مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب هجومها العسكري الجديد الذي خلف مئات القتلى في الأيام القليلة الماضية وتوسيع عملياتها البرية في غزة، أعربت العديد من الدول الأوربية بالإضافة إلى نشطاء وحقوقيون وشخصيات عالمية مؤثرة بينها البابا لاوُن الرابع عشر، قلقهم بشأن ما يحدث، حيث صرح البابا قائلًا: "الوضع في قطاع غزة يزداد قلقًا وحزنًا".

وأضاف البابا: "أجدد ندائي الحار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العادلة، وإنهاء الأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى".

في تطور لافت للنبرة الغربية إزاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، كانت كل من بريطانيا وفرنسا وكندا قد أصدروا بياناً ثلاثياً يطالب إسرائيل بـ"السماح الفوري والآمن بإدخال المساعدات الإنسانية"، مشددين على أن "الأطفال في غزة يعانون من كارثة إنسانية مروّعة".
 

بريطانيا
   
قال وزير البيئة البريطاني، إن الوضع في غزة لا يطاق وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تزيد الأمر تعقيدًا وعليها وقف الأعمال العدائية، وفق ما نقلته قناة الجزيرة.

وأوضح الوزير، أن بريطانيا تعمل مع حلفائها لتحسين الوضع في غزة وتريد أن تصل المساعدات دون عوائق، كما تعمل مع حلفائها للضغط على حكومة نتنياهو للبدء في تحسين الأمور ومنع تدهور الوضع.

وأكد وزير البيئة البريطاني، أن السلام بين إسرائيل وفلسطين لن يتحقق إلا بحل الدولتين، مضيفًا "لم يعد بوسعنا تحمل الهجوم على غزة وستفعل حكومتنا ما يلزم لوقف الأعمال العدائية".

واستدعت الحكومة البريطانية، أمس الثلاثاء، السفيرة الإسرائيلية بلندن بشأن توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفق ما أفادت وكالة "رويترز".

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إنه "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي في وجه التدهور الحاصل في قطاع غزة"، لافتًا إلى أن هناك 9 آلاف شاحنة على الحدود مع غزة ويجب على حكومة بنيامين نتنياهو رفع الحصار.

وأعلن لامي تعليق المفاوضات بين بريطانيا والحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة معها، مهددًا باتخاذ خطوات أخرى إذا واصلت إسرائيل نهجها.
 

الأمم المتحدة
   قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لويز ووتريدج، إن الجوع في غزة «ليس سوى جزء من الأهوال» بالقطاع الفلسطيني.
وقالت إن الناس محاصرون في قطاع غزة، ولا تتوافر لديهم إمدادات، ويتم تجويعهم وقصفهم يوميا.
وأضافت «ووتريدج» -عبر الفيديو من العاصمة الأردنية عمان متحدثة إلى المؤتمر الصحفي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، مساء أمس الثلاثاء- وهي تقف في أحد مستودعات المساعدات هناك: «يوجد هنا ما يكفي من الغذاء لمئتي ألف شخص لمدة شهر كامل. وما يكفي من الأدوية لتشغيل مراكزنا الصحية التسعة و38 نقطة طبية، أي لتقديم الرعاية لنحو 1.6 مليون شخص. هناك مستلزمات نظافة، وبطانيات لـ 200،000 أسرة، ولوازم تعليمية لـ 375،000 طفل- كلها هنا فقط».

ووصفت الوضع في غزة بأنه «مروع ولا يغتفر».
وأضافت ووتريدج: «كم يحتاج العالم أن يرى أكثر من ذلك من أجل التحرك؟ وما الذي يمكن أن نقوله غير ذلك؟»

بدوره، وصف مدير الصحة في أونروا، الدكتور أكيهيرو سيتا، الوضع في غزة بأنه «غير قابل للاستمرار» وأنه «يزداد سوءا يوما بعد يوم»، وفقا لموقع أخبار الأمم المتحدة.
وقال المسؤول الأممي: «لا حياة في غزة- هذا ما يقوله موظفونا. عندما يُسألون كيف حالكم؟ يجيبون أنا لست بخير. قال لي أحد الموظفين أنا أفكر في أمرين فقط؛ كيف أعيش، وكيف أموت».

مؤسس موقع "ويكيليكس"في خطوة لافتة خلال مهرجان كان السينمائي 2025، ظهر مؤسس موقع "ويكيليكس"، جوليان أسانج، مرتديا قميصا طُبع عليه أسماء 4986 طفلا فلسطينيا دون سن الخامسة، فقدوا حياتهم منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس عام 2023، في رسالة قوية لتسليط الضوء على الثمن الإنساني الباهظ للصراع المستمر في غزة.

وارتدى أسانج القميص خلال جلسة تصوير خاصة بعرض فيلم "The Six Billion Dollar Man"، وعلى ظهره كُتبت عبارة "أوقفوا إسرائيل"، ما أضاف مزيدا من الرمزية والاحتجاج إلى ظهوره على السجادة الحمراء في المهرجان.

وفي عام 2023، لفتت المؤثرة الأوكرانية إيلونا تشيرنوباي الأنظار بفستان باللونين الأزرق والأصفر، ممثلا ألوان علم بلادها، وسكبت دما مزيفا على نفسها على درجات قصر المهرجانات.

أما العارضة الإيرانية مهلاغا جابيري فارتدت فستانا بتصميم يشبه حبل المشنقة، احتجاجا على حالات إعدام في إيران.
 

رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت
   قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، إن ما تفعله إسرائيل الآن في غزة قريب جدًا من جريمة حرب. الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء يُقتلون، وكذلك العديد من الجنود الإسرائيليين.

وأوضح خلال في مقابلة مع شبكة "بي بي سي" البريطانية: "هذه الحرب لا هدف لها، ولا فرصة لتحقيق أي شيء يمكن أن ينقذ حياة المحتجزين".وتابع: "نحن نقاتل قتلة حماس، ولسنا نقاتل المدنيين الأبرياء، ويجب أن يكون هذا واضحًا".

وأشار أولمرت، في المقابلة التي تابعها الإعلام الإسرائيلي باهتمام، إلى أنه "من جميع وجهات النظر، هذا أمر بغيض ومثير للغضب".
 

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
   وكشف مسؤولان في البيت الأبيض لموقع "أكسيوس" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعرب عن انزعاجه الشديد من استمرار الحرب في غزة، وخصوصًا** ب**عد مشاهدته صورًا مؤلمة لمعاناة الأطفال الفلسطينيين.
وأوضحا أن ترامب طلب من مساعديه إيصال رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفادها:"يجب أن تنهي الحرب".وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض: "الرئيس يشعر بالإحباط مما يحدث في غزة. إنه يريد إنهاء الحرب، وإطلاق سراح الأسرى، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة إعمار القطاع".
 

الاتحاد الأوربي
   وأظهرت عواصم أوروبية حراكاً مناوئاً لتصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حربه ضد غزة.

قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، الثلاثاء إن التكتل سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل، على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.
وأضافت في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "لدينا غالبية قوية مؤيدة لمراجعة البند الثاني - المتعلق باحترام حقوق الإنسان - من اتفاق الشراكة مع إسرائيل. إذن سنباشر هذا الأمر".

وأيدت 17 دولة بينها فرنسا هذه المراجعة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أمام الجمعية الوطنية في باريس.
وقال وزير الخارجية البلجيكي مكسيم بريفو: "لدي شعور شخصي بأن انتهاك حقوق الإنسان واقعٌ بلا أدنى شك"، مستدركاً أنه لا يسعى إلى "استباق القرار" الذي ستتخذه المفوضية الأوروبية.
 

مدى تأثير الضغوطات
   قال خبير في العلاقات الخارجية، ستيفن كوك، لشبكة CNN إنه من غير المرجح أن يكون الضغط من المملكة المتحدة وكذلك من الاتحاد الأوروبي كافياً لردع إسرائيل عن عمليتها العسكرية المتجددة في قطاع غزة.

وأوضح كوك،الصحفي في معهد دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، أن هذه الخطوات لن تؤثر على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو،قائلاً إن إسرائيل لن تتحرك إلا بناءً على ضغط من الإدارة الأمريكية.
وأضاف كوك: "أعتقد من وجهة نظر القيادة الإسرائيلية، أن الضغط المهم يأتي من البيت الأبيض وأصدقاء إسرائيل في الكونغرس"، مشيرا إلى أن أمريكا "لم تمارس أي نوع من الضغط الكبير أو أي ضغط على الإطلاق لتحقيق ذلك".
ومضى كوك قائلا إن حصار المساعدات والهجوم المتجدد هو "تكتيك جديد" من قبل إسرائيل لاستخدام "المساعدات الإنسانية للضغط على حماس"، مؤكدا على أن هذا "مجرد مرحلة أخرى في صراع رهيب في منطقة شهدت الكثير من الصراعات".