شهدت الأسابيع الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في أعداد الوفيات بين المحتجزين داخل أقسام الشرطة والسجون، وسط اتهامات مباشرة بالتعذيب والإهمال الطبي المتعمد، ومطالبات حقوقية بفتح تحقيقات عاجلة وشفافة ومحاسبة المسؤولين.
وفاة مهند الفقي.. ضحية جديدة للتعذيب
توفي الشاب مهند أحمد عبد العظيم الفقي (30 عامًا) من قرية تتا – مركز منوف بمحافظة المنوفية، بعد أيام من اعتقاله في 28 يوليو 2025 واحتجازه داخل قسم شرطة منوف.
بحسب المعلومات الواردة، تعرض الفقي لـ"ضرب مبرح" أدى إلى ارتشاح في المخ ونزيف داخلي واضطراب في الوعي، قبل أن يُنقل إلى معهد السموم بشبين الكوم ويوضع على جهاز التنفس الصناعي حتى فارق الحياة.
مأساة سيف إمام.. شاب في مقتبل العمر يُقتل تحت التعذيب
لم تمضِ سوى أيام قليلة حتى لقي الشاب سيف إمام (23 عامًا) مصرعه داخل قسم عين شمس بالقاهرة، بعد تعرضه لتعذيب وحشي على خلفية اتهامه بسرقة هاتف محمول، ليتبين لاحقًا أن الهاتف المضبوط كان هاتفه الشخصي.
شهادات أسرته كشفت عن آثار صادمة على جثمانه، تضمنت كسورًا بالجمجمة، وتهتكًا بالأنف، وكدمات وجروحًا غطت جسده بالكامل.
وأكد مركز شهاب الحقوقي أن وفاة سيف تأتي ضمن سياسة ممنهجة للإفلات من العقاب، بعدما سبقتها أكثر من خمس وفيات خلال أيام قليلة داخل أماكن احتجاز مختلفة.
وفيات متكررة في الإسكندرية.. رمضان السيد ومحمد الصاوي
شهد قسم شرطة المنشية بالإسكندرية حالتي وفاة منفصلتين:
- رمضان السيد حسن: احتُجز بديلًا عن شقيقه المطلوب، وتعرض للضرب حتى الموت.
- محمد أحمد سعد: محكوم بالحبس 6 أشهر وكان ينتظر الإفراج عنه، لكنه تُوفي نتيجة الإهمال الطبي بعد ارتفاع حرارته وإعادته للحجز دون علاج.
الأهالي أكدوا أن قوات الأمن فرضت حصارًا على منازل الأسرتين لمنع التصعيد الإعلامي.
قضية وليد أحمد طه.. من مُبلِّغ إلى ضحية
في شبرا الخيمة، لقي وليد أحمد طه – موظف ببنك مصر وأب لطفلين – مصرعه بعد أن تحول من مُبلّغ عن جريمة إطلاق نار إلى متهم محتجز، بسبب صلة قرابة الجناة بأمين شرطة.
الأسرة نفت وجود أي أمراض لديه، مؤكدة وجود شبهة جنائية قوية وراء وفاته داخل القسم.
وائل يوسف "كيرلس".. التعذيب مقابل المال
شاب من المنيا لم يتجاوز الـ20 عامًا، كان يعاني إعاقة جسدية، احتُجز بقسم الأهرام بالجيزة، حيث تعرض لابتزاز مالي داخل السجن.
بعد أيام من الاحتجاز والتعذيب، خرج جثمانه إلى المستشفى دون تقرير طبي واضح.
المنظمات الحقوقية وصفت الواقعة بأنها جريمة مكتملة الأركان تنتهك العهد الدولي للحقوق المدنية واتفاقية مناهضة التعذيب.
وفيات المعتقلين كبار السن والأكاديميين
- علي حسن أبو طالب (77 عامًا) – إمام مسجد وأحد أبطال حرب أكتوبر – تُوفي في سجن وادي النطرون نتيجة الإهمال الطبي بعد 12 عامًا من الاعتقال.
- تامر حسني دسوقي (56 عامًا) – قضى بالمؤبد – تُوفي بسبب تدهور قلبه وإصابته بالسكري دون رعاية طبية.
- الطبيب عاطف محمود زغلول (52 عامًا) – طبيب أطفال – رحل بعد حرمانه من العلاج رغم إصابته بأمراض قلبية خطيرة.
- الأكاديمي د. ناجي البرنس – أستاذ جراحة الفم بجامعة الإسكندرية – فارق الحياة بسجن بدر بعد 3 سنوات من الحبس التعسفي والإهمال الطبي.
أيمن صبري.. "خالد سعيد" جديد؟
أعاد مقتل أيمن صبري (21 عامًا) داخل قسم بلقاس بالدقهلية شبح حادثة خالد سعيد عام 2010.
شهادات أسرته وشهود عيان أكدت وجود آثار تعذيب على جسده، بينما اكتفت الرواية الرسمية بذكر "هبوط حاد في الدورة الدموية".
الحادثة فجرت احتجاجات شعبية في محيط القسم قبل تفريقها بالقوة.
استغاثة من خلف القضبان
وصل إلى مركز الشهاب استغاثة من المعتقل هشام ممدوح، المحتجز بقسم الخليفة، يروي فيها معاناته من أمراض خطيرة، وتعرضه لإهانات وضرب متكرر، وحرمانه من العلاج والهواء، حتى وصل إلى التفكير في الانتحار.
الاستغاثة أثارت قلقًا واسعًا حول مصير آلاف المعتقلين الذين يعيشون أوضاعًا مشابهة.
المصادر:
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1170791235095322&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1170241398483639&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1164676342373478&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1164672599040519&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1164670329040746&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1162477775926668&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1160544562786656&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1157105136463932&set=a.617177607123357
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1153110923530020&set=a.617177613790023
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1147176280790151&set=a.617177607123357