شهد المشهد الحقوقي والإعلامي خلال الأيام الأخيرة حراكًا لافتًا، عقب الاستجابة الرئاسية لالتماس المجلس القومي لحقوق الإنسان بالإفراج عن الناشط البارز علاء عبد الفتاح، وهو ما اعتُبر خطوة تعيد الأمل لعائلات السجناء السياسيين وسجناء الرأي.
في هذا السياق، تجددت المناشدات من نقابة الصحفيين ومن أسر المعتقلين، مطالبة بالعفو والإفراج عن ذويهم الذين قضوا سنوات طويلة خلف القضبان.
 

مناشدة نقابة الصحفيين
في بيان رسمي، دعا نقيب الصحفيين خالد البلشي، عبد الفتاح السيسي إلى إصدار عفو رئاسي عن الصحفيين محمد إبراهيم رضوان المعروف بـ "محمد أكسجين"، وحسين علي أحمد كريم الشهير بـ "حسين كريم".
وأوضح البلشي أن المناشدة تأتي في إطار التوجيه الرئاسي بدراسة الالتماسات المقدمة من المجلس القومي لحقوق الإنسان، والمتعلقة بالإفراج عن مجموعة من المحكوم عليهم.

البلشي أشار إلى أن "أكسجين" محكوم عليه في القضية رقم 855 لسنة 2020، المعروفة إعلاميًا بـ "قضية علاء عبد الفتاح وآخرين"، فيما يقضي حسين كريم حكمًا في القضية رقم 26 لسنة 2021.
وطالب النقيب النائب العام بمراجعة أوضاع أكثر من 19 صحفيًا محبوسًا احتياطيًا، بينهم 14 تجاوزوا الحد الأقصى للحبس الاحتياطي المنصوص عليه قانونًا (عامان كاملان).

كما أعلنت لجنة الحريات بالنقابة عن اجتماع مرتقب مع أهالي الصحفيين المحبوسين لتقديم الدعم اللازم، بينما تواصل النقابة جهودها عبر إرسال قوائم رسمية بأسماء المعتقلين إلى النائب العام والمجلس القومي لحقوق الإنسان ووزارة المجالس النيابية والتواصل السياسي.
 

 

قصص إنسانية تعكس معاناة الأسر
بالتوازي مع تحركات النقابة، برزت مناشدات إنسانية لعدد من الأسر. أسرة الشاب أيمن موسى، المعتقل منذ عام 2013 والمحكوم عليه بالسجن 15 عامًا، ناشدت المجلس القومي إدراج اسمه ضمن قوائم العفو، مؤكدة أن "عمره ضاع" وأن والده توفي من الحزن على غيابه.

أما المحامي الحقوقي خالد بدوي فكشف عن تدهور الحالة الصحية لزوجته هدى عبد المنعم (66 عامًا)، المحامية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان سابقًا، مؤكدًا أنها تعرضت لأزمتين قلبيتين خلال أسبوع واحد داخل السجن، رغم قضائها مدة الحكم الصادر بحقها وإعادة تدويرها على قضايا جديدة.

وفي رسالة مؤثرة، عبّرت سناء عبد الجواد، زوجة القيادي محمد البلتاجي، عن قلقها العميق إزاء مصير المحبوسين في سجن بدر "قطاع 2"، مؤكدة أن الأسر لم تعد تتلقى أي أخبار عن ذويها، ما أثار مخاوف كبيرة بشأن حياتهم.
 

أمل متجدد
أسر سجناء آخرين عبرت عن أملها في أن تمثل خطوة الإفراج عن علاء عبد الفتاح بداية "انفراجة"، حيث طالبت زوجة القيادي العمالي شادي محمد بإنهاء "ملف المعتقلين"، مشيرة إلى أسماء عدة من الصحفيين والنشطاء المحتجزين، مثل حمدي الزعيم، أحمد سبيع، شريف الروبي، مروة عرفة، وآخرين بينهم كبار سن ومرضى ومختفون قسريًا.
 

قضية جدلية محليًا ودوليًا
ملف السجناء السياسيين في يظل أحد أكثر القضايا إثارة للجدل، إذ تؤكد منظمات حقوقية دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" أن أعدادهم تُقدَّر بعشرات الآلاف، وأن القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب تُستغل لتقييد المعارضة والنشطاء. في المقابل، تنفي السلطات وجود "سجناء رأي"، مؤكدة أن جميع المحتجزين صدرت ضدهم أحكام أو قرارات قضائية في قضايا جنائية وأمنية.

ورغم إطلاق الحكومة "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان" وتفعيل لجنة العفو الرئاسي منذ عام 2021، ما أسفر عن الإفراج عن مئات السجناء، إلا أن حقوقيين يؤكدون أن أعداد المفرج عنهم لا تزال محدودة مقارنة بمن يتم توقيفهم أو إعادة تدويرهم في قضايا جديدة.