في صباح اليوم، انطفأ صوت من أبرز الأصوات الصحفية الفلسطينية، بعد أن ارتقت الصحفية إيمان الزاملي شهيدةً إثر استهداف إسرائيلي مباشر خلال تغطيتها لأحداث العدوان على غزة.
إيمان لم تكن مجرد مراسلة تنقل الخبر، بل كانت شاهدة على مأساة شعبها، وناطقةً بآلامه للعالم. رحيلها اليوم يفتح من جديد جراحًا لا تندمل في سجل حرية الصحافة، حيث يدفع الصحفيون حياتهم ثمنًا للحقيقة.
من هي إيمان الزاملي؟
إيمان الزاملي، الصحفية الفلسطينية الشابة، كرّست حياتها للعمل الميداني في أصعب البيئات وأشدها خطورة، وكانت دائمًا في الخطوط الأمامية لتوثيق الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.
عملت في تغطية الأحداث الميدانية لسنوات، وتميزت بقدرتها على نقل المعاناة بلغة إنسانية مؤثرة، ما جعلها تحظى بمتابعة كبيرة داخل فلسطين وخارجها.
زملاؤها يصفونها بأنها "صوت بلا خوف"، فهي لم تتراجع يومًا عن أداء رسالتها رغم المخاطر المحدقة.
كانت تدرك أن الكاميرا والقلم قد لا يحميانها من القذائف، لكنها آمنت أن دور الصحافة أكبر من الخوف.
يوم استشهادها.. تفاصيل اللحظات الأخيرة
بحسب شهود عيان، كانت إيمان الزاملي برفقة فريقها الصحفي في أحد أحياء غزة المدمرة، تغطي آثار الغارات الإسرائيلية على منازل المدنيين، حين استهدفهم القصف بشكل مباشر. لم يمنحها الصاروخ فرصة للنجاة، فسقطت شهيدة في المكان وهي ترتدي السترة الصحفية والخوذة التي لم تشفع لها أمام آلة الحرب.
إيمان استشهدت وهي تمارس عملها المهني، لتلتحق بقافلة طويلة من الصحفيين الذين قضوا في النزاع، في وقت يتزايد فيه القلق العالمي بشأن انتهاك حرية الصحافة وتحويل الصحفيين إلى أهداف عسكرية.
ردود فعل غاضبة وتنديد دولي
خبر استشهاد إيمان أثار موجة غضب واسعة بين الصحفيين العرب والمنظمات الحقوقية الدولية، التي طالبت بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن استهداف الإعلاميين. منظمة "مراسلون بلا حدود" اعتبرت الحادث "جريمة حرب مكتملة الأركان"، مؤكدة أن استهداف الصحفيين جريمة يعاقب عليها القانون الدولي.
من جانبه، قال أحد زملائها: "إيمان كانت تؤمن أن الكلمة أقوى من الرصاصة، لكنها رحلت برصاص العدوان. سنواصل رسالتها حتى آخر نفس."
دماء الحقيقة لن تجف
رحيل إيمان الزاملي يطرح سؤالًا مريرًا: إلى متى سيظل الصحفيون أهدافًا مشروعة في ساحات الحرب؟ ومتى سيتوقف العالم عن الاكتفاء بالتنديد دون اتخاذ إجراءات حقيقية لحماية من يحملون الكاميرا والقلم؟
دماء إيمان لن تجف، وستظل شاهدًا على أن الكلمة الحرة لا تموت، وأن الصحافة في فلسطين ليست مهنة، بل معركة من أجل البقاء، يدفع ثمنها الأبطال بأرواحهم.