تعيش باكستان واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، إذ ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمرة إلى أكثر من 600 قتيل،بحسب ما أعلنته السلطات.
وقالت هيئة إدارة الكوارث الوطنية إن ولاية خيبر بختونخوا المحاذية لأفغانستان سجلت النصيب الأكبر من الخسائر البشرية، حيث لقي 307 أشخاص مصرعهم هناك وحدها، فيما تتواصل عمليات البحث والإنقاذ على نطاق واسع رغم صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
جهود إنقاذ محفوفة بالمخاطر
وأكد المتحدث باسم أجهزة الطوارئ في خيبر بختونخوا، بلال أحمد فايزي، أن أكثر من ألفي مسعف يواصلون العمل منذ ساعات الفجر في ظروف بالغة القسوة، مضيفاً: "الأمطار الغزيرة وانزلاقات التربة وانقطاع الطرق تحول دون وصول سيارات الإسعاف، ما يضطر المسعفين إلى التنقل مشياً لمسافات طويلة".
وفي حادث مأساوي إضافي، تحطمت طائرة هليكوبتر كانت في مهمة إغاثية في الولاية ذاتها بسبب سوء الأحوال الجوية، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص كانوا على متنها.
أمطار غير مسبوقة
شهدت باكستان خلال الأسابيع الأخيرة معدلات هطول أمطار تفوق بكثير متوسط الأعوام السابقة، ففي إقليم البنجاب، الذي يضم نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 255 مليون نسمة، ارتفعت نسبة الأمطار خلال يوليو الماضي إلى 73% أكثر من المعتاد، وسجل عدد الوفيات هناك مستوى يفوق ما خلفه موسم الأمطار السابق بأكمله.
وتسببت السيول في انهيار منازل وجرف طرق وجسور، ما زاد من عزلة القرى والمناطق الجبلية عن مراكز الإغاثة، وعمّق معاناة آلاف العائلات التي فقدت مأواها.
تحذيرات من تفاقم الوضع
وحذرت السلطات الباكستانية من أن موجة الأمطار الغزيرة ستشتد في الأسبوعين المقبلين، ووصفتها بأنها "غير عادية"، وسط مخاوف من أن تتضاعف أعداد الضحايا والخسائر مع استمرار السيول.
باكستان في مواجهة أزمة مناخية مزمنة
وتعد باكستان، خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان، من أكثر البلدان عرضة لتأثيرات تغير المناخ. ويرى مراقبون أن الكارثة الأخيرة تكشف حجم التحديات البيئية التي تواجه البلاد، حيث تتكرر موجات الحر الشديدة في الصيف، في حين تجلب الأمطار الموسمية فيضانات جارفة تحصد الأرواح وتدمر البنية التحتية.
الفيديو:
https://x.com/Abu_Salah9/status/1957576206775095456