في خطوة أثارت جدلًا واسعًا، سافر الإعلامي عمرو أديب إلى لاس فيغاس، عاصمة القمار في العالم، لحضور مباراة في الفنون القتالية ينظمها موسم الرياض.
هذه المباراة الترفيهية، التي يُنظر إليها عالميًا كحدث رياضي، تمثل مثالًا واضحًا على انشغال الإعلاميين بفعاليات لا تمس أولويات العرب والمسلمين، بينما تتفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية والإنسانية في المنطقة.

وكتب عمرو أديب تغريدة:
"قبل مباراة القرن بين كانيلو المكسيكي وكرافورد الأمريكي، ولا يوجد موقع لقدم في الاستاد حتى الدور الخامس! حشد رهيب وهيستيريا وسط الجمهور لمتابعة النزال المستحيل الذي نظمه موسم الرياض. من سيفوز؟ لا أحد يعرف، ولكن بجد حاجة تُشرف جدًا. فيغاس واقفة على رجل!"

 

ومن جهته، انتقد الاقتصادي والإعلامي د. مراد علي حضور عمرو أديب لهذه المباراة، طارحًا تساؤلات حول ترتيب الأولويات، خصوصًا في ظل هدر الملايين من أموال العرب والسعوديين على فعاليات ترفيهية ينفقها تركي الشيخ، بينما هناك أزمات حقيقية تحتاج إلى تمويل عاجل، سواء لدعم الفقراء، التعليم، الصحة، أو القضايا الإنسانية في غزة والدول العربية الأخرى.
هذا الترفيه المكلف يعكس استعراضًا للثروة على حساب احتياجات الناس، ويظهر قصورًا في الحس الوطني والاقتصادي.

وتحدث عن أن التناقض يظهر أكثر عند النظر إلى انشغال الإعلامي بالقضايا الثانوية، بينما يغيب عن متابعة الأحداث المصيرية: القصف الذي تتعرض له الدوحة، تهديدات نتنياهو بـ"إسرائيل الكبرى"، الأزمة الإنسانية في غزة، والأزمة الاقتصادية الطاحنة في مصر.
كل هذه القضايا تمس حياة العرب والمسلمين مباشرة، لكنها لا تحظى بالاهتمام ذاته الذي تمنحه الرياضة والترفيه.

وتابع: عند العودة إلى القاهرة، يبدأ عمرو أديب في رفع صوته على المواطنين، متحدثًا عن الوطنية، ومطالبًا بعدم المصالحة مع المعارضة، واستمرار اعتقال المعارضين بحجة حماية الوطن.
هذا السلوك يكشف ازدواجية صارخة؛ فالوطنية تُستخدم لتبرير ممارسات سياسية، بينما يتم تجاهل الأولويات الحقيقية للشعب العربي والمسلم.

ونوّه مراد إلى أن من يغيب أو يلتزم الصمت حيال هدر الأموال الضخم، ويشارك بطريقة غير مباشرة في إعطاء شرعية لهذه الفعاليات الترفيهية، بدل أن يكون صوتًا مناصرًا لإعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للعرب والمسلمين.

 

في النهاية، تبرز تجربة عمرو أديب في لاس فيغاس هشاشة ترتيب الأولويات عند الإعلاميين والممولين، وتوضح التناقض بين خطاب الوطنية وواقع الأولويات الاقتصادية والاجتماعية.
الأموال التي تُنفق على الترفيه كان يمكن توجيهها لدعم التعليم والصحة والاقتصاد والقضايا الإنسانية، بدلًا من استعراض الثروة على حساب القضايا الحقيقية للأمة.

هذه التجربة تفرض على الجمهور والمراقبين طرح أسئلة جدية حول دور الإعلاميين والجهات الممولة، وأهمية إعادة ترتيب الأولويات بما يخدم العرب والمسلمين فعلًا.