أثناء وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت إلى مطار نوي باي الدولي في هانوي، فيتنام، أمس الاثنين 25 مايو 2025 خلال جولة رسمية في جنوب شرق آسيا، تم توثيق لحظة صفع بريجيت ماكرون، لوجه زوجها الرئيس الفرنسي داخل الطائرة الرئاسية.
الفيديو الذي التقطته وكالة أسوشيتد برس أظهر بريجيت تمد يدها فجأة نحو وجه ماكرون وتدفعه، مما أثار دهشة ماكرون وارتباكه للحظة قبل أن يستعيد هدوءه ويحيي الحضور.
بعد ذلك، حاول ماكرون الإمساك بيد زوجته عند نزولهما من الطائرة لكنها تجاهلته، مما زاد من تفاعل وسائل الإعلام والجمهور.
التصريحات الرسمية وردود الفعل
قلل مكتب الرئيس الفرنسي من أهمية الحادثة، واصفًا إياها بأنها "شجار غير مؤذ بين الزوجين" ونفى في البداية صحة الواقعة قبل أن تتأكد لاحقًا.
مصدر مقرب من ماكرون قال إن ما حدث كان مجرد "مشاحنة بسيطة" تعبيرًا عن توتر الزوجين قبل بدء الرحلة الرسمية التي تشمل فيتنام وإندونيسيا وسنغافورة.
وأضاف أن التعليقات السلبية جاءت من دوائر موالية لروسيا وأصحاب نظريات المؤامرة، مشيرًا إلى أن الحادثة كانت لحظة ودّ بين الزوجين.
الفيديو انتشر بسرعة على مواقع التواصل، وأثار جدلًا بين من اعتبره موقفًا محرجًا للرئيس الفرنسي ومن رأى فيه مزاحًا عفويً
حادثة صفع سابقة لماكرون
في يوم الثلاثاء، 8 يونيو 2021، تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لصفعة على وجهه أثناء جولة في منطقة دروم جنوب شرقي فرنسا، حيث وقع الحادث عندما اقترب ماكرون من حشد من الناس لتحيتهم، فقام رجل بصفعه على وجهه، ليتم اعتقال الرجل، الذي يُدعى "داميان تاريل" ويبلغ من العمر 28 عامًا، على الفور، وصاح قائلاً: "تسقط الماكرونية"، ثم أطلق صيحة الحرب للجيش الفرنسي في عهد.
وصف ماكرون الحادث بأنه "حادث فردي" وأكد أنه لا يمكن قبول العنف أو الكراهية في الديمقراطية.
أفادت التحقيقات أن داميان تاريل يدير ناديًا لعشاق فنون المبارزة بالسيوف التي ترجع إلى القرون الوسطى، وليس له سجل إجرامي سابق، وتم توجيه تهمة "العنف الخفيف" لتاريل، والتي قد تؤدي إلى غرامة لا تتجاوز 750 يورو.
ومع ذلك، إذا أدت الصفعة إلى عدم قدرة ماكرون على العمل لمدة تقل عن ثمانية أيام، فإن العقوبة قد تصل إلى السجن لمدة 3 سنوات وغرامة قدرها 45 ألف يورو.
أثار الحادث استنكارًا واسعًا من مختلف الأطراف السياسية في فرنسا.
أعرب رئيس الوزراء جان كاستيكس عن رفضه للعنف، بينما نددت زعيمة الحزب اليميني المتطرف مارين لوبان بالتصرف واعتبرته غير مقبول في نظام ديمقراطي. كما أعرب زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون عن تضامنه مع الرئيس.
في مقابلة تلفزيونية في يناير 2025، كشفت بريجيت ماكرون، زوجة الرئيس الفرنسي، أن زوجها "يتألم" أحيانًا من الانتقادات، لدرجة أنه يلتزم الصمت ويرفض التحدث مع أي شخص، وأضافت أن ماكرون يكرّس كل طاقته لخدمة شعبه، رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
الخلاصة..
تبقى هذه الواقعة تذكيرًا بأن الشخصيات العامة، مهما كانت مكانتهم، تخضع أيضًا لمواقف إنسانية وعفوية تعكس جانبًا مختلفًا عن الصورة الرسمية التي تقدمها وسائل الإعلام، عل المستوى الأسري العائلي، أما على المستوى العام تُظهر هذه الحادثة التحديات التي يواجهها القادة السياسيون في العصر الحديث، حيث يمكن أن تؤدي التوترات السياسية والاجتماعية إلى تصرفات فردية تعكس استياءً عامًا، كما تسلط الضوء على أهمية الحوار والتفاهم في المجتمعات الديمقراطية.