في خطوة غير مسبوقة، شن الجيش الأوكراني هجومًا منسقًا بالطائرات المسيّرة استهدف أربع قواعد جوية روسية، بما في ذلك مواقع في سيبيريا، وأفاد جهاز الأمن الأوكراني بأن الهجوم أسفر عن اندلاع حرائق في عدة طائرات عسكرية روسية، مما يبرز تطورًا نوعيًا في قدرات أوكرانيا الهجومية، ووصغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العملية بأنها "أبعد وأوسع عملية داخل العمق الروسي" .
هجوم أوكراني واسع النطاق على القواعد الجوية الروسية
في 1 يونيو 2025، نفذت أوكرانيا عملية عسكرية واسعة النطاق استهدفت أربع قواعد جوية روسية في عمق الأراضي الروسية، باستخدام 117 طائرة مسيرة، وفق ما أعلن رئيس جهاز الأمن الأوكراني فاسيل ماليوك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
العملية استهدفت بشكل خاص القاذفات الاستراتيجية التي تحمل صواريخ كروز، وأدت إلى تدمير 34% من حاملات هذه الصواريخ في المطارات الروسية الرئيسية. كبدت هذه الضربات روسيا خسائر مالية تقدر بـ7 مليارات دولار، حسب تقديرات جهاز الأمن الأوكراني، مما يشير إلى ضربة موجعة لقدرات روسيا الجوية الاستراتيجية.
حوادث قطارات قرب الحدود الروسية الأوكرانية
في ليلة السبت 31 مايو إلى الأحد 1 يونيو، شهدت مناطق قريبة من الحدود الروسية مع أوكرانيا حوادث قطارات مروعة، حيث انهار جسران وسقط قطاران عن مسارهما.
أسفرت هذه الحوادث عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 71 آخرين، وأعلنت السلطات الروسية أنها تحقق في الحادثين باعتبارهما "أعمالاً إرهابية".
وقع أحد الحوادث في منطقة بريانسك، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، حيث تسبب انهيار جسر في خروج قطار ركاب عن مساره، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يتابع الموقف طوال الليل.
رد روسيا بهجوم جوي واسع على أوكرانيا
ردت روسيا على الهجوم الأوكراني بشن أكبر هجوم بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ بداية الحرب في 2022، حيث أطلقت 472 طائرة مسيرة و7 صواريخ (3 باليستية و4 كروز) على مواقع مختلفة داخل أوكرانيا، مستهدفة 18 موقعاً عسكرياً.
أسفر هذا الهجوم عن انفجارات في مدينتي خاركيف وزابوريزهيا، وتفعيل الدفاعات الجوية في كييف، كما أدى إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 60 في معسكر تدريب عسكري في شرق أوكرانيا.
على خلفية هذا الهجوم، أعلن القائد الأعلى للقوات البرية الأوكرانية ميخايلو دراباتي استقالته، معتبراً غياب المساءلة عن الهجمات المتكررة سم قاتل للجيش.
اعتقالات روسية ومحاولات تفجير في موسكو
في سياق التوترات الأمنية، أعلنت روسيا عن إحباط محاولة تفجير في العاصمة موسكو، حيث تم العثور على عبوة ناسفة محلية الصنع مخبأة في حديقة غابات غرب موسكو، واعتقال مشتبه به مرتبط بالأجهزة الأمنية الأوكرانية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية اعتقال بعض المشاركين في هجمات الطائرات المسيرة على المطارات الروسية، رغم تأكيد جهاز الأمن الأوكراني أن جميع المشاركين غادروا الأراضي الروسية قبل تنفيذ الهجمات بفترة طويلة، هذه التطورات تعكس تصاعد العمليات الأمنية والاستخباراتية بين البلدين.
تحليل عام للحرب
الهجوم الأوكراني الأخير يبرز قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات عميقة داخل الأراضي الروسية، مستفيدة من الطائرات المسيّرة والتخطيط طويل الأمد (استغرق نحو عام ونصف).
هذه العمليات تظهر ضعفاً في الدفاعات الجوية الروسية في بعض المناطق، خصوصاً في القواعد الجوية الاستراتيجية، مما يهدد القدرات الروسية على شن هجمات صاروخية بعيدة المدى.
بالمقابل، رد روسيا الهجومي الكبير بالطائرات المسيّرة والصواريخ يظهر قوة الردع الروسية وقدرتها على شن هجمات واسعة النطاق، رغم الخسائر التي تتكبدها.
على الجبهة الشرقية، وجهت القوات الروسية ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك الحدودية. وزارة الدفاع الروسية أفادت بأنها دمرت مراكز قيادة أوكرانية ومعدات عسكرية في سبع مواقع مختلفة، مما يعكس استمرار التصعيد على الجبهة الشرقية.
استقالة قائد القوات البرية الأوكرانية تعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها أوكرانيا في حماية مواقعها من الهجمات الروسية
الرئيس الأوكراني زيلينسكي وصف العملية الأوكرانية بأنها "نتيجة عبقرية للغاية" و "ستُخلّد في كتب التاريخ"، مؤكداً أن أوكرانيا تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي.
من جهته، أشار الكرملين إلى متابعة بوتين المستمرة للأحداث، فيما تحدث مسؤولون روس عن اعتقالات وإجراءات أمنية مشددة، واستقالة القائد الأوكراني دراباتي تعكس أزمة داخلية في الجيش الأوكراني بسبب تكرار الخسائر.
على الصعيد الدبلوماسي، أكد نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين أن المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني ستعقد في إسطنبول يوم الاثنين 2 يونيو، رغم الهجمات الأوكرانية الأخيرة. هذا يشير إلى استمرار الجهود الدبلوماسية رغم التصعيد العسكري.
منذ بداية الحرب في فبراير 2022، تكبدت روسيا خسائر كبيرة، حيث فقدت أكثر من 70% من مخزونها من الصواريخ الصالحة للأهداف البرية، و60% من دباباتها القتالية، و20% من مدفعيتها.
في المقابل، خسرت أوكرانيا أكثر من 400 دبابة وأكثر من 1500 مركبة قتالية، وفقًا لتقرير نشره موقع "أوريكس" المتخصص في شؤون الدفاع.
الخلاصة..
في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل الحرب غير واضح، مع استمرار تبادل الهجمات والردود، وتصاعد العمليات الأمنية والاستخباراتية في كلا الجانبين، ما يشير إلى أن الصراع قد يستمر لفترة أطول دون حل قريب.