اعتمد مجلس بلدية العاصمة الهولندية، قرارًا تاريخيًا يقضي باعتبار الفرق والأندية الرياضية القادمة من دول تُمارس الاحتلال أو تشرعن العنصرية غير مرحب بها في أمستردام، مع الإشارة المباشرة إلى الفرق الإسرائيلية باعتبارها أبرز المستهدفين بالقرار.
القرار، الذي قُدم من قبل شيهر خان رئيس مجموعة حزب "دينك" في المجلس البلدي، نال دعمًا واسعًا داخل المجلس بأغلبية 42 صوتًا مقابل 9 أصوات رافضة، ليتم اعتماده رسميًا وإحالته إلى الاتحاد الهولندي لكرة القدم والهيئات الرياضية المختصة لتنفيذه على أرض الواقع.
خلفية القرار ومسوغاته
ينص القرار على أن "الأندية الرياضية المؤسسة في مستوطنات غير قانونية، أو التي تدعم أو تساهم في استمرار الاحتلال غير المشروع، أو التي تتغاضى عن السلوكيات العنصرية لجماهيرها، غير مرغوب بها في مدينة أمستردام".
كما استند مقدمو القرار إلى تقارير أممية ودولية، من بينها قرارات محكمة العدل الدولية، التي تؤكد ارتكاب إسرائيل لجرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية في غزة، إضافة إلى توصيف القطاع كسجن مفتوح يخضع لحصار مطبق منذ سنوات طويلة.
أسماء أندية إسرائيلية مثيرة للجدل
جاء في متن القرار ذكر أمثلة لأندية إسرائيلية ارتبط اسمها بالعنصرية، على رأسها بيتار القدس المعروف بتاريخه الطويل في رفع شعارات معادية للعرب والفلسطينيين، ومكابي تل أبيب الذي سبق أن تورط مشجعوه في اعتداءات عنيفة بأمستردام.
وفي نوفمبر 2024، شهدت شوارع العاصمة الهولندية أحداثًا دامية عندما قام مشجعون إسرائيليون تابعون لنادي مكابي تل أبيب بالاعتداء على سائقي سيارات أجرة من أصول عربية، كما انتزعوا أعلامًا فلسطينية من شوارع المدينة، في مشاهد أثارت غضبًا واسعًا وأدت إلى تصريح شهير لعمدة أمستردام فيميكا هالسما التي أعلنت حينها أنها "لن تدعو مشجعي مكابي مجددًا إلى المدينة".
انعكاسات رياضية وسياسية
يتزامن هذا القرار مع نقاشات حامية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بشأن إمكانية تعليق مشاركة الأندية الإسرائيلية في المسابقات الأوروبية، بسبب الإبادة المستمرة في غزة وتورط هذه الأندية في دعم سياسات الاحتلال.
ويشارك نادي مكابي تل أبيب حاليًا في الدوري الأوروبي، ما يجعل القرار الهولندي بمثابة ضغط إضافي على "يويفا" وسط مطالبات حقوقية متزايدة بوقف التعامل الرياضي مع الفرق الإسرائيلية.
السياق الإنساني للأزمة
منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، تواصل إسرائيل حربًا وصفتها منظمات دولية بـ"الإبادة الجماعية"، أسفرت عن 65,419 شهيدًا و167,160 مصابًا معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن مجاعة خانقة أودت بحياة 442 شخصًا بينهم 147 طفلًا.
هذا السياق الإنساني، الذي هز الضمير العالمي، دفع العديد من البلديات الأوروبية والهيئات الرياضية إلى إعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، وفتح نقاش واسع حول دور الرياضة في شرعنة أو مواجهة الاحتلال.