لقي الشاب محمود محمد محمود أسعد، البالغ من العمر 26 عامًا، مصرعه داخل قسم شرطة الخليفة بمحافظة القاهرة، وسط اتهامات مباشرة لأفراد الشرطة بتعذيبه حتى الموت.
الحادثة، التي وقعت قبل أيام من انتهاء شهر رمضان، وثّقتها شهادات حية ومشاهد مصورة لجثمان الضحية تظهر عليه آثار تعذيب واضحة، في تناقض صارخ مع الرواية الرسمية التي حاولت التقليل من ملابسات الوفاة.
فيما طالبت أسرته بإجراء تشريح مستقل للجثمان وفتح تحقيق نزيه وشفاف.
اعتقال تعسفي ومحضر ملفق
بحسب شهادة والدة محمود، فقد تم توقيفه تعسفيًا في السابع من رمضان أثناء سيره معها في أحد شوارع القاهرة، دون أي مبرر قانوني.
وقالت إنه جرى نقله مباشرة إلى قسم شرطة الخليفة، حيث “لُفّق له محضر”، واحتُجز دون السماح لأسرته بزيارته أو إدخال الطعام له، بحجة دخوله في مشاجرة وهمية.
وأضافت أن ابنها وُضع في زنزانة انفرادية كإجراء عقابي، وتم إبلاغ الأسرة لاحقًا بوجود جلسة تحقيق أمام النيابة، لكن القسم أنكر صدور أي قرار من النيابة بعرضه، قبل أن تُفاجأ العائلة بخبر وفاته.
الداخلية تتكتم والأسرة ترفض دفنه دون تحقيق
وفق رواية الأسرة، فإن قسم الشرطة حاول في البداية إنكار الوفاة، ثم اعترف بها لاحقًا، مطالبًا الأسرة باستلام الجثمان ودفنه على وجه السرعة.
إلا أن الأسرة رفضت ذلك، وأصرت على تشريح الجثة بعد أن لاحظت وجود كدمات وآثار تعذيب على أنحاء متفرقة من جسده، بينها الرأس والصدر والظهر.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قصير يُظهر جسد الشاب القتيل بعد وفاته، ما عزز الشكوك حول تعرّضه لتعذيب ممنهج أدى إلى وفاته، وهو ما دفع منظمات حقوقية للمطالبة بتحقيق عاجل.
نمط ممنهج من الانتهاكات
من جهتها، أكدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن واقعة وفاة محمود أسعد ليست الأولى داخل قسم الخليفة، مشيرة إلى تسجيل حوادث مشابهة في الشهر نفسه.
كما كشفت الشبكة عن تهديدات وُجّهت إلى مساجين وذويهم لمنعهم من الحديث إلى النيابة أو الإدلاء بشهادات قد تدين ضباطًا داخل القسم.
وأضافت الشبكة أن ما يحدث هو جزء من نمط ممنهج من الانتهاكات داخل أماكن الاحتجاز، وسط غياب شبه تام للمساءلة، وتقصير النيابة العامة في القيام بدورها الرقابي والوقائي.
حالات أخرى.. الإهمال الطبي والتدوير القسري
تزامنت وفاة محمود مع حالة وفاة أخرى لا تقل مأساوية، حيث أعلن مؤخرًا عن وفاة الشاب محمد حسن هلال (33 عامًا) داخل مستشفى القصر العيني، بعد نقله من سجن بدر 3، حيث كان معتقلاً منذ عامين على خلفية تدويره في قضية جديدة بعد قضاء حكم سابق بالسجن لمدة خمس سنوات.
وبحسب أسرته، فقد أُبلغت العائلة فجأة بأنه في العناية المركزة، فاقدًا للوعي، إثر كسر في الجمجمة، دون معرفة ظروف الحادث أو كيفية إصابته.
ورغم حالته الحرجة، تقول الأسرة إنه تم تقييده بالأصفاد إلى سرير المستشفى، ما أثار موجة من الاستنكار على منصات التواصل الاجتماعي، واتهامات بوقوع تعذيب أو إهمال طبي جسيم.
شاهد:
https://www.facebook.com/100063574115205/videos/2452589551787605