احتشد آلاف النشطاء والمتضامنين، مساء أمس السبت، في قلب العاصمة التونسية، تنديدًا باستمرار الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، وللمطالبة بإنهاء الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل، ووقف سياسة التجويع التي تهدد حياة الملايين من المدنيين.
جاءت المظاهرة استجابة لدعوة أطلقتها كل من تجمع “أسطول الصمود المغاربي لكسر الحصار عن غزة”، وتنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين، وجمعية أنصار فلسطين، حيث توافد المشاركون إلى ساحة المسرح البلدي، وسط العاصمة، حاملين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تُدين العدوان الإسرائيلي، ومرددين هتافات تصدح بشعارات الحرية والكرامة ورفض الحصار.
“أسطول الصمود”.. من تونس إلى غزة
خلال الفعالية، أقام نشطاء “أسطول الصمود المغاربي” خيمة دعائية وإعلامية لشرح أهداف المبادرة، التي تعتزم تنظيم رحلة بحرية ضخمة في 4 سبتمبر المقبل، يشارك فيها آلاف النشطاء من مختلف دول المغرب العربي على متن عشرات السفن، في خطوة رمزية وعملية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ أكثر من 18 عامًا.
الناشط غسان الهنشيري، أحد أعضاء الأسطول، أوضح أن هذه الخيمة هي الأولى ضمن سلسلة فعاليات تعريفية ستجوب المدن التونسية، مضيفًا:
“نريد من كل التونسيين، حتى من لن يتمكنوا من المشاركة في الرحلة البحرية، أن يكونوا معنا بالدعم المعنوي والمادي والإعلامي، فالضغط الشعبي له أثر كبير في إسناد أهل غزة”.
الشارع يبعث رسالته
من جانبه، شدد الناشط المدني النوري الجبالي على أن التحركات الشعبية في تونس ودول عربية أخرى تؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت في قلب الضمير العربي والإسلامي والإنساني، رغم مرور 22 شهرًا من الحرب المدمرة، ورغم ما وصفه بـ“الإبادة بالنار والجوع”.
وأضاف الجبالي: “هدفنا اليوم هو دفع الحكومات نحو مواقف أكثر حدة وصلابة، لرفع الحصار ووقف العدوان، فصوت الشارع قد يشكل ورقة ضغط مؤثرة إذا اتسع وتواصل”.
حرب دامية وأرقام مفزعة
منذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، بدعم عسكري وسياسي من الولايات المتحدة، عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، شملت القتل العشوائي، والتجويع الممنهج، والتدمير شبه الكامل للبنية التحتية، إلى جانب تهجير قسري طال مئات الآلاف.
وبحسب آخر الإحصائيات، خلفت الحرب حتى الآن 61,369 شهيدًا و152,862 جريحًا، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من النازحين، فيما تسببت المجاعة التي فرضها الحصار في وفاة أعداد متزايدة من المدنيين، وسط تحذيرات أممية من انهيار إنساني كامل.