شهدت إيران فجر اليوم الجمعة 13 يونيو 2025، واحدة من أضخم الضربات العسكرية في تاريخها الحديث، حين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية واسعة النطاق ضد منشآت نووية وعسكرية داخل العمق الإيراني، وأغارت على مقار قيادات الحرس الثوري والجيش، واغتالت شخصيات بارزة بينهم قادة كبار وعلماء نوويون، ضمن ما أسمته تل أبيب عملية "الأسد الصاعد".

ورغم إعلان طهران امتلاكها شبكة معقدة من منظومات الدفاع الجوي، بعضها روسي متطور مثل "إس-300"، وأخرى محلية مثل "باور 373" و"خرداد 15"، فإن المفاجأة الكبرى كانت في فشل تلك المنظومات في صد الهجوم أو حتى إنذار مبكر بقدومه. وهو ما أثار تساؤلات واسعة حول قدرة إيران الفعلية على حماية منشآتها الاستراتيجية، وإمكانية اختراق دفاعاتها عبر هجمات سيبرانية أو اختراق ميداني قبلي.

 

عملية مركبة بثلاث مراحل
كشفت هيئة البث العبرية الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن الهجوم الإسرائيلي لم يكن تقليديًا، بل جاء بعد عملية تحضيرية معقدة قادها جهاز الموساد، نفذ خلالها ثلاث عمليات متزامنة داخل إيران:

1. نشر أنظمة تشغيلية لصواريخ دقيقة التوجيه عبر فرق كوماندوز في وسط إيران، بالقرب من أنظمة الدفاع الجوي، تم تفعيلها بالتزامن مع بدء الهجمات الجوية.

2. زرع تقنيات هجومية متطورة على مركبات إيرانية عبر عمليات سرية، تم تفجيرها خلال الضربات، ما أدى إلى شل قدرات الدفاع الجوي في اللحظات الأولى من الهجوم.

3. إنشاء قاعدة طائرات مسيّرة انتحارية داخل إيران تم تسللها قبل أسابيع، وجرى استخدامها فجر الجمعة لضرب منصات صواريخ أرض-أرض قرب العاصمة طهران، تحديدًا في قاعدة أشفق آباد.

هذه العمليات المسبقة – وفق المصادر الإسرائيلية – مكّنت الطائرات المقاتلة من تنفيذ الضربات بدقة متناهية، دون أن تتعرض لأي تهديد يُذكر، إذ عاد جميع الطيارين الإسرائيليين إلى قواعدهم "بسلام"، بحسب البيان العسكري الإسرائيلي.

 

إخفاق الدفاعات الإيرانية
رغم امتلاك إيران منظومات دفاع جوي متعددة المدى، من بينها:

بعيدة المدى:
إس-300 الروسي: بمدى رصد 350 كلم.
  باور-373 الإيراني: رادار بـ 450 كلم، وقدرة اشتباك مع 6 أهداف.

متوسطة المدى:
خرداد 15*: كشف الطائرات الشبحية حتى 85 كلم.
خرداد 3، آرمان، رعد، مرصاد 16.

قصيرة المدى:
  كمين 2، آذرخش، مجيد، المخصصة لاعتراض المسيّرات والمروحيات.

إلا أن هذه المنظومات فشلت في التعامل مع الهجوم المركب، مما يشير إلى احتمال تعرضها لهجمات سيبرانية أو "تعطيل داخلي" سبق الضربات، وفق ما ألمحت إليه عدة تقارير إسرائيلية. وقد تكون الضربات قد استهدفت مراكز القيادة والتحكم أولًا، ما أربك الاستجابة الإيرانية.

 

خسائر بشرية ومادية جسيمة
أكدت إيران، على لسان مرشدها الأعلى علي خامنئي، سقوط عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، متوعدًا إسرائيل بـ"عقاب شديد".

وقالت وزارة الدفاع إن الهجوم أدى إلى مقتل عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، معتبرة أن "الكيان الصهيوني ارتكب جريمة جبانة".

كما وصف بيان رسمي الهجوم بأنه "عدوان سافر يتعارض مع القانون الدولي"، وتوعدت طهران بـ"رد قاسٍ ورادع"، دون تحديد شكل أو توقيت الرد.

 

رسائل إسرائيلية في العمق الإيراني
عملية "الأسد الصاعد"، التي شاركت فيها 200 طائرة مقاتلة، واستخدم فيها أكثر من 330 سلاحًا مختلفًا بحسب الجيش الإسرائيلي، استهدفت أكثر من 350 هدفًا داخل إيران، واعتُبرت رسالة استراتيجية مفادها أن "العمق الإيراني لم يعد بمنأى عن التهديد المباشر"، وأن شبكات الاستخبارات الإسرائيلية باتت قادرة على اختراق الدفاعات المعقدة لطهران.