رغم إعلان وقف إطلاق النار الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع، لا تزال ملامح تصعيد جديد بين إيران وإسرائيل تلوح في الأفق، بعد أعنف مواجهة بين الجانبين في السنوات الأخيرة.
قبل أسبوعين، شنت إسرائيل هجمات على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، أسفرت عن مقتل علماء بارزين وقادة عسكريين. وردت طهران بضربات صاروخية بعيدة المدى استهدفت مدنًا إسرائيلية. وبعد تدخل أمريكي عبر غارات على منشآت نووية إيرانية، اتفق الجانبان على هدنة، إلا أن هذا الاتفاق يبدو هشًا ويواجه تحديات جدية.
لماذا يهم هذا الصراع؟
يؤثر النزاع بين إيران وإسرائيل مباشرة على أمن الشرق الأوسط، ويهدد بتحوله إلى حرب إقليمية واسعة قد تشمل قوى عالمية. تصعيد جديد قد يعطل إمدادات الطاقة المارة عبر الخليج، ويزعزع استقرار دول مجاورة مثل لبنان وسوريا، ويجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على التورط العسكري الأعمق.
وفيما يلي أربعة مؤشرات على قرب اندلاع جولة جديدة من الحرب:
1. البرنامج النووي الإيراني لا يزال قائمًا
استهدفت الغارات الإسرائيلية والأمريكية مواقع تخصيب اليورانيوم، إلا أن تقييم وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية يشير إلى أن الضربات أخّرت التقدم النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط. المنشآت العميقة والأجهزة المتقدمة ما زالت تعمل. وفي المقابل، أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب، وقللت من تعاونها مع المفتشين. استمرار هذا التصعيد النووي سيدفع إسرائيل إلى التفكير في ضربات جديدة.
2. وقف إطلاق النار يتعرض للانهيار
الطرفان يتبادلان الاتهامات بخرق الهدنة. إسرائيل شنّت غارات جديدة على مواقع صاروخية إيرانية، ما أثار غضب ترامب الذي دعا إلى ضبط النفس. إيران من جهتها أطلقت صواريخ على مبنى سكني في بئر السبع، وقتلت أربعة مدنيين. طهران ادّعت أن الضربة نُفّذت قبل بدء سريان الهدنة. كما رصدت الدفاعات الإيرانية طائرات مسيرة وأسقطتها شمال البلاد.
3. تصاعد العمليات السرّية
أعلنت إيران اعتقال أكثر من 700 شخص بزعم تعاونهم مع الاستخبارات الإسرائيلية، وكشفت عن شبكة تجسس واسعة مرتبطة بجهاز الموساد. تأتي هذه الاعتقالات بعد موجة من الاغتيالات والهجمات السرية التي اتُّهمت بها إسرائيل، من بينها تفجيرات واغتيالات لقادة عسكريين وعلماء نوويين. طهران نفذت إعدامات بحق من وصفتهم بالجواسيس، وتوعدت بانتقام قاسٍ، مما يزيد التوتر بشكل كبير.
4. التصعيد في الخطاب السياسي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحملة العسكرية الأخيرة بـ"النصر التاريخي"، وأكد: "إذا حاولت إيران استئناف برنامجها النووي، سنرد بنفس القوة والعزيمة". في المقابل، اعتبر الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان أن ما حدث هو "نصر كبير" وأكد أن إيران "ستواصل التصدي للعدوان الصهيوني". هذا التصلب في المواقف والخطابات يضعف فرص التهدئة ويزيد من احتمالات المواجهة.
ماذا بعد؟
ربما لا توفر الهدنة الحالية سوى استراحة قصيرة. البرنامج النووي الإيراني لا يزال فاعلًا، والعمليات السرّية مستمرة، والقيادات المتشددة في كلا الجانبين تعزز التوجه نحو التصعيد. إذا لم تنجح واشنطن في التوصل إلى اتفاقات صارمة بشأن النشاط النووي وضبط الأفعال العدائية، فإن هذا السلام الهشّ مهدد بالانهيار في أي لحظة.
https://www.newsweek.com/iran-israel-return-war-ceasefire-conflict-nuclear-trump-2090422