منع شقيق الإعلامي عماد البحيري من السفر للحج.. صدٌّ عن سبيل الله؟ أم فجورٌ بالخصومة مع معارضي السيسي؟
الأحد 1 يونيو 2025 09:00 م
فتح الإعلامي عماد البحيري الجدل حول ملف عائلات المعتقلين السياسيين في مصر، خصوصًا من قيادات المعارضة المدنية وشبابها، مؤكدًا أن شقيقه مُنع من السفر للحج هذا العام، ضمن حملة ممنهجة لقمع أقارب نشطاء أو حقوقيون في الخارج تتعرض لاستهداف متصاعد من قبل سلطات الانقلاب، التي تبرهن عن نمط واضح من التخويف والمضايقات.
وتعد حالة شقيق الإعلامي واحدة من بين العشرات التي كشفت في السنوات الأخيرة، في محاولة من السلطات لترهيب المنتقدين بمداهمات غير قانونية للمنازل، والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري، والاحتجاز المطول بحق أفراد الأسر دون محاكمة أو توجيه تهم، بالإضافة لمنع أقاربهم من السفر.
ولا تعرف أجهزة السيسي الأمنية سوى طريقة واحدة للرد: المضايقة، والترهيب، والاعتقال والمنع من السفر ومصادرة الأموال والحجر عليها. إذا تعذر الوصول إلى النشطاء، فتعتقل أقربائهم، حيث أن هذا الأمر يتسبب بألم كبير للنشطاء في الخارج، الذين يرون أقرباءهم يُعاملون كرهائن من قبل قوات الأمن المستعدة للقيام بأي شيء.
وعلى مدار السنوات الماضية استهدفت سلطات الانقلاب العديد من عائلات المنتقدين لها والذين يعيشون في الولايات المتحدة، وتركيا، وألمانيا، والمملكة المتحدة، وغيرهم.
فعائلات المعارضين المصريين الذين يعيشون في الخارج تجد نفسها عالقة أكثر فأكثر في شبكة قمع حكومة السيسي. الذي يطلق قواته الأمنية على عائلتهم باعتقالهم وجعلهم رهائن أو بمنع سفرهم ومضايقتهم.
أقارب محمد سلطان
محمد سلطان، وهو مدافع عن حقوق الإنسان مقيم في الولايات المتحدة. وكان سلطان، الذي يدير المنظمة الحقوقية المستقلة "مبادرة الحرية"، قد قال إن عناصر الأمن اعتقلوا اثنين من أبناء عمومته، هما مصطفى سلطان وخيري سلطان، من منزليهما في محافظة المنوفية.
وكشف أن عناصر الأمن قد طلب من أحد أبناء عمومته بتسليم نفسه بمجرد إزالة الجبيرة عن رجله المكسورة.
وأوضح أن الأمن كان يسعى لاعتقال 3 آخرين لكنهم لم يتواجدوا بمنزلهم، أثناء المداهمات، وقيل لعائلاتهم إن أبناء عمومتهم مطلوبون من قبل "قطاع الأمن الوطني".
وأضاف أنه استُجوب المعتقلون بشكل رئيسي بشأنه ثم أفرجت عنهما السلطات بعد سرقة محتويات منازلهم وترويعهم في وقت لاحق.
علي حسين مهدي
وتعرض علي حسين مهدي، وهو طالب دراسات عليا بـ "جامعة إلينوي في شيكاغو" ومدون فيديو لديه أكثر من 400 ألف متابع في "فيسبوك"، للسخرية من قبل تلفزيون موال للحكومة وقال مهدي لـ هيومن رايتس ووتش إنه قد داهم عناصر الأمن الوطني منازل عدد من أفراد أسرته في الإسكندرية واعتقلوا والده، وزوج عمته، وابن عمه بسبب فيديوهاته.
قال مهدي في فيديو على فيسبوك: "اقتحموا المنزل فجرا. أخذوا والدي من زوجته وإخوتي الصغار، وأفزعوهم. خربوا المنزل بأكمله وسرقوا كل ما وجدوه". قال لـ هيومن رايتس ووتش إن عائلته لم تتمكن من معرفة مكان أفراد الأسرة الثلاثة المعتقلين".
الإعلامي شريف منصور
في 22 أغسطس 2020، اعتقلت قوات الأمن تسعة أفراد من عائلة شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "لجنة حماية الصحفيين" المقيم في واشنطن.
أطلِق سراح ثمانية منهم بعد فترة وجيزة من استجوابهم بشأنه هو ووالده، الدكتور أحمد صبحي منصور، أستاذ التاريخ المتقاعد المقيم في الولايات المتحدة. الوالد شخصية بارزة في المذهب القرآني، الأقلية المسلمة المضطهدة في مصر والتي يؤمن أتباعها بالقرآن ولكن ليس الأحاديث النبوية.
أخفت السلطات قسرا رضا عبد الرحمن (45 عاما)، ابن عم شريف منصور، لأكثر من 44 يوما قبل عرضه على نيابة أمن الدولة في 6 أكتوبر 2020، حيث اتهمته النيابة بالانضمام إلى منظمة إرهابية.
وجددت منذئذ حبسه الاحتياطي، وقال منصور لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم يُسمح للمحامين إلا بقراءة مزاعم النيابة لكن لم يتمكنوا من الحصول على نسخة منها. زعمت النيابة أن منصور ووالده عضوان في المنظمة الإرهابية نفسها التي لم تتم تسميتها.
تقادم الخطيب
وفجر 10 فبراير 2021، داهم ثمانية من عناصر الأمن الوطني في الأقصر جنوبي مصر، منزل عائلة تقادم الخطيب، الأكاديمي والناشط السياسي في برلين. قال الخطيب لـ هيومن رايتس ووتش إن العناصر فتشوا المنزل بقوة واستجوبوا والديه المسنين بشأن أنشطته، ثم صادروا هاتف والده وعدة وثائق من المنزل.
الناشطة منى الشاذلي
قالت منى الشاذلي، وهي ناشطة سياسية تقيم في مدينة برمنغهام البريطانية، في رسالة إلكترونية لـ هيومن رايتس ووتش إن عناصر الأمن الوطني المصري اعتقلوا في 22 أغسطس 2020 شقيقيها. كانت قد نشرت سابقا مقاطع فيديو على فيسبوك تنتقد الحكومة. قبض عناصر الأمن الوطني على الشقيقين عيد (31 عاما) وحسن (34 عاما) من منزل العائلة بالإسكندرية، وأخفوهما قسرا لثلاثة أيام قبل أن يظهرا في 25 أغسطس أمام نيابة أمن الدولة.
قالت الشاذلي إن السلطات احتجزت عيد وحسن في مكان غير معلوم لمدة شهر آخر ثم نقلتهما إلى سجن طرة. وهما محتجزان بدون محاكمة منذ ذلك الحين.
الفنان هشام عبدالله
في منتصف ديسمبر 2020، اعتقلت القوات الأمنية خمسة من أبناء شقيق المذيع التلفزيوني المعارض هشام عبد الله، المقيم في تركيا، من محافظتَي مرسى مطروح وكفر الشيخ. فُقد أثرهما لمدة يومين. في 23 ديسمبر، أمرت نيابة أمن الدولة باحتجاز الخمسة جميعا على ذمة التحقيق بتهم الانضمام إلى منظمة إرهابية وتمويلها.
علا القرضاوي
من بين الأقارب المحتجزين منذ سنوات في أعمال انتقامية ضد أقاربهم في الخارج علا القرضاوي وزوجها حسام خلف الذي أفرج عنه لاحقا.
القرضاوي، التي تحمل إقامة أمريكية، هي ابنة الراحل العلامة يوسف القرضاوي، الداعية البارز الذي كان يقيم في قطر، وتسجن السلطات الزوجين دون محاكمة منذ يونيو 2017 دون سبب واضح سوى قرابتهما ليوسف القرضاوي، قبل أن تخلي سبيل زوجها منذ شهور.
هيثم أبو خليل
في أكتوبر 2019، اعتقلت السلطات الطبيب النفسي عمرو أبو خليل، شقيق هيثم أبو خليل، المذيع في قناة "الشرق" المعارضة ومقرها تركيا، بعد تصعيد انتقاداته العلنية لعبد الفتاح السيسي وعائلته. في سبتمبر 2020، توفي عمرو أبو خليل في السجن بعد 11 شهرا من الاعتقال دون محاكمة.
الوزير السابق محمد محسوب
كانت حسيبة محسوب، سيدة أعمال مصرية عمرها 50 عاما، و شقيقة محمد محسوب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي وقيادي في "حزب الوسط" المعتدل في مكان عام في الإسكندرية بمصر في أحد أيام نوفمبر 2019 عندما اعتقلتها قوات الأمن. اقتادوها إلى مكان مجهول، على الأرجح إلى أحد مواقع الاحتجاز غير القانونية التابعة لـ "قطاع الأمن الوطني" حيث "يخفون" المعارضون عادة.
لم يُكشف عن مكانها إلا بعد 67 يوما، في 27 يناير 2020، عندما عرضها مختطفوها على النيابة العامة. كالعادة، لم تحقق النيابة في إخفائها القسري وأمرت باحتجازها على ذمة "التحقيق"، إذ "تبصُم" تلقائيا مزاعم أجهزة الأمن الغير مدعومة بأدلة بأنها عضوة في جماعة "إرهابية" لم تتكلف حتى عناء تسميتها.
وتقول هيومن رايتس ووتش: "تستخدم الحكومة العائلات كورقة ضغط في حملتها التعسفية لإجبار المعارضين المصريين في الخارج على الصمت. السلطات المصرية لا تكسب صمت المعارضين، بل جُل ما تفعله هو لفت الانتباه إلى انتهاكاتها بهذا النمط المتمثل بأخذ أفراد أُسرهم رهائن".