استدعت نيابة أكتوبر الكلية الطبيب خالد أمين، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، للتحقيق معه في شكوى مقدمة ضده من وزارة الصحة والسكان على خلفية تصريحاته بإحدى البرامج الفضائية عن زيادة هجرة الأطباء وعدم عودتهم إلى مصر في ظل الأوضاع السيئة للقطاع الطبي في مصر.
وقال أطباء إن النيابة استدعت السبت الطبيب خالد أمين، للتحقيق بشكل عاجل في شكوى مقدمة ضده من وزارة الصحة دون توضيح تفاصيل الشكوى.
وقال الدكتور خالد على حسابه على فيسبوك، "إنه لا يعلم التفاصيل لكنه يرجح إن السبب هو تصريحات أدلى بها من 4 شهور لقناة القاهرة والناس" ملحقًا الخبر بتصريحاته بمقطع فيديو.
أين دعم الأطباء؟!
عشرات التعليقات عبر حساب الطبيب خالد أمين (صاحب عدة مواقف مساندة للأطباء لاسيما في الاعتداء عليهم وآخرهم طبيب المنزلة والذي اعتدى عليه "نائب" ببرلمان العسكر) بعد أن طلب قبل يومين في نقابة تعداد المسجلين فيها نحو 300 ألف طبيب رغم أنه طلب قبل 3 ايام الدعم مباشرة.
وقال: "كل ما اطلبه من زميل وطبيب وكل مهتم بحرية العمل النقابي هو الدعم ... لا اطلب دعمي (وان كانت محنتي) الا اني اطلب الدعم للعمل النقابي الذي يتم استهدافه في شخصي .. الدعم لحرية النقابي في مزاولة عمله النقابي .".
وتساءل "أمين"، عن "حرية الكلمة والرأي التي كفلها القانون والدستور واللوائح والمنطق وما بنيت عليه الدولة من مناخ يمكن التحرك فيه وادوات يمكن العمل بها .".
وأشار لزملائه إلى مواقفه حتى مع من لا يؤديونه نقابيا، "حتى من يكرهونني ومن دأبوا على مهاجمتي وكذلك من يؤمنون بي وكل طبيب وقفت معه او تحدثت عنه او سافرت لأجله او لمس في اني سعيت لصالح قضية هو يعرفها او حدثني عنها هو او زميل له او سعيت لها في عشرات القضايا التي عملت فيها، كل هؤلاء ان كان يعلم احدهم اني يوما سعيت لمكسب شخصي او طلبت لنفسي شىء أحظى به او منصب طلبته فليقول ذلك ولا يدعمني ولكني والله لم اسعى يوما لاي من ذلك بل رفضت مناصب عديدة يحلم بها من هم في سني ومن هم اكبر مني ايضا".
وأكد لزملائه أن "اقصى ما سعيت عليه يوماً هو المنصب النقابي والتزمت بكل مسؤولياتي فيه وبذلت كل جهد ممكن فيه حتى اتى ذلك على حساب حياتي الشخصية والعائلية الذي ارجو فيه من عائلتي ان تسامحني ".
تهديد للعمل النقابي
وحذر "د.خالد أمين" من أن التحقيق على تصريح عابر أدلى به ومخالفته لموقف النظام الرسمي يعد تعديا على حقه الشخصي وحق النقابة فقال: "ان ما بلغت به هو تهديد ليس لي بل للعمل النقابي كله ولكل نقابي يسعى لمصلحة زملائه ولا يخشى في ذلك تهديد مسؤول او ضغط ما حتى انني حين تلقيت تلك الردة يوما لم اخاف الا الله وصرحت على صفحتي وفي وسائل الاعلام اكثر بما يهم الاطباء والمرضى والخدمات الصحية محملا بالهم الوطني وحبي لبلدي قبل كل شيء ".
واعتبر أن التحقيق معه هو ذروة تحدي اراء موضحا، أنه "ونفس العناد الذي كان من المفترض انه يحول لإصلاح ما نقترحه تحول لمحاولات لإسكاتي عبر كل السبل وأنا متأكد وان كان هذا تصرف بدر من مسؤول كبير او اكثر الا ان كل المؤسسات الوطنية في البلد تعلم خالد امين وتعلم اني يوما لم اسعى الا فيما فيه مصلحة البلد الفنية والاقتصادية والحفاظ على ثروتها الطبية وتنمية السياحة العلاجية بها وهو ما يتوافق مع ما يتم اعلانه من رؤية مصر 2030 وسعيي لتوطين الطبيب الماهر الحاذق بمصر وتنمية مشروع السياحة العلاجية بما يحقق فائدة كبيرة للبلد ومصدرا للعملة الصعبة".
واستعرض ما تضمنه تصريحه فقال: "علقت علي مشاريع قوانين تهم البلد والمرضى والاطباء ودعوت لتغطية المريض الفقير بسياسات اقترحتها كممثلا عن نقابة شرعت بقانون الزمها في مادة ١ منه في المشاركة في التشريعات ووضع السياسات الصحية .".
وجدد أن تصريحات كان منبعها وطني وإن كانت لا ترضي طرفا ما مضيفا، "والله تصرفت كوطني مخلص محب لبلده لاقصى حد وشاركت في كل فاعلية تهدف لمصلحة البلد او تسعى لتقدمها ولم اتخلف عن اي اجتماعات او جمعيات عمومية او دعوات او اجتماعات حكومية او نقابية تطوعا لوجه الله ولوطني ولزملائي طوال 12 عاما من عمري المهني القصير الذي لا يتجاوز 13 عاما من يوم تخرجي ".
وجدد أنه مصر على رأيه وكلامه "اعلن مسؤوليتي الكاملة عن كل تصريح قلته اعلاميا وكل كلمة قولتها وازعم انها كلها لبناء الوطن وكلي ثقة ان العدالة ستتحقق لان ايماني بنفسي وبزملائي وببلدي وبمؤسساتها القضائية فوق كل حدود ".
وعبر عن استسلامه شخصيا إلا أنه حذر من الصمت سيجعل الدور يأتي على الجميع "هذا الاسبوع الذي اخوض فيه امراً لا اعلم عنه الكثير حتى الآن، اطلب من كل الاطباء والممارسين الصحيين والنقابيين دعواتهم ودعمهم لنقابتهم وممثليهم وايمانهم بي خاصة واننا لم نخرج يوما الا للدفاع عن حقنا في التعبير عن قضايانا .. انا مستعد لدفع الضريبة عن عملي النقابي لكن اتمنى ان لا يحدثً معي ما يمكن ان يردع نقابيا او محبا لمهنته وبلده ان يقوم بدوره الوطني نتيجة مسائل شخصية او تصرف غير محسوب من مسؤول كبير لا يعرف دوره وهو نفسه يعلم تمام العلم عني الكثير ويعلم اني نقابي ومهني دون اي شيئ آخر".
ودعا الأطباء إلى الدفاع عن كيانهم ومهنتهم ".. والله لم اهتم بالزود عن نفسي يوما لاني في الاول والآخر شخصا قد يأتي من هو افضل منه ولكني ارجوكم للزود عن حق النقابي في ممارسة نشاطه الذي كفله له القانون والدستور ضد ممثلا واحداً للسلطة التنفيذية فما يمكن ان اتعرض له من زملائي فهو مقبول مهما بلغ درجة حدته وعدم لياقته لكن اليوم اطلب ان نتضافر جميعا للدفاع حقنا جميعا وعن ممثلينا الان وفي القادم ان شاءالله.
دعواتكم فقد اختصمتني قضائيا وزارة كاملة في محاولة لمحاسبتي عن عملي النقابي.".
لماذا أنا؟
ورأى مراقبون أن حكومة السيسي تجد في كل مستقل يعبر عن رأيه منافسا للزعيم الدموي عبدالفتاح السيسي، الذي لا يرى سوى نفسه "ما تسمعوش كلام حد غيري"، فيكون النابه من المصريين أو المتحرر من القيود في الرد على أشباه عمرو أديب وهو يعاير الأطباء بما أنفقته عليهم الدولة أنه كطبيب أى الدور المطلوب منه وواجب أن يعامل على الأقل كما يعامل عمرو أديب نفسه الذي يتقاضى الملايين مقابل أن يكذب ويكذب حتى يصدق نفسه ويصدقه الكاذبون أمثاله.
ولهذا كان تساؤل خالد أمين مجددا : لماذا أنا وأنا فقط" وكرر "..لا اعرف ما سيتم التحقيق معي فيه ربما لاول مرة في التاريخ النقابي علي ما اظن لا نعلم السبب، ولكن اعتقد ان تلك هي التصريحات التي اغضبت احدهم.. هل قلت غير الحقيقة ؟؟.. هل قلت مالا يمليه علي ضميراً محباً للبلد .؟؟
الحكومة ومؤسساتها الوطنية اكبر من هذا والله .".
وخالد أمين طبيب متخصص في الخصوبة وهو عضو لجنة التحقيق وآداب المهنة لدى النقابة العامة لأطباء مصر والامين العام لنقابة أطباء الجيزة، ويقيم في الشيخ زايد بأكتوبر.
حملة مصيرنا
د. أحمد حسين منسق حملة "مصيرنا واحد" المدافعة عن قضايا الأطباء وعبر Ahmed Hussein أشار إلى إدانة من الحملة لـ"توجه وزارة الصحة والسكان لاستخدام الياتها في ترهيب الأطباء عن الحديث عن مشكلات المنظومة الصحية".
وأضاف أن الحملة تؤكد أن ما صرح به د.خالد أمين هو جزء من واقع القطاع الصحي في، وما أدلى به من بيانات هي مقتطفات من إحصائيات رسمية منها الحكومية، فقد أصدرت النقابة العامة للأطباء تقريرًا مطولا في أبريل 2022 تضمن استقالة 12 طبيبًا يوميًا من العمل الحكومي، كما شملت دراسة أجراها المجلس الأعلى للجامعات بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان ونقابة الأطباء تم نشرها في مارس 2019، وتضمنت هذه الدراسة أن من يعمل بالمستشفيات الحكومية والمتضمنة الجامعية والشرطية إضافة إلى مستشفيات وزارة الصحة، نسبة 38% فقط من المرخص لهم بمزاولة مهنة الطب تحت سن المعاش.".
وأكد د.أحمد حسين منسق الحملة "حضوره مع الطبيب أمام النيابة العامة تضامنا معه، معبرا عن استياءه من سكون نقابة الأطباء وعدم إتخاذ أية إجراءات أو صدور بيانات عنها عن الواقعة، خاصة أن د.خالد أمين عضو مجلس النقابة العامة للأطباء والأمين العام المساعد للنقابة، وناشد د.أحمد حسين المؤسسات المعنية بحرية التعبير التضامن مع الطبيب.".
وتأسست حملة مصيرنا واحد في نوفمبر 2017 لمناقشة القضايا الصحية و المشاركة في وضع حلول لها، وسبق أن شاركت في عدة ملفات هامة مثل “المسئولية الطبية”و “الإعتداء على المستشفيات”و “التوعية بالأمراض النادرة”.