كشفت وسائل إعلام عبرية عن أزمة غير مسبوقة تعاني منها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تتمثل في تراجع كبير في جاهزية المعدات الهندسية الثقيلة والدبابات.

صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نشرت تقريرًا لفتت فيه إلى أن نحو 40% من الجرافات العسكرية الثقيلة تخرج تباعًا من الخدمة بسبب أعطال متراكمة، وصعوبات في الصيانة، فضلًا عن نقص قطع الغيار الأساسية. وأكدت أن هذا الوضع يعكس "تراجعًا لافتًا" في الجاهزية اللوجستية التي طالما تباهى بها الجيش الإسرائيلي باعتبارها إحدى ركائز قوته الميدانية.

وبحسب مسؤولين عسكريين نقلت عنهم الصحيفة، فإن القيادة العسكرية باتت تدير عملياتها وفق سلم أولويات صارم نتيجة الاستنزاف الكبير في المعدات والكوادر البشرية.

وأوضحوا أن الضغوط المتزايدة على الآليات الهندسية المستخدمة في اقتحام المناطق، إزالة التحصينات، وحفر الممرات القتالية، جعلت الجيش أمام معضلة لوجستية خانقة تهدد قدرته على الاستمرار في العمليات بذات الكفاءة.

وفي السياق ذاته، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن عشرات الجرافات المدرعة تضررت بشكل مباشر جراء الهجمات المضادة من فصائل المقاومة، سواء بالصواريخ الموجّهة المضادة للدروع أو عبر العبوات الناسفة التي استهدفت الآليات خلال العمليات البرية.

وأضافت الإذاعة أن الجيش يستعد لعملية "مركبات غدعون 2" بقدرة تشغيلية لا تتجاوز 60-70% من الجرافات الثقيلة.

إلى جانب ذلك، سلط التقرير الضوء على الأزمة المتفاقمة في سلاسل التوريد، إذ أشار إلى أن القيود الألمانية المفروضة على تصدير بعض قطع الغيار إلى إسرائيل تسببت في اتساع فجوة الصيانة الخاصة بالدبابات. ويأتي هذا في وقت يعتمد فيه الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي على الإمدادات الأوروبية والأمريكية لتأمين استمرارية تشغيل دباباته الحديثة مثل "ميركافا 4".