تحول المتحف المصري الكبير إلى مقصد للآلاف يوميًا من المصريين والسائحين الأجانب، الذين سيتاح لهم رؤية أكبر مجموعة أثرية في العالم في مكان واحد. 

 

وقد رصدت مقاطع فيديو متداولة قبل أيام، الحشود من الزوار الذين اكتظ بهم المتحف، مما اضطر الإدارة إلى وقف بيع التذاكر، لتجاوز الأعداد المقررة للزيارات يوميًا.

 

وقد تحولت صورة لرجل بالجلباب إلى "أيقونة" في وسائل الإعلام المحلية، على إثر انتقادات وجهتها الإعلامية سمر فرج فودة، قائلة عن "الجلابية": "ما تمثلناش".، وهو ما دفع كثيرًا من المصريين إلى الرد والدفاع عن الزي الشهير باعتباره رمزًا للأصالة والهوية الوطنية.

 

قبلات في بهو المتحف

 

واستمرارًا لحالة الجدل، جرى تداول صورة على نطاق واسع لسائحين أجنبيين يتبادلان القبلات أمام تمثال الملك رمسيس الثاني في بهو المتحف، مما أثار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها البعض لحظة رومانسية، على عكس آخرين رأوا أن ما حدث تصرف غير لائق في موقع أثري وتاريخي بهذا الحجم.

 

لكن أكثر ما أثار الاستغراب، أنه بينما التجاوز عما فعله السائحان من تصرف بدا صادمًا للكثيرين في مصر، جرى إلقاء القبض على الشاب أحمد رضا السمالوسي، لأنه صدح بآيات من القرآن تتحدث عن بطش فرعون في الأرض وقصة سيدنا موسى عليه السلام في حضرة الفراعنة.

 

وعلى الرغم من أن الشاب يُعرف بنشر مقاطع لتلاوات قرآنية في أماكن عامة مختلفة، من الشوارع والأسواق إلى المواقع السياحية، إلا أن اختياره هذه المرة للمتحف الكبير وتلاوته آيات من القرآن اعتبره البعض يمثل تعديًا على القواعد المنظمة للسياحة وإزعاج الحضور من السائحين.

 

ورأى مغردون أن اختيار السمالوسي المتحف لقرآن مكان غير ملائم في ظل وجود سياح أجانب، فيما ذهب آخرون إلى تفسير الدافع وراء ذلك بأنه ينطلق من رغبته في التحول إلى "ترند" على منصات التواصل الاجتماعي والحصول على الشهرة دون غرض آخر. 

 

وقالت الكاتبة شيرين هلال في حسابها عبر منصة "إكس"، إن السمالوسي كان يهدف "الشهرة" و"التشهير"، والمكسب من ورا المقطع الذي وصفته بـ "اللزج" في المتحف المصري الكبير. 

 

وأشارت إلى أنه لكل مقام مقال، والمتحف ليس مكان التلاوة، ولو أراد أن يقرأ القرآن فهناك مصلى بداخل المتحف دون أن يفرض على الزوار سماعه، عملاُ بقوله تعالى {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

 

 

ووصف حساب مصر مدنية في "إكس"، السمالوسي بأنه "عبيد الترند"، وأنه يسعى إلى الشهرة من خلال الذهاب إلى أماكن مختلفة والقراءة بنفس الطريقة، ويقوم بنشرها لحصد الإعجاب قائلاً: "لو كانت اغنية كانت بقت ترند"، أو "لو أغاني كانت لفت العالم".

 

 

أصحاب الأهواء الغربية

 

في المقابل، الكاتب جمال سلطان وصف ما حصل مع السمالوسي بأنه من "العجائب والغرائب" من جانب من وصفهم بـ "أصحاب الأهواء الغربية، والمصريين "الخواجات" الذين يتقمصون دور "السائح الغريب" في مصر الذي ينظر باشمئزاز إلى عادات أهلها المسلمين ومظاهر تدينهم".


وعلق على واقعة القبض على السمالوسي رغم التغاضي عما فعله سائحان من قيامهما بتبادل القبلات أمام تمثال الملك رمسيس الثاني، قائلاً: "سائح أجنبي قبَّل صديقته في المتحف الجديد بطريقة مثيرة أمام الناس، فنشروا الصورة باحتفال كبير وقالوا أشعارا في جمالها، رغم أنها خروج على الآداب العامة لأهل مصر، وقانون حماية الآداب العامة في مصر، لكن عندما قرأ أحد الشباب المصري بضع آيات من القرآن في المتحف متأثرا من ذكرى الفراعين الغابرين هاجوا وماجوا وقلبوا الدنيا، وقالوا أن المتحف لم يوجد لذلك، المتحف للبوس فقط".

 

 

يبنما علق الإعلامي سامي كمال الدين ساخرًا: "فرعون خد على خاطره وقدم بلاغ في القاريء أحمد السمالوسي وقال ازاي يقرأ قرآن أثناء وجودي في المتحف المصري.. وزارة الداخلية قالت كده هتحصل لنا أزمة مع دولة الفراعنة الشقيقة فاعتقلوا الشيخ مع إن صوته جميل".