تلقى الاحتلال الإسرائيلي ضربات صاروخية إيرانية كثيفة ومتتالية، أدخلت قادة تل أبيب في حالة ذعر، واضطر معها رئيس الوزراء ووزير الدفاع للاختباء في ملاجئ محصنة، بينما هرع السفير الأميركي لدى إسرائيل إلى الملاجئ 5 مرات خلال ليلة واحدة وصفها بأنها "الأقسى على الإطلاق".
ضربات موجعة تكشف هشاشة الدفاعات
بدأت الليلة الصاخبة بإطلاق إيران دفعات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، استهدفت مواقع متفرقة داخل إسرائيل، من تل أبيب وريشون ليتسيون إلى رمات غان ومناطق أخرى في الوسط. الضربات، التي جاءت كرد على هجمات إسرائيلية سابقة استهدفت مواقع حساسة داخل إيران، كانت شديدة ومركزة إلى درجة أنها أربكت الدفاعات الإسرائيلية رغم الاعتماد المكثف على منظومات "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود".
نتنياهو وكاتس في الملاجئ.. وتوجيهات بالبقاء تحت الأرض
الهجمات الإيرانية أربكت القيادة الإسرائيلية العليا، إلى درجة أجبرت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس على التوجه إلى "مخبأ محصن تحت الأرض"، لمتابعة التطورات بعيداً عن الأنظار.
وكشفت قناة "سي إن إن" نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن التعليمات التي صدرت للمسؤولين والمواطنين على السواء تمثلت في الاحتماء داخل الملاجئ وعدم مغادرتها.
الجيش الإسرائيلي، من جانبه، أعلن حالة التأهب القصوى، وطلب من سكان مناطق الوسط والجنوب البقاء في الملاجئ حتى إشعار آخر، ما عكس إدراكًا بأن خطر تكرار الضربات ما زال قائمًا.
السفير الأميركي يكشف: "خمس مرات إلى الملجأ في ليلة واحدة"
الحدث الأكثر دلالة على حجم الهجوم ووقعه السياسي تمثّل في ما قاله السفير الأميركي في إسرائيل، مايك هاكابي، الذي أكد في تصريحات لوسائل إعلام أميركية أن "الليلة كانت قاسية إلى أبعد الحدود"، مشيرًا إلى أنه اضطر للجوء إلى الملاجئ خمس مرات خلال أقل من 12 ساعة.
هاكابي، المعروف بقربه من دوائر صنع القرار في واشنطن، قال إن "أصوات الانفجارات كانت مرعبة" وأثارت الذعر في أوساط الدبلوماسيين والسكان على حد سواء، معتبرًا أن ما جرى "رسالة مباشرة لا لبس فيها" عن عجز إسرائيل عن توفير الحماية حتى لحلفائها.
تصريحاته، التي سرعان ما تصدّرت التغطيات الإعلامية الأميركية والإسرائيلية، أثارت تساؤلات في واشنطن بشأن جدوى الدعم غير المشروط لتل أبيب في ظل ضعفها الأمني الحالي.
إسرائيل تفقد الردع.. وقلق من توسيع الهجمات
تصاعد الهجمات الإيرانية بهذا الشكل الكثيف والمباشر، شكّل صدمة استراتيجية لإسرائيل، التي لطالما افتخرت بتفوقها العسكري وقدرتها على خوض "حروب خاطفة" دون أن تتعرض لردود انتقامية بهذا الحجم.
مراقبون في تل أبيب اعتبروا أن ما حدث "يؤسس لمرحلة جديدة"، ويجبر إسرائيل على مراجعة شاملة لعقيدتها الأمنية، في ظل تنامي قدرات إيران العسكرية واستعدادها لخوض مواجهة مفتوحة خارج حدود proxy wars (الحروب بالوكالة).
في الأثناء، حذر مسؤولون أمنيون إسرائيليون من أن الهجمات قد لا تكون نهاية التصعيد، في ظل تصريحات من قادة الحرس الثوري الإيراني تشير إلى احتمال استهداف قواعد أميركية في المنطقة، وهو ما يهدد بتوسيع نطاق الحرب إلى مشهد إقليمي مفتوح.