أصدر قاضٍ أمريكي في ولاية لويزيانا قرارًا بترحيل الناشط الفلسطيني محمود خليل إلى الجزائر أو سوريا، بعد أشهر من اعتقاله بسبب مشاركته في احتجاجات طلابية مناهضة للحرب في غزة واشتراكه في حركة دعم فلسطين. القضية أثارت جدلًا واسعًا حول حرية التعبير وحقوق اللاجئين الفلسطينيين في الولايات المتحدة.
ومحمود خليل، طالب في جامعة كولومبيا بنيويورك، قاد احتجاجات طلابية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبًا بوقف الدعم الأمريكي لإسرائيل. في 8 مارس 2025، اعتقلته سلطات الهجرة الأمريكية، واحتجزته لمدة تزيد عن 100 يوم، رغم أنه مقيم دائم وزوجته مواطنة أمريكية.
أسباب الترحيل
القاضي جيمي كومانز برر قرار الترحيل بادعاء أن خليل قدم معلومات "غير دقيقة" في طلبه للحصول على الإقامة الدائمة.
ومع ذلك، اعتبر محاموه أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وأن التهم تُستخدم كذريعة للانتقام من نشاطه السياسي.
ردود الفعل القانونية
محامو خليل أعلنوا نيتهم استئناف القرار، مشيرين إلى أن أوامر قضائية سابقة تمنع ترحيله مؤقتًا أثناء النظر في قضيته.
كما أشاروا إلى أن التهم الموجهة إليه تُستخدم كأداة لقمع حرية التعبير.
السياق السياسي
تأتي هذه القضية في وقت حساس، حيث تشهد الولايات المتحدة حملة ضد النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية ولأعضاء حركة دعم فلسطين.
العديد من الجامعات الأمريكية شهدت احتجاجات طلابية ضد العدوان على غزة، مما أثار توترات بين الطلاب والإدارة.
وتعتبر حركة التضامن العالمية مع فلسطين من أبرز الحركات الشعبية التي نشأت في السنوات الأخيرة، خاصةً بعد تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تتميز هذه الحركة بتنوعها الجغرافي والعملي، حيث تشمل مظاهرات، حملات إعلامية، وأنشطة طلابية في مختلف أنحاء العالم.
النشأة والتطور
ظهرت حركة التضامن مع فلسطين بشكل بارز في أواخر عام 2024، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
تأسست "الحركة العالمية نحو غزة" كامتداد لسلسلة المبادرات الدولية الداعمة لغزة، مثل أسطول الحرية وقوافل كسر الحصار.
تهدف هذه الحركة إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007 وتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
الاحتجاجات الجامعية
في الولايات المتحدة، شهدت الجامعات الأمريكية موجة من الاحتجاجات الطلابية تضامناً مع غزة.
بدأ الطلاب في عدة جامعات، مثل جامعة كولومبيا، ييل، وكارولينا الجنوبية، بتنظيم مخيمات إضراب ومسيرات للمطالبة بوقف الحرب ووقف الدعم الأمريكي لإسرائيل.
تراوحت الاحتجاجات بين الإضرابات والمسيرات والمخيمات تضامناً مع جهود طلاب جامعة كولومبيا، حيث دخل المخيم يومه الخامس.
الدعم الشعبي والفني
لم تقتصر حركة التضامن على الطلاب فقط، بل شملت أيضاً شخصيات فنية وإعلامية.
في سبتمبر 2025، نظمت العاصمة البريطانية لندن حفل "معًا من أجل فلسطين"، حيث وجه عدد من أبرز نجوم الفن حول العالم رسائل دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
التحديات والضغوط
رغم اتساع رقعة التضامن، تواجه الحركة تحديات كبيرة.
في بعض الدول الغربية، كثّفت الحكومات والمؤسسات حملاتها لتجريم التضامن مع فلسطين، من خلال تشريعات عقابية وحملات تشويه سمعة.
تسعى هذه الجهات إلى تقويض شرعية مناصرة القضية الفلسطينية، مما يعرقل جهود التضامن.
وأخيرا فقضية محمود خليل تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها النشطاء الفلسطينيون في الشتات، وتثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير في الولايات المتحدة.
بينما يسعى خليل لاستئناف قرار الترحيل، تبقى هذه القضية محور اهتمام حقوقي وإعلامي واسع.