قال ناشطون على منصات التواصل إن الاستحواذ على 23 ميناء جاف ومنطقة لوجستية التي أعلنت عنها وزارة النقل المصرية في أبريل الماضي أمام الاستثمار يقترب من تحديد المستفيد بعد استحواذ شركات أبوظبي والصندوق السيادي لأبوظبي على منطقة بورسعيد اللوجستية، والتي كان الاستحواذ عليها (15% فقط للمصريين على مدى 50 عامًا) أشبه بامتياز ديليسبس الذي منحه الخديوي إسماعيل للشركات الإنجليزية ومن ثم شاركهم الفرنسيين الامتياز.

وأعلنت وزارة النقل عن قائمة مواقع محورية تنتشر على الامتداد الجغرافي، مثل ميناء السادات الجاف، وبرج العرب، وسوهاج، وقنا، وكوم أبوراضي، وأبوسمبل، والعريش، ومرورًا بطابا والحسنة وبئر العبد.

وأشارت إلى أن القرار كان خطة لإنشاء 33 ميناءً جافًا ومنطقة لوجستية ضمن 7 ممرات عملاقة، تهدف إلى ربط مناطق الإنتاج بالموانئ البحرية، وتحقيق طفرة في حركة التجارة، وخفض التكاليف، وتحسين الخدمات.

وطرحت وزارة النقل 23 ميناء جافًا ومنطقة لوجستية للاستثمار، وهم (ميناء السادات الجاف – ميناء برج العرب الجاف – ميناء سوهاچ الجاف – ميناء قنا الجاف وملحق به منطقة لوجستية – الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بكوم أبوراضي بنى سويف – ميناء أبوسمبل الجاف وملحق به منطقة لوجستية – المنطقة اللوجستية بمدينة السادات – المنطقة اللوجستية بتوشكى).

بالإضافة إلى (المنطقة اللوجستية بمطروح – المنطقة اللوجستية بالسلوم – المناطق اللوجستية والموانى الجافة بشبه جزيرة سيناء – الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بالعريش) – الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية ببغداد (طريق الإسماعيلية العوجة) – المنطقة اللوجستية ببراس سدر – المنطقة اللوجستية بالطور – المنطقة اللوجستية بالنقب – الميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بطابا – المنطقة اللوجستية بالحسنة (طريق العريش الحسنة طابا) – المنطقة اللوجستية ببئر العبد).

إلا أنها أشارت إلى أن التفضيل سيكون لصالح الشركات الدولية ابتداء ومن ثم المحلية (إن وجد بظل تحجيم القطاع الخاص في مصر) فقالت: "الموانئ الجافة والمناطق اللوجيستية تعتبر أحد المكونات الرئيسية لهذه الممرات اللوجيستية، وتعظيم التعاون والشراكة مع القطاع الخاص الدولي والمحلي"، بحسب بيان الوزارة.

وتعتبر مجموعة موانئ أبوظبي نفسها من محرّكات التجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، حيث تنتشر في أكثر من 50 بلداً، وتمتلك أسطولاً من السفن يضم 247 سفينة، ومحفظة تضم 34 محطة بحرية، بالإضافة إلى أكثرمن 550 كيلومتراً مربعاً من المناطق الاقتصادية والصناعية، لتمتلك أكبر مجمّع تجاري ولوجستي وصناعي في منطقة الشرق الاوسط.
 

آخر الاستحواذات
   
واستحوذ العملاق الفرنسي “CMA CGM” على 35% من شركة ميناء أكتوبر الجاف (ODP)الذي سيتم ربطه كما ال33 ميناء ومنطقة والموجود أغلبها بمواقع صحراوية، بالسكك الحديدية، بهدف تخفيف الضغط على الموانئ البحرية، وتقليل مدة مكوث البضائع داخل الموانئ، وبالتالي خفض التكاليف وتقليل المخاطر المرتبطة بتكدس الحاويات وهو أحد الدروس المستفادة من كارثة مرفأ بيروت، التي أبرزت خطورة تكدس البضائع والمواد الخطرة داخل الموانئ لفترات طويلة دون تنظيم، أو ربما لاستحواذ الإمارات لفيما يبدو على قناة السويس؟!

وجاء التوقيع على استحواذ الشركة الفرنسية على ميناء أكتوبر الجاف في ضوء نتائج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر.

وحضر توقيع الاتفاقية، المهندس أحمد السويدي رئيس الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السويدي إليكتريك، والذي سبق وحضر لقاء رجال الأعمال مع مدبولي وانتقد بطئ الاجراءات الحكومية وتهميش دور القطاع الخاص، والهدف كان بحسب مواقع محلية "تعزيز كفاءة تشغيل الميناء، وتحسين حركة البضائع، وتقديم خدمات لوجستية متكاملة وسلسة للعملاء في المناطق الصناعية المتنامية في مصر".

وعوضا عن النقل والمناطق اللوجستية، يفضل البعض نقل سلع معينة بتجارة الترانزيت مثل الأسلحة والمواد الإشعاعية حيث توفر لها مزيد من الأمن في النقل.

وتعتزم وزارة النقل بحكومة السيسي تنفيذ 7 ممرات لوجستية متكاملة للمساهمة في ربط مناطق الإنتاج (الصناعي – الزراعي – التعديني) بالموانئ البحرية أو ربط الموانئ البحرية على البحر الأحمر بالموانئ البحرية على البحر المتوسط وخدمة المجتمعات العمرانية الجديدة بواسطة شبكة من السكة الحديدية (ديزل / قطار كهربائي سريع) او شبكة الطرق الرئيسية مروراً بالموانئ الجافة والمناطق اللوجستية الواقعة على هذه الممرات حتى يصبح الميناء البحري لتداول الحاويات وليس لتخزين البضائع.

وافتتحت حكومة السيسي ميناء أكتوبر الجاف في يونيو2023  وينقل البضائع إلى الموانئ البحرية عبر شبكة السكك الحديدية ويحتوي على مستودعات جمركية لتخزين البضائع الواردة سواء مستودعات عامة أو خاصة مع وجود خدمات ذات قيمة مضافة مثل عمليات التعبئة والتفريغ للبضائع مزج المنتجات الأجنبية بأخرى أجنبية او محلية بقصد إعادة التصدير فقط وإصلاح الحاويات وفحص الحاو يات المبردة.

ومن أقرب الموانئ الجافة التي تعمل حكومة السيسي على تنفيذها المنطقة اللوجستية بمدينة العاشر من رمضان ولكنها تنتظر نحو 6 مليارات جنيه طلبها كامل الوزير لإنجاز شبكة قطارات تمر بالمدينة!

كما تتمتع المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بإمكانات استثمارية فريدة تجعلها من أبرز الوجهات على خارطة الاستثمار العالمية، مدعومة بموقع جغرافي استراتيجي، وبنية تحتية متطورة، وموانئ حديثة متصلة بمناطق صناعية متكاملة، تبلغ 4 مناطق صناعية (منطقة شرق بورسعيد الصناعية – منطقة شرق الإسماعيلية الصناعية – منطقة القنطرة غرب الصناعية – منطقة السخنة الصناعية) تتكامل مع 6 موانئ بحرية (ميناء شرق بورسعيد – ميناء غرب بورسعيد – ميناء العريش – ميناء السخنة – ميناء الأدبية – ميناء الطور)، وذلك على مساحة 455 كم2.

ونجحت منطقة قناة السويس خلال الـ33 شهرًا الماضية في استقطاب 274مشروعًا استثماريًا فعليًا من مختلف دول العالم، سواء من خلال تعاقدات مباشرة مع الهيئة أو عبر المطورين الصناعيين، بإجمالي استثمارات بلغت 8.3 مليارات دولار.
وتشمل هذه المشروعات قطاعات متنوعة، ما يعكس ثقة المستثمرين العالمية في جدوى الاستثمار بالمنطقة، وقدرتها على أن تكون منصة استراتيجية للصناعة والتصدير والخدمات اللوجستية.