا – كدمة بالقدم اليسرى.
  • بدر العاطي محمد أحمد، 25 عامًا – كدمات بالرأس والصدر.

 

وأكدت إدارة المستشفى أن جميع المصابين يخضعون لفحوصات شاملة وأن حالاتهم مستقرة نسبيًا، فيما تم تحرير محضر بالواقعة لاتخاذ الإجراءات القانونية.

 

سكان محليون: الطرق الداخلية “خارج الخدمة”

 

على الرغم من المشاريع الحكومية المتتالية لتطوير شبكة الطرق، والتي تأتي ضمن الخطة القومية للطرق التي تجاوزت تكلفتها عشرات المليارات في السنوات الأخيرة، إلا أن الطرق بحسب شهادات سكان محليين لا تزال بعيدة عن الاهتمام الكافي.

 

ويؤكد الأهالي أن الطريق الذي وقع عليه الحادث يفتقر إلى أبسط معايير السلامة، منها: غياب الإضاءة ليلاً، وعدم وجود مطبات تهدئة أو لافتات تحذيرية، وضعف أعمال الرصف ووجود حفر ممتدة على جانبي الطريق.

 

يأتي هذا الحادث رغم استمرار الحكومة في الإعلان عن تنفيذ مشاريع ضخمة لتطوير شبكة الطرق في مختلف المحافظات، ضمن ما يُعرف بـ"الثورة القومية للطرق" التي تجاوزت قيمتها عشرات المليارات خلال السنوات الأخيرة.

 

ورغم ذلك، تظل الطرق خارج نطاق الاهتمام الكافي، بحسب مواطنين وسكان محليين يعتبرون أن هذه المسارات الأكثر استخداماً في القرى لا تحظى بما يكفي من أعمال الرصف أو الإضاءة أو العلامات التحذيرية.

 

ويشير خبراء نقل إلى أن تطوير الطرق الرئيسية لا يكفي للحد من الحوادث إذا بقيت الطرق الداخلية في حالة سيئة، خصوصاً مع الانتشار الكبير لوسائل النقل الصغيرة مثل التوكتوك، التي تفتقر في معظمها إلى عناصر الأمان الأساسية.