اعترفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، بإصابة ضابط قتالي من كتيبة "شاكيد" التابعة للواء "جفعاتي" بجروح خطيرة، إثر اشتباك مباشر مع مقاومين فلسطينيين. هذا الاعتراف جاء بعد ساعات من إعلان كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تنفيذ عملية نوعية استهدفت دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" بعبوة ناسفة شديدة الانفجار.

ووفق بيان القسام، فإن العملية جرت بتاريخ 19 سبتمبر الجاري في محيط مسجد البراء جنوب حي الصبرة بمدينة غزة، حيث تمكنت وحدة من مقاتليها من زرع عبوة أرضية وتفجيرها بدبابة إسرائيلية كانت تتوغل في المنطقة، ما أدى إلى تدميرها أو إعطابها وإلحاق خسائر بالقوة المرافقة.

هذا الإعلان ترافق مع تأكيدات من داخل الإعلام العبري حول تزايد الإصابات في صفوف قوات الاحتلال، خصوصًا بين عناصر النخبة، وهو ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها إسرائيل خلال عملياتها البرية في غزة، رغم التفوق العسكري والتكنولوجي.

 

تصاعد العمليات الميدانية

تواصل المقاومة الفلسطينية نهج الكمائن والعمليات النوعية، معتمدةً على أسلوب الاشتباك القريب واستهداف الآليات العسكرية بعبوات متطورة، وهو ما يفرض على الجيش الإسرائيلي إعادة النظر في تحركاته الميدانية داخل الأحياء المكتظة بالسكان. مصادر محلية أكدت أن أصوات الانفجارات والاشتباكات باتت شبه يومية في عدة محاور من مدينة غزة، حيث يحرص المقاتلون الفلسطينيون على إظهار حضورهم الميداني في أكثر من جبهة.

 

الجيش الإسرائيلي في مأزق

تأتي هذه التطورات بينما يواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات متزايدة داخل الأوساط السياسية والإعلامية بسبب طول أمد العمليات البرية وصعوبة حسم المعركة، خصوصًا في المناطق المكتظة التي تتحول إلى ساحات استنزاف حقيقية. كما أن اعتراف الإعلام العبري بإصابة ضباط من وحدات النخبة يؤشر إلى هشاشة الوضع الميداني وصعوبة السيطرة على المشهد.

 

خسائر مستمرة رغم التفوق

ورغم ما يملكه الاحتلال من ترسانة عسكرية ضخمة ودعم لوجستي متطور، فإن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على امتصاص الضربات ومواصلة العمل الميداني. مصادر في غزة تشير إلى أن تكتيكات الكمائن والعبوات الناسفة باتت تشكّل التهديد الأبرز أمام الآليات الإسرائيلية، خصوصًا دبابات "ميركافا" التي طالما اعتبرتها إسرائيل "رمز قوتها البرية".