كشفت منظمة العفو الدولية، في تقرير جديد نشرته "ميدل إيست آي"، أن الإمارات تزود السودان بأسلحة متقدمة صينية الصنع، في خرق واضح لحظر السلاح المفروض على البلاد. المنظمة أوضحت أن أسلحة صينية ظهرت في العاصمة الخرطوم، من بينها قنابل موجهة من طراز GB50A ومدافع هاوتزر AH-4 عيار 155 ملم، وهي أسلحة سبق وأن رُصد استخدامها في السودان.

أشارت العفو الدولية إلى أن هذه القنابل تنتجها مجموعة "نورينكو"، وهي شركة دفاعية مملوكة للدولة الصينية، مضيفة أن هذه المرة الأولى التي يُوثّق فيها استخدام هذا النوع من القنابل في نزاع مسلح. وطالبت المنظمة الصين، بصفتها موقعة على معاهدة تجارة الأسلحة، بوقف بيع الأسلحة للإمارات، لمنع إعادة تصديرها إلى قوات الدعم السريع، وهي الميليشيا المتهمة بالتطهير العرقي والانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان والعنف الجنسي في السودان.

رئيس وحدة الأزمات في منظمة العفو الدولية، برايان كاستنر، قال إن وجود قنابل صينية حديثة في شمال دارفور يؤكد انتهاك الإمارات لحظر الأسلحة المفروض على الإقليم. ودعا إلى وقف فوري لنقل الأسلحة من الإمارات إلى قوات الدعم السريع، وحثّ المجتمع الدولي على تعليق جميع صادرات الأسلحة إلى الإمارات إلى حين وقفها للدعم العسكري.

في تطوّر لافت، أعلنت الحكومة السودانية، يوم الثلاثاء، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات بسبب دعمها لقوات الدعم السريع، وذلك بعد يوم واحد من رفض محكمة العدل الدولية دعوى قضائية سودانية تتهم أبوظبي بالتواطؤ في الإبادة الجماعية. هذا الإعلان جاء في وقت تعرّضت فيه مدينة بورتسودان، العاصمة الفعلية للحكومة السودانية، لهجمات جوية بطائرات مسيرة بدأت فجر الأحد.

لم تتبنَّ قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم، فيما دانت الإمارات الغارات الجوية بشدة. الطائرات، التي وصفها متحدث باسم الجيش السوداني بأنها "انتحارية"، سبق وأن اشترتها الإمارات، بحسب مصادر دبلوماسية وعسكرية إقليمية، واستهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية ومطار بورتسودان المدني، وهو آخر مطار دولي يعمل في السودان. الهجوم ألحق أضراراً بسقف المطار وأجزاء من داخله.

أعادت السلطات السودانية فتح المطار صباح الإثنين، لكن غارة جديدة في اليوم التالي أجبرت الحكومة على إغلاقه مجدداً. وقالت عايدة السيد عبد الله، الأمينة العامة لجمعية الهلال الأحمر السوداني، إن استهداف البنية التحتية المدنية يزيد معاناة السكان، ويعيق جهود المتطوعين في إيصال الغذاء والماء والرعاية الصحية.

حرب السودان، التي اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أودت بحياة عشرات الآلاف وشرّدت أكثر من 12.5 مليون شخص. وتواجه القوتان المتحاربتان اتهامات بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. في هذا السياق، صرّح عبد الله هلاكه، كبير مناصري شرق وجنوب أفريقيا في منظمة "ريفيوجيز إنترناشونال"، أن الإمارات تساهم في "إبادة جماعية" بالسودان ضمن سياستها الرامية لمنع نشوء أنظمة ديمقراطية في المنطقة.

وأضاف أن أبوظبي لعبت دوراً في قمع الربيع العربي وفي عرقلة أي حكومة مستقرة في ليبيا، وتواصل ذلك الآن في السودان. ورغم دعمها الحالي لقوات الدعم السريع، رجّح هلاكه أن تتخلى الإمارات عنها لاحقاً بسبب السمعة السيئة التي باتت تحيط بها، مشيراً إلى أن انهيار السودان لا يخدم مصالح الإمارات على المدى البعيد.

https://www.middleeasteye.net/news/uae-sent-chinese-weapons-sudan-despite-embargo