انطلقت اليوم الأحد الجولة الرابعة من المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، وسط تصريحات متشددة من الجانب الإيراني وتصاعد الشكوك بشأن نوايا واشنطن. تأتي هذه الجولة في وقت يرى فيه المراقبون أنها قد تكون حاسمة في تحديد مسار العلاقة المستقبلية بين طهران وواشنطن، إما باتجاه تفاهمات جديدة تُفضي إلى تخفيف العقوبات، أو نحو تصعيد جديد يُعيد المنطقة إلى مربع التوتر. طهران: التخصيب خط أحمر لا تفاوض عليه في مستهل الجولة، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي أن بلاده لن تتنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، مؤكدًا أن هذا الحق يُعد "إنجازًا ثمينًا للشعب الإيراني"، ولن يكون مطروحًا على طاولة المفاوضات. وقال عراقتشي: "البرنامج النووي الإيراني مشروع وقانوني، وكل أنشطته سلمية وستظل تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وأضاف أن وفدًا من الخبراء الإيرانيين وصل إلى مسقط للمشاركة في المحادثات الفنية إذا اقتضت الحاجة، مشيرًا إلى استعداد بلاده لاتخاذ "خطوات توضيحية" لإثبات سلمية البرنامج النووي وتعزيز الثقة الدولية. انتقادات إيرانية للمواقف الأميركية "المتناقضة" ولم يخفِ عراقتشي استياءه مما وصفه بـ"التناقض في مواقف الجانب الأميركي"، موضحًا أن "ما يُقال في الجلسات المغلقة يختلف عمّا يُنشر في وسائل الإعلام"، معتبراً أن هذا السلوك يضر بمسار التفاوض. وقال: "على عكس الطرف الآخر، فإن مواقف إيران واضحة وتمضي بثبات. نحن نأمل في منطق متزن من الجانب الأميركي كي نتقدم". مصدر إيراني: مستعدون للانسحاب إذا خرجت واشنطن عن الأطر وأكد مصدر في الوفد الإيراني المفاوض لموفد قناة "الميادين" في مسقط أن الجولة الحالية "حاسمة"، مشددًا على أن إيران "لن تكمل المباحثات إذا خرج الطرف الآخر عن الأطر المتفق عليها". واعتبر المصدر أن قضية تخصيب اليورانيوم تبقى العقبة الرئيسية في المحادثات، لكن إذا سارت الأمور وفق ما تم التفاهم عليه مسبقًا، "فمن الممكن التوصل إلى اتفاق يراعي مصالح الجانبين ويؤدي إلى رفع العقوبات عن طهران". دعم شعبي إيراني للموقف الرسمي من جانبه، أكد مستشار وزير الخارجية الإيراني للشؤون الإعلامية، محمد رنجبران، أن نتائج استطلاعات رأي أجريت خلال الأسبوعين الماضيين أظهرت أن "غالبية الشعب الإيراني تؤيد الحفاظ على دورة وقود نووي شاملة داخل البلاد"، وهو ما يعزز موقف الحكومة في التمسك بخطوطها الحمراء خلال التفاوض. عُمان تعود لدورها كوسيط هادئ تكتسب سلطنة عُمان مجددًا أهمية استراتيجية كوسيط هادئ ومقبول لدى الطرفين، إذ سبق أن لعبت دورًا محوريًا في التمهيد لاتفاق 2015 النووي، وتراهن الآن على قدرتها في احتواء التصعيد وتهيئة الظروف لإعادة تشكيل تفاهمات جديدة، رغم حالة عدم الثقة المتزايدة.