"اللي بتمشي وراه وتضحك في وشه، وأول ما يدور ضهره يطعنك.. ده اسمه اللي ‘يغدر في ثانية’.. ملوش أمان"، هذا ما ينطبق على رئيس تحرير روز اليوسف وعلى كل من مشي وراء الانقلاب ووثق فيه، فإذا به الآن يجني مرارة خطئه ويحصد أوهام تصوره.

وأمس الأربعاء، أعلنت الهيئة الوطنية للصحافة في مصر، حركة تغييرات جديدة في رئاسة تحرير عدد من الإصدارات الصحفية القومية. وقررت الهيئة تعيين الصحفي أحمد نصر إمبابي رئيساً لتحرير الموقع الإلكتروني لصحيفة «روز اليوسف»، خلفاً لعضو مجلس نقابة الصحفيين أيمن عبد المجيد، مع استكمال الفترة المتبقية من دورة رئاسة التحرير، بالإضافة إلى استمراره في منصبه كرئيس تحرير لمجلة «روز اليوسف».

وشغل أيمن عبد المجيد رئاسة تحرير البوابة الإلكترونية لمؤسسة روز اليوسف الصحافية، في 13 سبتمبر 2017، وكان من المفترض أن يستمر في منصبه حتى 7 إبريل 2027، بعد التمديد له في المنصب أكثر من مرة. وفاز مؤخراً بعضوية مجلس نقابة الصحافيين للمرة الثالثة على التوالي، بعدد كبير من الأصوات بلغ 2473 صوتاً.

وعزا مصدر مطلع في الهيئة الوطنية للصحافة قرار إطاحة عبد المجيد، قبل عامين من انتهاء ولايته، إلى "خطأ مهني جسيم" وقع قبل أشهر في أحد التقارير المنشورة على الموقع الذي يتولى رئاسة تحريره، وكان بعنوان: "مسجد رابعة العدوية في القاهرة... معلم ديني وحدث تاريخي".

ولفت المصدر إلى أن التقرير حول مسجد رابعة الذي نُشر في بوابة روز اليوسف في 24 مارس الماضي، خلال شهر رمضان الماضي، تضمن "خطأً جسيماً" لم ينتبه إليه أحد في حينه، إلا أن الهيئة اكتشفته قبل نحو عشرة أيام، حين تداوله بعض الصحافيين على مجموعات خاصة بهم عبر تطبيق واتساب، وفقًا لـ"العربي الجديد".

وكان مضمون المقطع الذي أثار الجدل هو: "مسجد رابعة اشتهر بشكل أكبر عندما كان محط أنظار العالم، بسبب اعتصام أنصار الرئيس محمد مرسي قبيل الانقلاب العسكري. وفي 14 أغسطس 2013، فض الأمن الاعتصام بالقوة، ليشهد المسجد اقتحاماً وحرقاً، مما جعله مغلقاً حتى اليوم".

وأوضح المصدر أن عبد المجيد سارع إلى حذف الفقرة محل الجدل من التقرير المنشور على الموقع، لافتاً إلى أن "الخطأ يعود إلى النقل من المواقع الأخرى من دون تدقيق، أو مراجعة من المسؤولين عن النشر، وهو ما استلزم توقيع العقاب على رئيس التحرير، بوصفه المسؤول الأول عن المادة التحريرية المنشورة على الموقع، خصوصاً أن الفقرة المحذوفة مثلت جزءاً من التقرير لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر".

وكانت صحيفة الأهرام المحلية قد وقعت في خطأ مماثل قبل عدة سنوات، حين نشرت عبارة "نيابة الانقلاب" في الفقرة الأخيرة من تقرير بعنوان: "من الخازندار إلى خفاجي... الإخوان يواصلون استهداف العدالة". أيضاً نشرت صحيفة الأهرام المسائي قبل توقف إصدارها الورقي، صورة كبيرة كتب عليها "السيسي قاتل"، في ملف نشرته عن ذكرى أحداث 30 يونيو 2013.

وتشير تقديرات حقوقية مستقلة إلى مقتل أكثر 1500 شخص خلال عملية فض الاعتصام، بينما يرتفع العدد إلى 2600 قتيل، وفقاً لما أعلنته جماعة الإخوان المسلمين آنذاك.