قدّم الكاتب تريفور فيلسيث في مقال نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست تحليلًا لعرض حماس تسليم ترسانتها الصاروخية لمصر مقابل اتفاق تهدئة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يعكس قوة تكتيكية لا ضعفًا.
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلًا جديدًا في قطاع غزة بهدف إعادة احتلاله وتصفية حركة حماس نهائيًا، بعد هجوم 7 أكتوبر.
في بداية الحرب، بلغ عدد مقاتلي حماس نحو 20 إلى 30 ألفًا، لكن التقديرات تشير إلى انخفاض العدد إلى ما بين 16 و18 ألفًا بعد القصف الإسرائيلي المكثف.
ومع ذلك، رجّح محللون إسرائيليون أن الحركة جندت مقاتلين جددًا من بين سكان غزة، وعادت إلى قوتها العدديّة السابقة.
لكن في المقابل، أوقعت الحملة الإسرائيلية دمارًا هائلًا، وقتلت ما يقرب من 50 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وشردت الملايين.
وبرغم ادعاء إسرائيل أن الضربات تستهدف مواقع حماس أو مخازن الأسلحة، فإن المشاهد المؤلمة للأطفال تحت الأنقاض طغت على أي تبريرات استراتيجية.
ومهما كانت نوايا حماس باستغلال المدنيين لإدامة صورة الاحتلال، فإن الواقع الإنساني المأساوي يصعب تجاهله.
ورغم أن إسرائيل كانت تأمل القضاء على حماس عبر هذه الحملة، إلا أن الحركة لم تُهزم عسكريًا. بل إنها استعادت قوتها العدديّة، ما يعني فشلًا استراتيجيًا للحرب الإسرائيلية، حسب تعبير المقال.
وفي تحول مفاجئ، عرضت قيادة حماس تسليم ترسانتها الصاروخية لمصر، مقابل ضمانات بمنع أي اجتياح إسرائيلي جديد للقطاع.
هذا العرض، وفقًا لقناة "i24" الإسرائيلية، جاء علنيًا، في محاولة للتوصل إلى هدنة.
ومع أن العرض قوبل بالصمت في تل أبيب، إلا أن المحلل يرى أن تجاهله كان خطأ فادحًا.
ورجّح الكاتب أن تكون إيران، التي تدعم حماس، قد مارست ضغوطًا على الحركة للتهدئة، في إطار محاولاتها لكسب نقاط تفاوضية مع إدارة ترامب بشأن ملفها النووي.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاهل المبادرة، رغم أن الصواريخ تُعد التهديد الأكبر الذي تمثّله حماس لإسرائيل.
ويرى الكاتب أن عدم تفاعل إسرائيل مع الوساطة المصرية يُظهر خللًا كبيرًا في الحسابات السياسية.
فتل أبيب تربطها علاقات مستقرة نسبيًا مع القاهرة، وكان يمكن أن تستثمر هذا العرض في تخفيف التهديد الأمني، بدلًا من الانجرار إلى احتلال جديد للقطاع.
يحذر المقال من أن إعادة الاحتلال ستورط الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف طويلة، في وقت يواجه فيه تحديات أخرى: من الضفة الغربية، إلى اليمن، وسوريا، ولبنان، وربما إيران.
ويختم بأن هذه الحسابات الخاطئة قد تُسجّل كواحدة من أفدح الأخطاء الاستراتيجية في تاريخ إسرائيل الحديث.
https://nationalinterest.org/blog/buzz/why-did-hamas-just-offer-to-give-its-missiles-to-egypt