أشعلت تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع خلال مشاركته في منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض، التي وصف فيها كلاً من السعودية والإمارات وقطر بأنها تمثل نماذج للدول الناجحة، أكثر من مصر والعراق، غضب الإعلاميين الموالين للنظام الانقلابي في مصر.
 

وقال الشرع نصًا: "لدينا (في سوريا) امتيازات كبيرة جدًا، اذا اجتمعت مع هذه الرؤية (رؤية السعودية 2030) سيحصل هناك نوع من التكامل، وسوريا اليوم لديها علاقة مثالية مع تركيا وعلاقة مثالية مع المملكة العربية السعودية وأيضًا مع دولة قطر والإمارات العربية المتحدة وهذه دول ناجحة فيما أعتقد مع احترامي لباقي الدول، دول أيضًا مثل مصر والعراق وباقي الدول لديها نجاح، لكن هذه الدول تعمل بجهد مضاعف وسرعة فائقة وتواكب التطور الحاصل في العالم، التطور التقني والتكنولوجي وما إلى ذلك.."

 

وأشار الشرع إلى زيارته الخارجية الأولى بعد وصوله إلى السلطة، قائلاً إنه اختار الذهاب إلى السعودية لأنه "عرف المفتاح أين"، حيث قال: "عندما توجّهنا في الرحلة الأولى إلى المملكة العربية السعودية، فنحن عرفنا المفتاح أين".

 

وتابع الشرع، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي بدا مبتسمًا، قائلاً: "السعودية بلد ذاهب إلى ازدهار واستقرار وتنمية واسعة وهذه التجربة أصبحت فريدة في المنطقة". 

 

وتابع الشرع قائلاً: "وأنا منذ فترة طويلة أتابع الرؤية التي قدمها سمو الأمير محمد بن سلمان، فرأيت أنها ليست فقط عند حدود المملكة العربية السعودية، رأيت أنها رؤية تشمل المنطقة بأكملها، ونحن التقطنا هذه الرسالة وعندما وصلنا إلى دمشق سرّعنا بالمجيء لكي نكون جزءًا من هذا الترتيب الحاصل..."، وفق قوله.

 

رد إعلاميي السيسي 

 

وعلى الفور، انطلقت موجة من الهجوم الواسع عبر منصات التواصل تجاه الرئيس السوري من جانب الإعلاميين الموالين للأجهزة الأمنية في مصر.

 

وكتب الإعلامي أحمد موسى عبر حسابه في منصة "إكس": "لم أغضب من كلام رئيس النظام السورى عن بلدي مصر خلال حديثه عن دول متطورة مثل السعودية والإمارات وعمل مقارنه مع مصر والعراق، نحن نفرح ونسعد بتطور السعودية  والإمارت وكل الدول العربية ونتمنى الخير للجميع بما فيهم سوريا الشقيقة، لكن لا أعرف لماذا حشر اسم مصر أصلاً؟".

 

وأضاف: "قد لا يعلم الرئيس السورى الشرع  ما يحدث فى مصر من تطوير غير مسبوق ربما نتيجة  للسنوات التى امضاها داخل الكهوف وهو يقود المليشيات الإرهابية وبالتالي لم يستوعب حجم التطور الحضاري في بلدي لكنه يقترب من عام فى حكم سوريا، وكلامه يكشف أنه ما زال داخل الكهوف والخنادق".

 

استشهد موسى بـ"شهادة تاريخية مهمة، صادرة عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل نحو 3 سنوات، قائلًا: "سأذكره بتصريح سمو الأمير محمد بن سلمان عن مصر، حين قال إن ما يحدث فيها من تطور هائل وبنية تحتية مذهلة واقتصاد متنامٍ وبطالة في انخفاض، وإنه عندما يزور المشروعات المصرية يرى المسؤولين يعملون بإخلاص ويبكون على الأرض من شدة الانتماء لاستعادة مصر العظيمة"، مشيرًا إلى أن هذه الشهادة من ولي العهد السعودي "صادقة وتعكس الواقع الفعلي للتطور في مصر" .

 

وتابع موسى في رده على الشرع: "وهنا وجب التنويه لدينا الملايين من السوريين ينعموا بأمن واستقرار والنهضة والتطور الذي يحدث على أرض مصر ولو كانت مصر غير متطورة أو غير ناجحة ما استمر فيها الملايين من السوريين، بالمناسبة تحتاج سوريا 30 عامًا من اليوم لتنفذ ربع التطور الذى حدث في مصر".

 

 

وعلقت الإعلامية الموالية للاجهزة الأمنية، ياسمين الخطيب على تصريحات الشرع بالغمز من دول الخليج، قائلة عبر حسابها في "إكس": أحمد الشرع: مع احترامي، مصر دولة غير مواكبة للتطور، مثل والسعودية وقطر والإمارات وتركيا. معاه حق.. إحنا الوحيدين إللي لا بنطبع، ولا على أرضنا قواعد أمريكية 😎",

 

 

رد سعودي - سوري على منتقدي الشرع

 

في المقابل، اعتبر الناشط السعودي عبدالله الشهراني في حسابه عبر منصة "إكس"، أن "الرئيس أحمد الشرع يضرب مثالاً صريحًا في الدول الناجحة عالميًا مثل السعودية وقطر والإمارات، والدول الغير ناجحة (يعني فاشلة) مثل مصر والعراق".

 

وعلق قائلاً: "تصريحه حقيقي ومايزعل خاصة مصر جالسه تهدم نفسها بنفسها وترمي فشلها على الدول، وإذا ناقشته قال إحنا حضارة إحنا علمناكم آه مصر ـم الدنيا 👎🏻".

 

 

في حين رأى الناشط السوري ماجد الخالدي في حسابه عبر منصة "إكس" أنه ليس في تصريحات الرئيس السوري ما يدعو للإزعاج.

 

وعلق على موجة الجدل التي أثارها الشرع بقوله إن دول الخليج متقدّمة في مجالات كثيرة، أكثر من كثير من الدول، وذكر من بينها مصر، قائلاً:  صراحةً، لا أدري سبب الانزعاج من هذا الكلام!".

 

وأضاف: أنا شخصيًا ما خرجت من سوريا في حياتي، وبعد التحرير سافرت قبل أيام قليلة إلى قطر، زيارة قصيرة فقط 5 أيام، لكن والله انصدمت من مستوى التطوّر العمراني، تنظيم الشوارع والطرقات، والمطار شيء آخر تمامًا — ما شاء الله تبارك الله. فما بالك بباقي دول الخليج! نسأل الله أن يزيدهم ازدهارًا وتقدّمًا، ويرزق بلاد المسلمين من واسع فضله وخيره".