في تطور نوعي غير مسبوق، أعلنت المقاومة اليمنية عن قصف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ بعيد المدى، في عملية وُصفت بالاستراتيجية نظرًا لما تحمله من دلالات سياسية وعسكرية.
الضربة، التي جاءت في لحظة حساسة تشهد فيها المنطقة تصعيدًا واسعًا بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، حملت رسائل تتجاوز البعد العسكري لتضرب عمق الكيان الصهيوني في أهم منشآته الحيوية وأكثرها حساسية.
عاجل _ لحظة قصف مطار بن غوريون في تل أبيب بصاروخ يمني_ والرعب يسيطر على المستوطنين pic.twitter.com/XxIumSwG8s
— 🆇 🅵🅴 الأحداث الميدانية (@Militarymedia5) September 5, 2025
المطار تحت القصف: صدمة إسرائيلية
مطار بن غوريون، الذي يعد شريان إسرائيل الجوي الرئيسي وواجهة السفر الأولى للمستوطنين والأجانب، لم يعرف في تاريخه الحديث تهديدًا مباشرًا بهذا الشكل.
الضربة اليمنية أصابت المكان بشلل نفسي حتى لو لم تكن الأضرار المادية كبيرة، إذ أن مجرد وصول الصاروخ إلى أجواء تل أبيب وتجاوزه شبكة القبة الحديدية يعكس تحولًا نوعيًا في موازين القوى.
المشاهد التي تناقلتها وسائل الإعلام العبرية أظهرت حالة من الفوضى داخل المطار، حيث هرع الركاب إلى الملاجئ وصالات الانتظار المجهزة، وسط صافرات الإنذار المتواصلة.
التقارير تحدثت عن إلغاء أو تأجيل عشرات الرحلات، في سابقة لم يشهدها المطار منذ حرب الخليج عام 1991.
رعب المستوطنين: كابوس الأمن الداخلي
المستوطنون الذين لطالما اعتقدوا أن تل أبيب منطقة آمنة وبعيدة عن نيران المقاومة، وجدوا أنفسهم وجهاً لوجه مع حقيقة جديدة: أن كل شبر في فلسطين المحتلة بات مكشوفًا أمام صواريخ المقاومة، سواء من غزة أو من اليمن أو من لبنان.
وسائل الإعلام العبرية أشارت إلى موجة رعب اجتاحت السكان، إذ تدافع المئات نحو الملاجئ، بينما شهدت شركات الطيران العبرية والأجنبية إرباكًا كبيرًا مع وصول التحذيرات الأمنية.
محللون إسرائيليون اعترفوا بأن الأمر لا يقتصر على "حادث عابر"، بل يمثل ضربة قاسية لهيبة الأمن الإسرائيلي.
أحدهم كتب في صحيفة عبرية: "حين يسقط صاروخ يمني على مطار بن غوريون، فإن معادلة الحرب كلها تتغير، ولم يعد هناك مكان آمن في إسرائيل."
اليمن: رسائل القوة والتضامن مع غزة
القيادة العسكرية في صنعاء أكدت أن هذه العملية تأتي ضمن التصعيد الاستراتيجي لدعم المقاومة الفلسطينية في غزة، واعتبرتها رسالة واضحة بأن "العدوان على غزة لن يمر دون ثمن".
وأضافت أن الضربة تستهدف ليس فقط المطار كمرفق مدني، بل الرمزية التي يمثلها: إسرائيل تحت النار، في قلبها النابض.
هذا الموقف يعكس تموضع اليمن كلاعب إقليمي يتجاوز حدوده الجغرافية، ليصبح جزءًا فاعلًا في محور المقاومة الممتد من طهران إلى بيروت وغزة.
إسرائيل أمام معضلة جديدة
بالنسبة لإسرائيل، فإن الضربة تضعها أمام مأزق متعدد الأبعاد:
- فشل منظومة القبة الحديدية التي لم تستطع منع الصاروخ من الوصول إلى مطار استراتيجي.
- ضربة للاقتصاد: تعطيل المطار حتى لساعات يسبب خسائر بملايين الدولارات، ويؤثر على السياحة وحركة الطيران.
- ضربة للمعنويات: المستوطنون الذين يشعرون بالأمان في قلب تل أبيب باتوا يعيشون رعبًا وجوديًا.
إضافة إلى ذلك، فإن الضربة اليمنية تأتي متزامنة مع ضغط من جبهات أخرى: عمليات المقاومة في غزة، وصواريخ حزب الله من الجنوب اللبناني، ما يضاعف حجم التحدي أمام الجيش الإسرائيلي.
البعد الإقليمي والدولي
الرسالة التي أرادت المقاومة اليمنية إيصالها تتجاوز تل أبيب. فهي تقول للعالم: اليمن حاضر في معادلة الردع، ولن يقف متفرجًا على المجازر في غزة. هذا الموقف من شأنه أن يخلط أوراق القوى الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة، التي باتت ترى أن كل ممر بحري أو جوي في المنطقة مهدد.
كما أن الضربة اليمنية لمطار مدني بهذا الحجم ستثير جدلًا واسعًا في الأوساط الدولية، بين من يراها "عملاً غير مشروع"، ومن يصفها بـ"رد طبيعي على الجرائم الإسرائيلية في غزة".
وختاما فقصف مطار بن غوريون ليس مجرد عملية عسكرية، بل حدث استراتيجي يعيد رسم المشهد برمته. إنه إعلان صريح أن الكيان الصهيوني مكشوف، وأن "الأمان" الذي لطالما تباهت به تل أبيب أمام مستوطنيها يمكن أن ينهار بصاروخ يمني قادم من آلاف الكيلومترات. وبينما يزداد الرعب داخل الكيان، فإن المقاومة اليمنية أثبتت مرة أخرى أنها جزء لا يتجزأ من معركة الأمة، وأن معادلة "غزة ليست وحدها" أصبحت حقيقة تتجسد على الأرض.