شهدت باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الاثنين، 25 أغسطس 2025، اقتحامات واسعة نفذها عشرات المستوطنين اليهود، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد بات يتكرر يوميًا وسط مخاوف من مخطط لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.
اقتحامات متواصلة وسط حماية أمنية مشددة
أفادت مصادر محلية أن مجموعات المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة منذ ساعات الصباح الأولى، ونفذت جولات استفزازية في ساحاته، وأدت طقوسًا تلمودية بشكل علني، في انتهاك صارخ للوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال فرضت قيودًا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين، خاصة من فئة الشباب، في محاولة لتأمين الاقتحامات، فيما كثّفت نشر عناصرها في محيط الأقصى وبواباته، ما تسبب في حالة من التوتر والاحتقان داخل البلدة القديمة بالقدس.
توقيت الاقتحامات يثير القلق
تأتي هذه الاقتحامات في وقت حساس، حيث تستغل الجماعات المتطرفة فترة الأعياد اليهودية لتكثيف اقتحاماتها للأقصى، بدعم سياسي من حكومة الاحتلال التي تتبنى مواقف اليمين الديني المتطرف.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات يهدف إلى فرض سيادة إسرائيلية كاملة على المسجد الأقصى، تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو ما يرفضه الفلسطينيون بشكل قاطع ويعتبرونه تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء.
ردود الفعل الفلسطينية: المقاومة تحذر
في المقابل، أصدرت حركة حماس بيانًا شديد اللهجة، اعتبرت فيه أن ما يجري في الأقصى "تصعيد خطير يتحمل الاحتلال كامل المسؤولية عنه"، مؤكدة أن "الانتهاكات المتكررة لن تمر دون حساب".
وقال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة: "هذه الاقتحامات لن تغير من هوية المسجد الأقصى كوقف إسلامي خالص، والاحتلال سيدفع الثمن غاليًا على هذه الجرائم المستمرة".
أما حركة الجهاد الإسلامي، فأكدت أن الأقصى يمثل خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، مضيفة: "الرد على هذه الانتهاكات سيكون بالمقاومة في كل أشكالها، ولن نسمح للاحتلال بفرض واقع جديد على حساب مقدساتنا".
غضب شعبي ودعوات للنفير العام
شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع مشاهد الاقتحام، حيث أطلق النشطاء وسم #الأقصى_في_خطر للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية، والدعوة إلى تكثيف الرباط في المسجد لحمايته من مخططات التهويد.
كما صدرت دعوات من شخصيات دينية ووطنية في القدس لحشد أكبر عدد من المصلين والمرابطين في الأقصى، والتصدي لمخططات الاحتلال التي تسعى لتغيير الوضع القائم بالقوة.
إدانات دولية خجولة وموقف رسمي باهت
في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال فرض سياسته العدوانية، اكتفت بعض الأطراف الدولية بإصدار بيانات عامة تدعو إلى "ضبط النفس"، فيما تجاهلت معظم الحكومات العربية هذه الانتهاكات، الأمر الذي أثار استياء الأوساط الفلسطينية التي ترى في الصمت الرسمي تواطؤًا غير مباشر مع مخططات الاحتلال.
الخبير في شؤون القدس خليل التفكجي يرى أن الاحتلال يسعى لتكريس الاقتحامات كأمر واقع، قائلًا:
"الاقتحامات اليومية أصبحت سياسة رسمية وليست مجرد تجاوزات فردية، والهدف منها ترسيخ السيطرة الإسرائيلية على الأقصى استعدادًا للتقسيم المكاني والزماني".
تحذيرات من الانفجار
محللون حذروا من أن استمرار هذا التصعيد قد يفجر الأوضاع في القدس والضفة الغربية، وربما يفتح جبهة جديدة في غزة، حيث تؤكد المقاومة أن الأقصى خط أحمر وأن أي اعتداء عليه لن يمر دون رد.
وأشار الخبير السياسي محمود مرداوي إلى أن "المقاومة تعتبر حماية الأقصى واجبًا دينيًا ووطنيًا، وبالتالي فإن أي تجاوز إسرائيلي سيقابل بتصعيد في الميدان".
خاتمة: الأقصى عنوان الصراع
يبقى المسجد الأقصى رمزًا للصراع المفتوح بين الاحتلال الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، ومع استمرار الاقتحامات والتصعيد، تتجه الأنظار إلى ردود المقاومة وإمكانية تفجر مواجهة شاملة في أي لحظة، إذا استمر الاحتلال في استفزاز مشاعر المسلمين في العالم ومحاولة فرض واقع جديد بالقوة.