ذكر موقع ميدل إيست مونيتور أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر القول إن إسرائيل "لا تملك خيارًا" سوى مواصلة الحرب على غزة. ويعبّر هذا الموقف عن نوع جديد من تبرير الإبادة الجماعية، إذ تستخدم إسرائيل السردية الاستعمارية لتصوير العدوان على الفلسطينيين كخيار اضطراري.

رغم الدعم العسكري الأميركي السنوي الذي يتجاوز 3.2 مليار دولار، وامتياز "التفوّق العسكري النوعي"، تدّعي إسرائيل أنها لا تستطيع مواجهة مقاومة صادرة عن شعب مهجّر ومقموع.

لا يصدق أحد نتنياهو، لكن أحدًا لا يوقفه أيضًا. يشير التقرير إلى أن الإبادة الجماعية لن تتوقف إلا بالقضاء على حماس، وتحرير الأسرى، وزوال التهديد من غزة. تُستخدم إيران كجزء من تبرير العدوان، لأن المجتمع الدولي يبحث دومًا عن عدو جديد.

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش قال فيها: "علينا أن نقول الحقيقة: إعادة الأسرى ليست الأهم". بينما يدعو نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت إلى تصعيد الضغط العسكري على غزة "للوصول إلى صفقة"، يرى سموتريتش في التصعيد فرصة لإلحاق الهزيمة بحماس.

يشير التقرير إلى أن إسرائيل لم تتعلم أن المقاومة لا تُباد ما دام الاستعمار قائمًا. ويؤكد أن الغرب، خصوصًا، يتجاهل الحقيقة الاستعمارية في فلسطين، ويستخدم خطابًا يُحرّف الواقع، ويمنع الفلسطينيين من التعبير عن أهدافهم السياسية، ما يسمح لخطاب إسرائيل الأمني المُلفّق بالهيمنة على السياسات الخارجية والمساعدات الإنسانية.

أفادت آخر الإحصاءات، بحسب الموقع، بأن القوات الإسرائيلية قتلت 51266 فلسطينيًا وجرحت أكثر من 116991. وبات قتل المدنيين الفلسطينيين أمرًا معتادًا في نظر إسرائيل، وسار العالم على النهج ذاته، متناسيًا أن القانون الدولي يمنح الشعوب المستعمَرة حق المقاومة.

رغم تكرار الدعوات إلى التزام "الطرفين" بالقانون الدولي، يوضح التقرير أن المجتمع الدولي قد سلب الفلسطينيين هذا الحق، بينما منح إسرائيل الحصانة من المحاسبة على جرائم الحرب.

يوجد خيار آخر، حسب المقال: تستطيع إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي، وتفكّك نظامها الاستعماري، ويتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في إنهاء الاستعمار ودعم حقوق الشعوب. لكن بدلاً من ذلك، تُبرَّر الإبادة الجماعية بأساليب متعددة، من تزويد إسرائيل بالسلاح، إلى تجاهل مذكرات التوقيف الدولية، والتطبيع الاقتصادي والدبلوماسي، أو الصمت مع كل جريمة جديدة تُرتكب، فقط لأن نتنياهو يقول إنه "لا يملك خيارًا".

https://www.middleeastmonitor.com/20250422-breaking-down-netanyahus-no-choice-narrative/