وجّه رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وزير خارجيته بدر عبد العاطي بإجراء محادثات دبلوماسية مكثفة مع مسؤولين دوليين وإقليميين، بهدف احتواء التوترات المتصاعدة في المنطقة، بحسب ما أعلنه موقع ميدل إيست مونيتور في 16 يوليو 2025.
أوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية أنّ عبد العاطي أجرى سلسلة اتصالات شملت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي.
ركّزت المحادثات على أهمية الدفع بالحلول السلمية واستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، مع التأكيد أن الحل العسكري غير ممكن لا لهذه الأزمة ولا لسائر أزمات المنطقة. وناقشت الأطراف السبل المتاحة لخفض التصعيد، وتثبيت وقف إطلاق نار دائم بين إيران وإسرائيل، والحيلولة دون تجدّد الأعمال العدائية، مع التشجيع على التوجّه نحو مسار سياسي وسلمي شامل.
خلال الاتصال مع المبعوث الأمريكي، بحث الوزير المصري سبل تثبيت وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، وضمان الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في ظل الظروف الإنسانية المتدهورة في القطاع.
وشدّد عبد العاطي على الرفض المصري القاطع لجميع المقترحات المتداولة بشأن إنشاء "مدينة خيام" جنوب غزة، أو أي محاولات لإحداث تغييرات ديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حسب ما ورد في البيان الرسمي للوزارة.
تأتي هذه التصريحات عقب رفض القاهرة القاطع لما يسمى بـ"خطة رفح"، التي تهدف إلى إقامة مخيمات ضخمة للنازحين قرب الحدود المصرية، وهو ما تعتبره مصر خرقًا للترتيبات الأمنية المنصوص عليها في معاهدة السلام مع إسرائيل، وتهديدًا لأمنها القومي.
تُجري مصر تحركات متسارعة على الساحة الدبلوماسية لمنع تحويل جنوب قطاع غزة إلى منطقة عازلة أو مأوى دائم للفلسطينيين النازحين، وتحرص على تثبيت مبدأ عدم نقل السكان من أراضيهم، باعتباره تجاوزًا للقانون الدولي وتكريسًا لسياسات التهجير القسري.
وفي سياق الجهود الدولية، أبدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، دعمه لمساعي الحوار بشأن الملف النووي الإيراني، مع التأكيد على أهمية الرقابة الدولية والعودة إلى الالتزام بالاتفاقيات المعمول بها.
من جانبه، أكّد وزير الخارجية الإيراني رغبة بلاده في احتواء التصعيد وتجنّب الانزلاق نحو مواجهة شاملة مع إسرائيل، مع التمسك بحقوق إيران النووية السلمية.
يتزامن هذا التحرك المصري مع تصاعد القلق في الأوساط الدولية من احتمال اندلاع موجة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، وسط انسداد المسارات السياسية وتنامي المخاوف الإنسانية، خصوصًا في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق وتدهور في البنية التحتية وندرة الإمدادات الأساسية.
تسعى القاهرة من خلال هذه الجهود إلى الحفاظ على استقرار الإقليم، وحماية حدودها، ومنع فرض أي أمر واقع جديد يخالف القانون الدولي أو يضعف الموقف الفلسطيني، مؤكدة أنها لن تقبل بأي ترتيبات تُفرض خارج إطار التنسيق الإقليمي والدولي.
https://www.middleeastmonitor.com/20250717-egypt-moves-to-block-tent-city-project-in-gaza-following-presidential-directive/