قدّم الشاب حسن الجزار، مثلاً رائعًا في التضحية والفداء، بعد أن سارع إلى إنقاذ 13 فتاة جامعية انقلبت بهن الحافلة في أحد المصارف بين محافظتي الإسماعيلية وشمال سيناء.
فما إن شاهد الشاب الثلاثيني ابن قرية منيل دويب مركز أشمون بمحافظة المنوفية، حافلة "ميكروباص" تتعرض للغرق في مياه مصرف قرية بالوظة، حتى هرع إلى خلع ملابسه والنزول إلى مياه المصرف، للمساعدة في إنقاذ الفتيات.
وقال والد حسن، إن ابنه الذي اضطر للعمل في سيناء هربًا من ضيق الحال وسعيًا لتوفير حياة كريمة لأسرته الصغيرة، كان شاهدًا على حادث انفجار إطار "ميكروباص" الذي كان يقل طالبات بجامعة العريش، مما أدى إلى سقوطه في المصرف.
ولم يتردد لحظة في محاولة إنقاذ الطالبات، حيث قفز إلى المصرية، ونجح على الرغم من عدم قدرته على السباحة من كسر الباب الخلفي للميكروباص، وأنقذ الفتيات واحدة تلو الأخرى حتى وصل عددهن إلى 13 فتاة.
ليبدأ الأهالي في المساعدة في إنقاذ الفتيات وإخراجهن من المياه وتقديم الإسعافات الأولية لهم لحين وصول سيارات الإسعاف.
وقال شهود عيان، إن الشاب لم يتردد لحظة فور سقوط الميكروباص في خلع ملابسه والقفز في المياه، ولولاه فعليًا لكان تعرض بالكامل للغرق وفقدنا 13 فتاة في حادث أليم.
لكن الشاب اختفى ولم يظهر له إثر، لتبدأ الشكوك في تعرضه لأزمة قلبية بعد أن خارت قواه، ليتوفى الشاب في المياه ضاربًا مثلاً في الشجاعة والبطولة.
وأشار والده إلى أن الحادث وقع قبل يومين فقط من عيد ميلاد نجله، حيث كان قد جهز له تورتة للاحتفال، وكان في طريقه إليه، حين وصله خبر الوفاة الذي أصاب الأسرة بالصدمة والانهيار.
وأضاف الأب أن آخر كلمات قالها حسن قبل رحيله كانت: "نفسي أشوف أمي".
وترك حسن خلفه ثلاث بنات صغيرات بلا عائل، بعد أن كان سندهن الوحيد. وطالب والده الجهات المعنية بتكريم ابنه البطل، وتوفير معاش أو مصدر دخل مستقر لأسرته، معتبرًا أن "أقل واجب تجاهه هو رعاية بناته اللاتي فقدن والدهن في موقف أثّر في قلوب الملايين".
وأثارت واقعة غرق الشاب ردود فعل واسعة بين رواد منصات التواصل الاجتماعي الذي طالبوا بتكريم "البطل الشهيد"، ومنحه معاشًا شهريًا من الدولة تقديرًا لإقدامه والتضحية بروحه.

