يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ705، في مشهد دموي لم يعرف التاريخ الحديث مثيلاً له من حيث وحشية الأسلوب واتساع رقعة الاستهداف ووضوح الأهداف الكامنة خلفه.
فمنذ السابع من أكتوبر، تسير آلة الحرب الإسرائيلية بلا توقف، مدمّرة الحجر والشجر، وهادفة قبل كل شيء إلى كسر إرادة السكان، ودفعهم إلى البحث عن ملاذ خارج القطاع مهما كانت كلفته.
وفي قلب هذه الاستراتيجية يظهر مشروع قديم–جديد: تهجير سكان غزة قسراً نحو مصر، ليكون الفصل الأخير في عملية إفراغ الأرض من أصحابها وإعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالح الاحتلال.

ورغم مرور أكثر من 23 شهرًا على بدء العدوان، لا تزال غزة تشهد يوميًا عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، إلى جانب استهداف متكرر للنازحين ومراكز توزيع المساعدات، ما يفاقم المأساة الإنسانية ويُغرق القطاع في مجاعة كارثية غير مسبوقة.

 

مجازر متجددة وخسائر بشرية فادحة

أفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بأن 43 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر اليوم الأربعاء جراء الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي، فيما سُجلت عشرات الإصابات في مختلف أنحاء القطاع.

  • استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلًا في خان يونس ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
  • قصفت برجًا سكنيًا وعشرات المنازل والخيام في مدينة غزة، مخلّفةً مئات المشردين الجدد.
  • ارتكبت مجزرة دامية بحق نازحين في منطقة الشاليهات غرب غزة، أسفرت عن استشهاد 17 مدنيًا بينهم نساء وأطفال.
  • في هجوم بطائرة مسيّرة، استشهد 4 مواطنين وسط خان يونس، فيما استُشهد شاب أثناء محاولته الحصول على المساعدات قرب مركز توزيع الطينة.
  • كما استهدفت غارة إسرائيلية برجًا سكنيًا في منطقة الميناء غرب غزة، أدت إلى وقوع إصابات عدة.

من بين الشهداء: المواطن إياد موسى الأشقر من بيت لاهيا، والطفلة إنجي المصري التي قضت بقصف استهدف منطقة الشاليهات.

إلى جانب المجازر اليومية، أعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 5 أشخاص خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل، لترتفع حصيلة ضحايا التجويع إلى 404 شهداء، من بينهم 141 طفلًا.
 

استهداف المنازل ودور العبادة
لم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على الأحياء السكنية، بل طالت حتى المساجد والمقابر:

  • استُهدفت مئذنة مسجد يافا غرب دير البلح ثلاث مرات بطائرة مسيرة.
  • فجّرت طائرة مسيّرة فناء منزل مقابل المسجد ذاته.
  • شُنت غارة على حي الشجاعية شرق غزة وأخرى فجراً على مناطق مختلفة من المدينة.
  • استُهدف منزل في محيط مقبرة الشيخ رضوان شمال غرب غزة.
  • كما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة ضد عائلة أبو شريعة، حيث استشهد ثلاثة من أبنائها جراء قصف خيمتهم غرب غزة.

 

حصيلة دامية للإبادة الجماعية

بحسب وزارة الصحة، أسفرت الحرب حتى الآن عن:

  • 64,656 شهيدًا.
  • 163,503 جريحًا.
  • أكثر من 9 آلاف مفقود.
  • 404 شهداء نتيجة المجاعة وسوء التغذية، معظمهم من الأطفال.
  • 20 ألف طفل و12,500 امرأة بين الضحايا، من بينهم 8,990 أمًّا.

كما استُشهد:

  • 1,670 من الكوادر الطبية.
  • 139 عنصرًا من الدفاع المدني.
  • 248 صحفيًا.
  • 173 موظف بلدية.
  • 780 شرطيًا من فرق تأمين المساعدات.
  • 860 رياضيًا.


دمار شامل واستهداف للبنية التحتية
ووفق إحصاءات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة:

  • دُمّرت 88% من مباني القطاع.
  • قُدّرت الخسائر الاقتصادية بما يزيد عن 62 مليار دولار.
  • تم اجتياح واحتلال 77% من مساحة القطاع.
  • دُمّرت كليًا 163 مدرسة وجامعة، وجزئيًا 369 مؤسسة تعليمية.
  • هُدم 833 مسجدًا بشكل كامل و167 جزئيًا، إضافة إلى 19 مقبرة.
  • تم إبادة نحو 2700 عائلة من السجل المدني بالكامل.

 

مشاهد جديدة من الدمار
اليوم الأربعاء، أسقط الاحتلال صواريخ ثقيلة على برج طيبة السكني في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بالكامل، وسط مشاهد مرعبة تناقلتها عدسات الصحفيين ووسائل الإعلام.