تواجه الحكومة البريطانية ضغوطاً متزايدة من داخل حزب العمال وخارجه للاعتراف بدولة فلسطين خلال مؤتمر الأمم المتحدة المرتقب في يونيو، حيث ترى شخصيات بارزة في الحزب أن هذه الخطوة سترسخ فرص السلام وتؤكد القيادة الأخلاقية لبريطانيا وسط التصعيد المستمر.

دعا اللورد ألف دوبس، الناجي من المحرقة وأحد أقدم أعضاء الحزب، إلى الاعتراف الرمزي بدولة فلسطين، معتبراً أنه يمنح الفلسطينيين "احترام الذات الذي يمنحه الكيان السياسي"، ويقوي موقفهم في أي مفاوضات مستقبلية. وقال: "حتى لو لم يثمر ذلك فوراً، سيمنح الفلسطينيين مكانة أفضل... الرموز مهمة".

وانضم الوزير السابق بيتر هاين إلى الدعوة، محذراً من أن "تأجيل الاعتراف حتى انتهاء المفاوضات يسمح باستمرار الاحتلال غير الشرعي". وأكد ضرورة اعتبار الاعتراف "محركاً لا نتيجة" لعملية السلام.

في الاجتماع التحضيري الأول في نيويورك لمؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين، حثت السعودية الدول على الاعتراف بفلسطين، معتبرة أن "الاعتراف يجب أن يكون شرطاً مسبقاً للسلام، لا نتيجة له". ويُنظر إلى المؤتمر، المقرر عقده بين 17 و20 يونيو، كفرصة لدول مثل فرنسا وبريطانيا لاتخاذ خطوة دبلوماسية كبيرة نحو الاعتراف الرسمي.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمح الشهر الماضي إلى احتمال اعتراف بلاده بدولة فلسطين، لكنه ربط ذلك بالمؤتمر الأممي في نيويورك كجزء من مسار أوسع. أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي فأكد في البرلمان مناقشته الموضوع مع الجانب الفرنسي، لكنه تحفظ على دعم "إيماءة رمزية لا تحمل تأثيراً عملياً".

وكشفت الجارديان أن التقييم البريطاني يرى أن فرنسا قد ترجئ الاعتراف في هذه المرحلة. وتبقى الموقف الرسمي للمملكة المتحدة هو الاعتراف بفلسطين في اللحظة التي تحقق "أقصى تأثير ممكن".

وتزايدت الضغوط داخل حزب العمال مع توقيع 69 نائباً وستة أعضاء في مجلس اللوردات على رسالة جماعية دعت رئيس الوزراء إلى استغلال "الفرصة الفريدة" للاعتراف بدولة فلسطين. وتضمنت الرسالة، التي نسقها رئيسا مجموعة أصدقاء فلسطين والشرق الأوسط بالحزب، سارة أوين وأندرو بايكس، توقيع عدد من الوزراء الحاليين.

وفي مذكرة مفاهيمية خاصة بالمؤتمر، أوضحت فرنسا والسعودية – بصفتهما رئيسين مشاركين – أن الهدف من المؤتمر لا يقتصر على "إحياء" أو "إطلاق" عملية جديدة بلا نهاية، بل تنفيذ حل الدولتين "مرة واحدة وإلى الأبد".

واكتسبت الدعوة إلى تطبيق الحل زخماً أكبر في ظل التوسع الاستيطاني غير الشرعي والإجراءات الأحادية الأخرى، بالإضافة إلى العنف وخطابات الكراهية والمخططات المستمرة للتهجير القسري للفلسطينيين.

ويُطلب من كل دولة مشاركة في المؤتمر أن توضح الإجراءات التي ستتخذها، فردياً أو جماعياً، للوفاء بالتزاماتها ودعم الإجماع الدولي على تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين.

أليكس بالينجر، نائب من حزب العمال وعضو لجنة الشؤون الخارجية، دعا بريطانيا إلى "إظهار قيادة مبدئية"، مضيفاً: "لا يمكننا الاستمرار في تكرار شعارات حل الدولتين بينما نعرقل الخطوات التي قد تحوله إلى واقع".

أما النائب السابق في حكومة الظل وناشط حقوقي طويل الأمد أفزال خان، فحث حزبه على التمسك بالقيم الدولية التي يروج لها، قائلاً: "الاعتراف سيكون خطوة أولى إيجابية نحو حل سلمي، وإنهاء التوسع الاستيطاني والحصار، وفتح المسارات الدبلوماسية والإنسانية نحو العدالة". وحذّر من أن بريطانيا "تتلكأ" في موقفها بينما اعترفت 147 دولة بالفعل بفلسطين.

https://www.theguardian.com/uk-news/2025/may/24/labour-figures-urge-recognition-of-palestinian-state-at-un-conference