شهدت جراحات السمنة ومنتجات التخسيس في مصر، إقبالاً متزايدًا خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من التحذيرات المتزايدة من المخاطر الصحية الناجمة عن استخدام أدوية غير مصرح بها، والتي تحولت إلى "بيزنس" ضخم يدر أرباحًا بالمليارات سنويًا.
ويقدر الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الصحة والسياسات الصحية بجامعة المستقبل، إيرادات منتجات التخسيس والحمية والجراحات بحوالى 475 مليون دولار، أى ما يقرب من 15 مليار جنيه في عام 2025.
وضبطت هيئة الدواء المصرية، 250 موقعًا غير مرخص فى منتجات التخسيس، وضبطت ما يقرب من 300 مليون من الأدوية والمستلزمات المغشوشة.
وفى عام 2023 أغلقت هيئة الدواء 700 مؤسسة صيدلانية، على خلفية مشاكل فى هذه الأدوية، وأغلبها كانت خاصة بمنتجات التخسيس.
وكشف عنان في تصريحات صحفية، أن الأدوية المسجلة رسميًا للتخسيس في مصر لا تتعدى 3 أنواع فقط، اثنان منها حقن تحت إشراف طبيب، ونوع واحد كبسولات.
وأوضح أن أية منتجات أخرى تعتبر مكملات غذائية وليست أدوية للتخسيس، فضلًا عن أن غالبية ما يوجد فى السوق أنواع مقلدة أو مهربة أو أعشاب مجهولة المصدر.
أدوية مزيفة
ويحذر خبراء الصحة في بريطانيا والولايات المتحدة من موجة متزايدة من حبوب إنقاص الوزن المزيفة التي تدعي أنها تشابه في مفعولها عقار أوزمبيك، وتُباع عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي بأسعار مغرية، وسط مخاوف من احتوائها على مواد سامة أو جرعات غير صحيحة قد تُهدد الحياة.
وجاء التحذير بعد تحقيقات كشفت أن مواقع إلكترونية متعددة تبيع حبوبًا تُروَّج على أنها بدائل لعقار أوزمبيك الأصلي أو لأدوية مماثلة مثل "ويجوفي" و"مونجارو"، بأسعار تقل كثيرًا عن السوق الرسمية.
ويحذر الأطباء من أن الخطر الأكبر لا يكمن في الأدوية الأصلية المُصرّح بها، وإنما في النسخ المقلدة أو غير الخاضعة للرقابة التي تغزو الإنترنت.
ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن خبراء، إن بعض العينات التي خضعت للفحص احتوت على مواد كيميائية غير معروفة أو تركيزات عشوائية من المادة الفعالة، ما قد يؤدي إلى تسمم حاد، أو تلف الكبد، أو التهابات في البنكرياس.
إشراف طبي
ويؤكد الأطباء أن العلاج الآمن للسمنة يجب أن يتم تحت إشراف طبي فقط، مع مراقبة دقيقة للجرعات والاستجابة، محذرين من أن المنتجات التي تُباع عبر الإنترنت قد تُعرّض المستخدمين لخطر الوفاة.
ويقول الدكتور ياسين رجائي، المتحدث الرسمى لهيئة الدواء المصرية، إن هناك بعض الحقن التي تُستخدم لفقدان الوزن دون أن يصرح بها، ولا تتوفر معلومات موثوقة كافية حول مأمونية وفاعلية استخدامها، وبناء عليه، لا يُنصح باستخدامها لغير ما خصصت لأجله، ولا ينصح باستخدام حقن التخسيس بشكل عام دون مراجعة الطبيب المختص لتحديد ما إذا كان المريض مرشحًا للاستفادة منها أم ستضره أكثر مما تنفعه.
وأشار إلى أن تم تكثيف عمليات التفتيش الصيدلي ومراقبة منصات التواصل الاجتماعي لمواجهة الأدوية المهربة والمغشوشة ومنها "مونجارو" غير المرخص.
وأضاف: "قمنا بـ 115 ألف زيارة على منشآت صيدلية، وتم ضبط 246 مكان غير مرخص، وجرى مصادرة مضبوطات بقيمة 271 مليون جنيه كلها لأدوية مهربة ومغشوشة ومجهولة المصدر، وهو ما يمثل خطورة كبيرة على صحة المواطن المصري".
عقار أوزمبيك
في عام 2017 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عقار أوزمبيك لعلاج السكري من النوع الثاني؛ فيما يشكل بداية مرحلة جديدة للتعامل مع مرض السكري، وزيادة الوزن.
العقار الذي تم ترخيصه لخفض سكر الدم وتحسين التحكم في السكر التراكمي HbA1c، تبين أنه يؤدي إلى فقدان الوزن؛ مما قاد إلى إقبال الناس عليه للتحكم في أوزانهم والوصول إلى الوزن المثالي وتحقيق الجسم الرشيق.
ينتمي أوزمبيك وإخوانه إلى عائلة من الأدوية تسمى ناهضات GLP-1، وهي أدوية تساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن.
حقن مونجارو
حقن مونجارو هي علاج مرخص لإنقاص الوزن ومعتمد للتحكم في سكر الدم مع مرضى السكري من النوع الثاني، تعمل عن طريق محاكاة هرمونين طبيعيين، GLP-1 (ببتيد شبيه الجلوكاجون-1) و GIP (بولي ببتيد الأنسولين المعتمد على الجلوكوز)، مما يساعد الجسم على تنظيم سكر الدم والشهية لدى الأشخاص المصابين بالسمنة المفرطة.
وتستخدم حقن مونجارو في المقام الأول لتحسين السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، ولكن لها أيضًا تأثيرات كبيرة على فقدان الوزن والتمثيل الغذائي الأيض.
ووافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام مونجارو لإدارة مرض السكري من النوع الثاني، وقد أظهرت نتائج واعدة في إنقاص الوزن لدى البالغين الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن.
ويختلف فقدان الوزن الذي يحدث باستخدام مونجارو بشكل كبير بناءً على الجرعة والعوامل الفردية مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والتمثيل الغذائي والالتزام بخطة العلاج.
لكن أظهرت الدراسات إمكانية كبيرة لفقدان الوزن حتى في غضون الأشهر الأولى، في المتوسط، تشير التجارب السريرية إلى أن المرضى فقدوا 24 كجم بجرعة 15 مجم من حقن مونجارو في 72 أسبوعًا.