قال مراقبون إن ما دعت إليه الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب ليس فقط المرور المجاني، بل إلى إعادة النسق الاستعماري بفرض الحماية على مصر من خلال التحكم بمصير قناة السويس  

وعن سيادة مصر كشف الإعلامي الطبيب د. حمزة زوبع  @drzawba عبر إكس أن ما يحدث يمس السيادة في جمهورية مصر العربية وقال: "كنت ولازلت (متعشما) في أن يرد النظام في مصر ردا رسميا على مزاعم حماية أمريكا لقناة السويس لأن ذلك أمر يخص السيادة ويشكك في قدرة النظام على حماية مصالح البلاد و أمنها القومي ، وأخشى كالعادة أن يترك الأمر لجوقة الإعلام الرخيص لشتم وسب ترامب وأمريكا الإمبريالية ويترك الرد الرسمي إما لمصدر لانعرف كنهه أو إلى ضياء رشوان متعهد الردود المعلبة في مثل هذه الأزمات . ".
 

وأضاف "تجربتنا مع هذا النظام أنه لا يعبأ بمثل هذه الأمور (البسيطة) مثل مياه نهر النيل أو حماية قناة السويس أو حتى الديون لأنه متفرغ لما هو  (أعظم)مثل حصار غزة و قمع المعارضة وإدارة عملية البيع الممنهج للأصول وكبت الحريات ومطاردة الإخوان المسلمين .

 وأخشى أن يكون الرد هو :  يا ترامب القناة لها رب يحميها .. ونعم بالله . #قناة_السويس  #قناة_السويس_خط_احمر".

https://x.com/drzawba/status/1916467612801700095

واعتبر مراقبون أن صمت مصر مثير للريبة بشأن القرار الأمريكي، وقال اللواء فايز الدويري @FayezAldwairi: "الرئيس ترامب يطالب بالسماح بالمرور المجاني للسفن الحربية والتجارية من قناتي بنما والسويس، علمًا أن كلا الدولتين تعانيان من ضائقة اقتصادية، قناة بنما ساهمت بشقها لكن ما علاقتها بقناة السويس، لغاية الان لم نسمع رداً رسمياً من كلا الدولتين، هذا الطلب يذكرني بمسرحية تاجر البندقية، وهل يوجد من يقول له هل سمعت رنين القرش.".

https://x.com/FayezAldwairi/status/1916534366072897837

اتفاق مع المساس بالسيادة

ورأى إعلامي الانقلاب مصطفى بكري @BakryMP أن دعوة ترامب تمس السيادة متفقًا في ذلك مع الدكتور "زوبع" وقال: ".. لاأعرف علي أي أساس يطالب الرئيس الأمريكي ترامب بالسماح للسفن الأمريكيه ، التجاريه والعسكريه بالمرور مجانا في قناة السويس ؟!" مضيفا "هناك سبب واحد في تقديري ، يتمثل في سياسة البلطجه الأمريكيه ، ومحاولات ابتزاز الدول ذات سياده ، وهي أيضا سرقة علنيه وفرض أتاوه علي بلد مستقل ، وعضو في الأمم المتحده".
 

ورأى أن الهدف هو سيطرة الامريكيين على البحر الأحمر مضيفا "ياسيد ترامب ، نحن لسنا من جمهوريات الموز ، أو لسنا ولاية أمريكية جديده . لقد حذرت منذ أيام من أن مايجري في  البحر الأحمر واليمن ، ليس هدفه الحوثيين ، لصالح الشرعيه اليمنيه ، وإنما هدفه عسكرة البحر الأحمر والسيطرة عليه والتحكم في مضيق باب المندب ، وهاهو ترامب يؤكد ذلك.".

واعتبر أن ما ينقل بشأن قناة السويس هو ابتزاز أمريكي "اعلم ياسيد ترامب أن قناة السويس هي قناة مصريه خالصه ، وليست ضيعة أمريكيه تتحكم فيها كما تشاء . هذه القناه التي أممها عبدالناصر، دفع فيها المصريون أكثر من 120 ألف شهيد في حفرها . لم نحفرها ونؤممها حتي تأتي لتسرق علانية حقوقها . مايجري الآن هو استمرار لسيناريو الابتزاز الأمريكي ضد العرب، هو حلقه من حلقات بلطجة القوه وفرض سياسة الأمر الواقع (...)، ولو وافقنا علي ذلك ستكون هي البدايه، وغدا سيفرضون علينا المزيد من محاولات الابتزاز والنهب المنظم، والاعتداء علي سيادة الدوله المصريه، وهو أمر مرفوض وغير مقبول جملة وتفصيلا".

 

تحدٍ صريح لسيادة الدولة المصرية

المستشار الإعلامي د. مراد علي @mouradaly اعتبر أن "أشدُّ سوءًا من مطالبة الرئيس #ترامب بمرور السفن الأمريكية عبر #قناة_السويس دون رسوم، هو تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي في اليوم ذاته، الذي زعم فيه أن الولايات المتحدة هي التي تتولى حماية القناة. ".
 

- أولًا، التصريح تحدٍ صريح لسيادة الدولة المصرية، إذ إن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل رمز للاستقلال الوطني منذ تأميمها عام 1956، ومصدر فخر للمصريين كإنجاز تاريخي يعكس قدرتهم على إدارة مواردهم الوطنية.

- ثانيًا، هو طعنٌ مباشر في شرعية النظام الحاكم، الذي أسس وجوده وتبرير سلطته على افتراض قوة #الجيش_المصري وقدرته على حماية الحدود الوطنية، واستخدم  هذا الادعاء لتبرير هيمنة المؤسسة العسكرية على الحكم وعلى جميع مفاصل الحياة في #مصر، بما فيها الاقتصاد والإعلام وحتى الدعوة الدينية.

وتساءل مراد علي "فإذا كانت الولايات المتحدة هي من تحمي قناة السويس، فما دور #الجيش الذي يُبرر به سيطرته على مقدرات البلاد؟".
 

- ثالثًا، يعكس التصريح رؤية الإدارة الأمريكية للنظام المصري، وهي رؤية تحط من قدره وتُظهره في صورة الضعيف العاجز عن حماية أرضه وسيادته، بل تذهب إلى أبعد من ذلك بتصوير بقائه وشرعيته مرهونين برضا الإدارة الأمريكية عنه، مما يُفقده أي استقلالية حقيقية في إدارة شؤون البلاد.


مشيرًا إلى أن "هذا يضع النظام في موقف هش، إذ يُصبح أداة في يد القوى الخارجية، تُستخدم لخدمة مصالحها بدلاً من مصالح الشعب المصري.
 

- رابعًا ، المطالبة بمرور السفن مجانًا توسيع لنطاق الهيمنة الاقتصادية والعسكرية والسياسية الأمريكية على مصر. مما يضع متخذي القرار أمام تحدٍ كبير:

وقال "علي": " إما أن يثبتوا استقلاليتهم ويدافعوا عن المصالح الوطنية، وإما أن يستمروا مجرد أداة في يد القوى الكبرى، مما يُفقد مصر مكانتها كدولة ذات سيادة في المنطقة".

 

خامسًا وأخيرًا، فالرد على مثل هذه التصريحات يتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا يُعيد الاعتبار للسيادة المصرية، ويجب أن يأتي من رأس الدولة نفسه، لا من "مصدر مجهول" ولا من أبواق إعلامية لا وزن لها ولا صفة، بحسب صفحة مراد علي (إكس).