عادت قضية سجون عبدالفتاح السيسي إلى واجهة الجدل الحقوقي، بعد شهادات كشفت عن تعرض الدكتور محمد البلتاجي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين والمعتقل منذ عام 2013، لانتهاكات جسدية ونفسية وضغوط متزايدة داخل محبسه في سجن بدر 3 (الإصلاح والتأهيل).
وقالت سناء عبد الجواد، زوجة البلتاجي، عبر حسابها على "فيسبوك"، إن زوجها يتعرض لـ"تعذيب نفسي وبدني، وضغوط قاسية لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام"، مؤكدة أنه جرى عزله في عنبر منفرد تحت حراسة مشددة، مع تهديده بأنه "انه لو مات تحت ايديهم لن يعلم عنه احد".
وأضافت أن الانتهاكات لم تتوقف عند زوجها، بل طالت أيضاً نجلهما أنس وعدداً من المعتقلين السياسيين الآخرين خلال جلسات المحاكمة الأخيرة، إذ تعرضوا – بحسب شهادتها – لـ"اعتداء وضرب مبرح داخل غرفة الحجز أسفل قاعة المحكمة، قبل عرضهم على القاضي وهم مصابون من آثار الضرب".
هذه الشهادات جاءت متزامنة مع تقارير حقوقية كشفت عن اعتداء جسدي ولفظي على وزير التموين الأسبق باسم عودة داخل السجن ذاته، على يد العقيد أحمد فكري، ضابط الأمن الوطني والمسؤول عن قطاع (2) في سجن بدر 3، حيث اقتحم زنزانته واعتدى عليه بالضرب والتهديد لإجباره على إنهاء إضرابه عن الطعام، الذي يخوضه إلى جانب عشرات المعتقلين احتجاجاً على ما وصفوه بـ"حرمانهم من أبسط حقوقهم".
وخلال الاعتداء، هدد الضابط المعتقلين بجعل بدر 3 "أسوأ من سجن العقرب"، في إشارة إلى السجن سيئ السمعة الذي أغلق قبل عامين، بعدما ارتبط بالتعذيب والإهمال الطبي والوفاة البطيئة لمئات السجناء السياسيين.ورغم أن السلطات نفت هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "ادعاءات كاذبة" مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن شهادات معتقلين سابقين وناشطين حقوقيين – من بينهم أحمد دومة – أكدت أن العقيد أحمد فكري تورط مراراً في انتهاكات مماثلة بحق شخصيات بارزة، مثل علاء عبد الفتاح والصحافي محمد إبراهيم (أكسجين) والأكاديمي أحمد سمير.
حقوقيون أكدوا أن ما يجري في بدر 3 يمثل خرقاً صارخاً للدستور والاتفاقيات الدولية، وأن الانتهاكات الواسعة والمنهجية قد ترقى إلى مستوى "الجرائم ضد الإنسانية".
وطالبت منظمات عدة، بينها الشبكة المصرية لحقوق الإنسان، بفتح تحقيق عاجل ومستقل في وقائع الاعتداء على كل من البلتاجي وباسم عودة، وضمان حقوق السجناء في العلاج والتواصل مع أسرهم، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات "يرسخ واقع الإفلات من العقاب".